مستوطنات ومصانع الاحتلال تسمم البيئة الفلسطينية

-

نزار رمضان- فلسطين

لا يقتصر خطر المستوطنات والتجمعات الصناعية في إسرائيل على مصادرة الآلاف من الدونمات الفلسطينية فحسب بل يتعداها إلى مخاطر أخرى وهي تلك الناجمة عن استغلال هذه الأراضي عنوة وتحت تهديد السلاح كأماكن دفن لنفايات المصانع الكيميائية والنفايات النووية المتأتية من مفاعلي ديمونا وناحال سوريك، بالإضافة إلى استعمال هذه الأراضي كمستودع للنفايات العامة والقاذورات وأماكن تجمع الصرف الصحي بالقرب من القرى والمدن والمخيمات الفلسطينية.

المستوطنات الإسرائيلية البالغ عددها 185 مستوطنة (167 مستوطنة بالضفة و18 بقطاع غزة) تحتل مساحة إجمالية من الأراضي الفلسطينية تبلغ 10183.5 هكتارا. ومن هنا فإن هذا الكم من المستوطنات يحتضن المئات من المصانع الكيميائية والصناعية الخطيرة، والمفاعلات النووية مثل مفاعل ناحال سوريك الذي يتوسط مستوطنة ناحال سوريك قرب قرية زكريا العربية المدمرة عام 1948 والذي لا يبعد عن مدينة الخليل وقراها سوى 25 كلم.

هذه المستوطنات والتجمعات الصناعية شكلت الخطر الأكبر على البيئة الفلسطينية، حيث تقوم إسرائيل بدفن نفايات مفاعل ديمونا في أراضي قرى يطا وبني نعيم قضاء الخليل إضافة إلى أراضي صحراء النقب. وقد سجلت دائرة الإحصاء الفلسطينية أن أعلى نسبة إصابة بمرض السرطان بالعالم في الضفة الغربية وأعلى نسبة سرطان هي المنطقة الجنوبية الشرقية لمدينة الخليل، وخاصة قرية بني نعيم ويطا.

كذلك يقوم مفاعل ناحال سوريك بدفن نفاياته النووية بالقرب من قرية صوريف غربي مدينة الخليل الأمر الذي أدى إلى تلويث المياه الجوفية في المنطقة.

التجمعات الإسرائيلية اليهودية رفضت دفن هذه النفايات بالقرب منها وقامت بمظاهرات واحتجاجات ورفع قضايا ضد الحكومة خشية على أرواحهم، ومن هذه التجمعات بلدة بيت شيمش القريبة من مفاعل ناحال سوريك وبلدة عومر وعراد القريبة من مفاعل ديمونا.

وقد أصدرت محكمة العدل العليا الإسرائيلية قرارا بعدم دفن هذه النفايات بالقرب من التجمعات اليهودية.

وتشير المعطيات الفلسطينية إلى أن كافة القرى الفلسطينية القريبة من المستوطنات الإسرائيلية تستغل أراضيها عنوة ويدفن فيها الكثير من المواد الصلبة والسائلة الخطيرة.

ففي منطقة عزون بالشمال الفلسطيني تدفن في أراضيها مواد صلبة خطيرة، وفي قرية دير مشعل تدفن في أراضيها الزراعية مواد سائلة خطيرة لا تعرف ماهيتها، فيما تقوم مستوطنة أرئيل في الشمال الفلسطيني بالتخلص من النفايات الصلبة الغامضة في الأراضي الزراعية لبلدة سلفيت، وكذلك تقوم مستوطنة أفرات بدفن نفاياتها الصلبة والسائلة في أراضي قضاء بيت لحم.

معسكرات الجيش الإسرائيلي الموجودة في منطقة 1948 والمحاذية لمناطق الضفة الغربية تقوم أيضا بالتخلص من نفاياتها المتنوعة في أراضي عرابة ومنطقة طوباس بمحافظة جنين، هذا بالإضافة إلى قيام مجمع عطرات الصناعي في منطقة القدس بدفن مواد قلوية تؤدي إلى التصحر في أراضي بلدتي أفرات وبير بنالا قضاء رام الله.

وفي تقرير للجمعية الفلسطينية لحماية القانون والبيئة، ذكر أن هناك خطرا آخر شبهه بخطر النفايات الذرية وهو خطر نفايات مصانع المبيدات الحشرية ومصانع الأدوية والأسمدة الكيميائية التي يتم دفنها في أراضي مدينة طولكرم في الشمال الفلسطيني.

مؤسسات البيئة الفلسطينية بدورها رفعت العشرات من التقارير والشكاوي لمنظمة الصحة العالمية والعديد من المنظمات الدولية والإنسانية لكن دون جدوى. ولا يزال المواطن الفلسطيني يشكل الضحية الأولى لهذا الخطر الداهم جراء انتشار المستوطنات الإسرائيلية.
ــــــــــــ
مراسل الجزيرة نت

المصدر : الجزيرة