اعتصام أردني تنديدا بقمع مسيرة "العودة"

من الاعتصام أمام وزارة الداخلية عصر اليوم - الأردن
أجهزة الأمن نفت إطلاق النار على المشاركين في مسيرة الأحد (الجزيرة نت)

محمد النجار -عمان

اعتصم عشرات النشطاء عصر الاثنين أمام الداخلية الأردنية احتجاجا على "قمع" مسيرة حق العودة في منطقة الكرامة على الحدود مع فلسطين مساء الأحد.

وشارك في الاعتصام شبان ممن شاركوا في مسيرة العودة ونشطاء نقابيون وحزبيون، رفعوا لافتات تستنكر قمع المسيرة بينها "حتى متى نحرص على مشاعر الصهاينة"، و"حكومة البخيت تتحدث عن حق العودة وتمنع فعاليات الشعب نحوها".

ورددوا هتافات "شعب الأردن متحدين لتحريرك فلسطين"، ومن عمان لجنين كلنا ضد التوطين"، و"مكتوب على المسدس حق العودة مقدس".

واستنكر المعتصمون قمع مسيرتهم التي قالوا إنها تتطابق مع الشعارات الحكومية الرافضة للتوطين والداعمة لحق عودة اللاجئين.

اتحاد بالهدف
واتحد شبان من أبناء العشائر وأبناء المخيمات وشبان من الشركس والشيشان في رفض اعتبار مسيرة العودة خاصة باللاجئين، وقالوا إن هدف حراكهم منع إقامة وطن بديل بالأردن، والتأكيد على حق العودة.

وقال الشاب طارق كميل إن الذين ضربوا المشاركين بالمسيرة "ليسو جزءا من الشعب وإنما هم أجهزة أمنية".

وأضاف "لا يجوز إظهار أن هناك أزمة هوية داخل الأردن وأن هناك من هو مع إسرائيل ومن هو ضدها".

واعتب الشاب عبد الله المحادين أن الذي حدث في الكرامة "كان مسيئا للغاية لصورة الأردن ليس فقط أمام أبنائه وإنما أمام جاليات حضرت للتضامن من تركيا والبرازيل وغيرها من الدول".

واعتبر أن كل من يعيش في هذا الوطن "لا يقبل سلخ القضية الفلسطينية عن بعدها الأردني قبل البعد العربي والإسلامي".

الخطاب والواقع
وقال "الخطاب الرسمي أشبعنا حديثا عن حق العودة ورفض الوطن البديل (…) وعندما توجهنا للتأكيد على هذا الحق جوبهنا بالرصاص الحي والغاز المسيل للدموع".

وأضاف للجزيرة نت أن حق العودة لا يخص الفلسطينيين، وأنه هو أحد أبناء العشائر الأردنية وغيره كثيرون منخرطون في النشاطات التي تحمي الأردن وترفض التوطين.

وزاد "نحن لسنا حركة ولا يجمعنا إلا حب الأردن وحب فلسطين"، واعتبر أن انخراط الأردنيين والفلسطينيين والشركس والمسلمين والمسيحيين في مسيرة العودة "أكبر رسالة لزارعي الفتنة في هذا البلد وخلق الفتنة بين الأردنيين والفلسطينيين بالذات".

من جانبه قال القيادي الإسلامي زكي بني ارشيد إن حراك هؤلاء الشباب لا لون له وهدفه الوحيد رفض مشاريع التوطين والتأكيد على حق العودة.
وتساءل "لمصلحة من تسال الدماء في الأغوار أمس؟ وحتى متى تبقى حكوماتنا  تمارس الأدوار السيئة وخدمة الكيان الصهيوني".

إصابات بالرصاص
وفي إطار متصل قالت عائلة الشاب جلال منير الأشقر (21 سنة) إن أجهزة الأمن نقلته اليوم من مستشفى البقعة إلى مدينة الحسين الطبية نتيجة إصابته بعيار ناري أثناء مشاركته في مسيرة العودة.

وقال عم الشاب للجزيرة نت إن الكوادر الطبية في البقعة أجرت لابن شقيقه قبل نقله للمدينة الطبية أربع عمليات، وإن الأطباء أبلغوه بوجود عيار ناري استقر في العمود الفقري للشاب.

كما أكدت مصادر للجزيرة نت أن إصابة أخرى بعيار ناري موجودة حاليا في المستشفى الإسلامي بعمان.

وأكدت مديرية الأمن العام أنها علمت بوجود الإصابتين وهي تحقق في حدوثهما، وأكدت أن أجهزة الأمن لم تستخدم الأعيرة النارية لتفريق المسيرة.

وكان صحفيون ومشاركون بالمسيرة قد شاهدوا مدنيين يحملون أسلحة نارية مختلفة أثناء تفريق المسيرة، وبينما كان البعض يطلق الرصاص في الهواء من أسلحة أوتوماتيكية، شوهد آخرون يطلقون الرصاص على المشاركين بالمسيرة.
كما تعرض نشطاء أتراك شاركوا في المسيرة لإصابات متعددة، وتعرضت حافلة استقلوها لأضرار مادية جسيمة.

المصدر : الجزيرة