الأونروا تشكو العجز بموازنتها

من افتتاح المؤتمر - تقرير/ الأزمة العالمية تهيمن على اجتماعات الأونروا في الأردن

الأونروا قالت إنها بحاجة إلى 39 مليون دولار لسد عجزها (الجزيرة نت-أرشيف)

محمد النجار-عمان

عبرت الوكالة الدولية لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) عن قلقها لاستمرار العجز في موازنة الوكالة التي تشرف على تقديم الخدمات لنحو 4.5 ملايين لاجئ فلسطيني في مناطق عملياتها الخمس: الأردن والضفة الغربية وقطاع غزة وسوريا ولبنان.

وكشفت المفوضة العامة للوكالة كارين أبو زيد في مؤتمر صحفي عقدته الأربعاء على هامش اجتماع اللجنة الاستشارية التابعة لها في عمان، أن الوكالة بحاجة في وقت عاجل إلى 39 مليون دولار تمثل العجز في موازنة 2009، في حين أشارت إلى أن العجز المتراكم في الموازنة يصل نحو 100 مليون دولار.

وطالبت كارين الدولة المانحة بتقديم الدعم الفوري للأونروا لتتمكن من مواصلة عملها "كعنصر استقرار في المنطقة"، مشددة على الحاجة إلى استمرار عملياتها.

قلق أردني
وأعرب رئيس دائرة الشؤون الفلسطينية بالخارجية الأردنية وجيه عزايزة في افتتاح الاجتماعات، عن قلق الحكومة الأردنية "العميق" إزاء ما آلت إليه أوضاع الأونروا و"استمرار الفجوة الكبيرة بين احتياجات الوكالة المالية اللازمة لتحقيق أهدافها من جهة وإيراداتها من جهة أخرى".

كما عبر عن قلق الحكومة الأردنية من استمرار إجراءات تقليص الخدمات والحالة التقشفية التي بدأتها الوكالة.

وفي جواب عن سؤال للجزيرة نت أكدت كارين أن الأونروا قدمت لاجتماع اللجنة الاستشارية خطة لاحتياجاتها للسنوات الست القادمة للحد من العجز المتراكم الذي عانته في السنوات الأخيرة.

كارين أبو زيد اعتبرت الأونروا عنصر استقرار في المنطقة (الجزيرة نت-أرشيف)
كارين أبو زيد اعتبرت الأونروا عنصر استقرار في المنطقة (الجزيرة نت-أرشيف)

إضراب العاملين
وحول إضرابات العاملين في الأونروا بالأردن وتهديدهم بالدخول في إضراب مفتوح في سبتمبر/أيلول المقبل في حال عدم تلبية مطالبهم بتحسين ظروفهم، قالت إن العاملين يدركون أن جزءا كبيرا من الأزمة الحالية جاء بسبب الأزمة المالية العالمية.

ولفتت إلى أنه رغم الحصول على تعهدات بتوفير المزيد من الدعم لموازنة الأونروا فإن كثيرا من هذا الدعم لم يصل.

واستغربت كارين ما اعتبرته نقضا لاتفاق بين إدارة الوكالة وممثلي العاملين يقضي بمنح الإدارة مهلة حتى نهاية العام الجاري لتحسين ظروفهم في ضوء الأزمة التي تعانيها الأونروا. وأضافت "ندرك مطالب العاملين، لكننا ندرك أيضا المطالب الملحة للاجئين".

ويعمل في الأونروا نحو 29 ألف موظف في مناطق عملياتها الخمس، منهم أكثر من سبعة آلاف يعملون في الأردن.

عجز مصطنع
وكان لافتا وصف كارين أبو زيد الأوضاع في قطاع غزة بأنها "معاناة من عجز مصطنع وفقر مفروض"، في إشارة إلى الحصار المفروض على القطاع والذي ذكّرت بأن الأسبوع المقبل يصادف العام الثاني له.

ونوهت المسؤولة الأممية بالحالة الصعبة التي يعاني منها سكان قطاع غزة الذين قالت إن غالبيتهم باتوا بحاجة إلى خدمات الأونروا. كما لفتت إلى الصعوبات الكبيرة التي تواجه عمليات الأنروا في القطاع والضفة "مع استمرار الحصار ووجود أكثر من 600 حاجز".

إلى ذلك، قال الناطق الرسمي باسم وكالة الأونروا سامي مشعشع إن موازنة الوكالة للعام الجاري بلغت 545 مليون دولار.

ولفت إلى أن الوكالة تواجه تحديا كبيرا في توفير الموازنات الطارئة، وأضاف "نحتاج اليوم إلى 345 مليون دولار كموازنة طارئة لقطاع غزة، وهذه لا تشمل عمليات إعادة الإعمار وإنما فقط توفير الحاجات الإنسانية الضرورية".

وأوضح أن الوكالة لم تتسلم سوى 185 مليون دولار لموازنة غزة الطارئة، وتابع "نحتاج إلى 85 مليون دولار للضفة الغربية، حصلنا منها على 25 مليون دولار فقط".

وللتدليل على حجم العجز المتراكم في الموازنات الطارئة، قال مشعشع إن الوكالة لم تتسلم سوى 67 مليون دولار من بين 328 مليون دولار مطلوبة لإعادة إعمار مخيم نهر البارد في لبنان.

المصدر : الجزيرة