اللبنانيون يشيعون مغنية اليوم ودمشق تبحث عن المسؤول

أنصار المعارضة اللبنانية يستعدون لتشييع مغنية اليوم (الفرنسية)

يشارك آلاف اللبنانيين من أنصار المعارضة اليوم في الضاحية الجنوبية في العاصمة بيروت، في تشييع القيادي البارز في حزب الله عماد مغنية الذي اغتيل بانفجار سيارة مفخخة في دمشق أول أمس، وسط أجواء من التوتر، حيث يحيي آلاف اللبنانيين –من المحسوبين على قوى الأكثرية- أيضا الذكرى الثالثة لاغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري.

ردود فعل لبنانية
وعلى الرغم من الفرقة التي تدب في أوساط القوى السياسية التي باتت تنقسم بما بات يعرف بقوى المعارضة أو الموالاة منذ اغتيال الحريري، فإن حادثة اغتيال مغنية قوبلت باستنكار وانتقاد جميع هذه القوى.

فقد دعا زعيم تيار المستقبل النائب سعد الحريري في بيان تعزية لحزب الله إلى أن "تتوحد دماء اللبنانيين لحماية الوحدة الوطنية ودعم الدولة ومؤسساتها وإعادة الاعتبار لمنطق الحوار والتلاقي مهما بلغت الصعوبات".


كما استنكرت الأمانة العامة لقوى الرابع عشر من آذار (الأكثرية النيابية) "جريمة الاغتيال" وتقدمت بتعزيتها للحزب. وفي بيان مقتضب توجه رئيس الوزراء فؤاد السنيورة بالتعزية إلى قيادة حزب الله وعائلة مغنية.

والد مغنية (الثاني على اليمين) يتوسط قيادات الحزب لتقبل التعازي (الفرنسية)
والد مغنية (الثاني على اليمين) يتوسط قيادات الحزب لتقبل التعازي (الفرنسية)

كما ندد مفتي الجمهورية محمد رشيد قباني بالاغتيال داعيا اللبنانيين إلى التعاون والتوحد لإخراج الوطن من أزمته قبل أن تتفاقم الأمور في ظل خلافاتهم "لأن الفوضى تحقق أهداف إسرائيل".

قوى وحركات إقليمية
وعلى صعيد الموقف الإقليمي من اغتيال مغنية، ندد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية محمد علي الحسيني بالحادث بوصفه من أعمال "الإرهاب المنظم للنظام الصهيوني".

واستنكرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الاغتيال، ودعت العالم العربي إلى توحيد الصف في مواجهة إسرائيل.

كما حملت حركة الجهاد الإسلامي إسرائيل "وعملاءها" المسؤولية، وطالبت كافة الفصائل الفلسطينية بضرورة الرد مؤكدة أن هذه العملية لن تمر دون عقاب.

أما كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) فنعت في بيان لها مغنية "أحد صناع مدرسة المقاومة العالمية ورمزا من رموز القضاء على الكيان الصهيوني".

وفي الأردن أدانت جبهة العمل الإسلامي المعارضة وأكبر حزب سياسي في المملكة عملية الاغتيال. كما نددت جمعية الوفاق الوطني الاسلامية في البحرين في بيان باغتيال مغنية.

دمشق بدأت التحقيقات لمعرفة المسؤول (الفرنسية)
دمشق بدأت التحقيقات لمعرفة المسؤول (الفرنسية)

من المسؤول؟
وفي أول رد فعل له اتهم حزب الله إسرائيل باغتيال مغنية، وهو نفس الموقف الذي تبنته طهران. فيما حملت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة التي يرأسها أحمد جبريل كلا من إسرائيل والمخابرات الأميركية المسؤولية.

بدورها أعلنت دمشق أنها بدأت التحقيقات لتحديد هوية المسؤول عن الحادثة.

ويلقي الغرب باللائمة على مغنية في هجمات على السفارة الأميركية وعلى ثكنة لمشاة البحرية (المارينز) وعلى قاعدة قوات حفظ سلام فرنسية في بيروت عام 1983 مما أسفر عن سقوط أكثر من 350 قتيلا.

كما تتهمه واشنطن بالتخطيط والمشاركة في خطف طائرة تابعة  لشركة الخطوط الجوية (تي دبليو أيه) عام 1985 وقتل أميركي، إضافة إلى خطف مسؤول استخباراتها في بيروت وليام باكلي عام 1984.

وكانت الولايات المتحدة عرضت مكافأة قدرها خمسة ملايين دولار مقابل اعتقال عماد مغنية.

ويعتبر مغنية ثالث قيادي من حزب الله يغتال بعد الشيخ راغب حرب الذي قتل في قريته جبشيت عام 1988 وأمينه العام عباس الموسوي الذي اغتالته مروحية عسكرية إسرائيلية جنوب لبنان عام 1992.

المصدر : وكالات