حماس والجهاد تحذران من انهيار الهدنة

أكدت حركتا المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي لرئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس أن "الصبر الفلسطيني" بدأ ينفد بسبب الانتهاكات الإسرائيلية للهدنة. ووصف مسؤولو الحركتين اجتماعاتهما في غزة مساء أمس الثلاثاء بأنها إيجابية وتأتي ضمن سلسلة اللقاءات الفلسطينية الداخلية التشاورية من أجل تعزيز التفاهم الفلسطيني وحماية الجبهة الداخلية.

كما قدمت حماس ملفا كاملا حول الخروقات الإسرائيلية للهدنة ومنها إطلاق النار واستمرار بناء الجدار الفاصل والتلاعب في قضية الأسرى والمعتقلين وعدم رفع الحصار عن المناطق الفلسطينية وعدم وقف الاعتداءات والتوغلات والاعتقالات.

وتطرق الاجتماع إلى قضية المعتقلين والأسرى الفلسطينيين واعتبرت الحركتان الخطوة الإسرائيلية بالإفراج عن المئات منهم اليوم خدعة إسرائيلية. وأكدت حماس والجهاد التزامهما بالهدنة التي أعلنت الشهر الماضي، إلا أنهما طالبتا بضرورة وقف الخروقات والاعتداءات الإسرائيلية.

وقال محمد الهندي القيادي في حركة الجهاد بعد اجتماع وفد حركته بمشاركته مع محمود عباس "أكدنا التزامنا بالهدنة المعلنة، لكن المشكلة تكمن في الاحتلال الإسرائيلي وشارون". وحذر الهندي من أن استمرار الانتهاكات الإسرائيلية ستقود إلى تقويض الهدنة" مشيرا إلى أن حركته تقيم المرحلة السابقة منذ إعلان الهدنة مؤكدا أن عباس لم يتطرق إلى تجديد الهدنة.

من جهة ثانية أكد اسماعيل هنية القيادي في حماس بعد اجتماع وفد حركته مع رئيس الوزراء ضرورة الإفراج عن كل الأسرى والمعتقلين دون تمييز. وأشار إلى أن استمرار الخروقات الإسرائيلية يهدد بنسف الهدنة. ووصف مسؤولو حماس والجهاد إلغاء عباس للقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون بأنه خطوة جيدة معتبرين أن مثل هذه اللقاءات لا مبرر لها في ظل التعنت والمماطلة الإسرائيلية.

قضية الأسرى

undefinedويأتي لقاء غزة في وقت عبر فيه الفلسطينيون عن استيائهم من القائمة الإسرائيلية للمعتقلين الذين سيفرج عنهم اليوم، فقد خرج مئات الفلسطينيين بالضفة الغربية وقطاع غزة في مظاهرات احتجاج مطالبين بإطلاق سراح آلاف الأسرى في سجون الاحتلال.

وفي غزة تظاهر نحو ألف فلسطيني معظمهم من الأطفال خارج مكاتب الصليب الأحمر، كما تظاهر مثلهم في مدينة الخليل بالضفة. وحمل المتظاهرون صور أقاربهم وأحرقوا مجسما لسجن إسرائيلي.

ونشرت إسرائيل الاثنين القائمة التي تضم 342 أسيرا فلسطينيا، لكن الفلسطينيين أبدوا استياء شديدا وخيبة أمل من الخطوة، وطالبوا بإطلاق سراح جميع الأسرى البالغ عددهم 7700 أسير. ويقول مسؤولون وقانونيون فلسطينيون إن المنوي الإفراج عنهم سينهون عقوبتهم قريبا جدا.


undefinedانتهاكات إسرائيلية
في هذه الأثناء تقوم الحكومة الإسرائيلية بإجراءات أمنية تهدد بتقويض الهدنة المعلنة من جانب الفلسطينيين وعرقلة تنفيذ خارطة الطريق. ودهمت قوات الاحتلال الإسرائيلي منازل في قرية قرب مدينة قلقيلية شمالي الضفة الغربية واعتقلت 47 من دعاة السلام الأجانب المعارضين لبناء الجدار الفاصل في الضفة الغربية.

من جهة أخرى اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي 15 فلسطينيا في مدينة طولكرم, بعد أن اقتحمت آليات عسكرية إسرائيلية المدينة وحاصرت مجمعا تجاريا قبل مداهمته.

وقد أمر الوزير الاسرائيلي لشؤون الأمن الداخلي تساهي هانيغبي بتمديد إغلاق بيت الشرق في القدس الشرقية لستة أشهر. وأوضح بيان رسمي أن هذا القرار اتخذ بناء على توصية الشرطة وجهاز الأمن الداخلي (شين بيت).

وأمام الفلسطينيين مهلة أسبوع للطعن في القرار، وقد بررت السلطات الإسرائيلية إغلاق هذه المؤسسة بزعم أنها تملك الدليل على أنها تغطي "أنشطة غير مشروعة" للسلطة الفلسطينية لا سيما بعد اندلاع الانتفاضة في سبتمبر/ أيلول 2000.

المصدر : الجزيرة + وكالات