السلطة توقف الاتصال بحماس والجهاد

قررت السلطة الفلسطينية وقف جميع أشكال الاتصال مع حركتي المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي إثر عملية القدس الفدائية التي خلفت 20 قتيلا و120 جريحا مساء أمس.

وأعلن مسؤول فلسطيني كبير فجر اليوم أن رئيس الوزراء محمود عباس يريد اتخاذ إجراءات لكنه لم يحددها ضد المنظمات التي يعتبرها "مسؤولة عن إلحاق الأذى بالمصالح الوطنية الفلسطينية".

وقد ندد عباس بالعملية قائلا إنها لا تخدم مصالح الشعب الفلسطيني، وأصدر تعليماته إلى قوات الأمن الفلسطينية للتحقيق الفوري في الحادث. وألغى جميع زياراته الخارجية المقررة أصلا.

ووقعت العملية الفدائية بينما كان عباس يعقد اجتماعا مع حركتي التحرير الفلسطينية (فتح) والجهاد الإسلامي في غزة في محاولة لتثبيت الهدنة السارية منذ 29 يونيو/ حزيران التي واجهت خطر الانهيار عدة مرات بسبب خروقات إسرائيل المتكررة.

وزير شؤون مجلس الوزراء الفلسطيني ياسر عبد ربه قال إن اجتماعا للقيادة الفلسطينية برئاسة الرئيس ياسر عرفات سيعقد اليوم لاتخاذ إجراءات. وأضاف في تصريح للجزيرة أن "أي تبرير للعملية ليس مقبولا، وإذا كانت ردا على جرائم إسرائيل في الماضي فنحن لا نريد أن ندخل في الفوضى وتستفيد إسرائيل من هذه الحالة عندما تخرج الفصائل بالمبررات".


undefinedوحمل عبد ربه حركة الجهاد المسؤولية بالعمل على شق الصف الفلسطيني وقال "سعينا لمواجهة كافة الظروف لا بد أن ندخل في صراع فلسطيني، سنعمل من أجل الهدنة لأننا شعب واقع تحت الاحتلال ومضطهد، هذه القوى خرجت عن الموقف الوطني".

أما نافذ عزام القيادي في حركة الجهاد فحمل إسرائيل مسؤولية إفشال الهدنة. وقال في تصريح للجزيرة "نتصور أن إسرائيل هي التي تضر بالمصالح الفلسطينية وتتلاعب بمصيره، ولا يعقل أن يضبط الفلسطينيون أنفسهم وهم أرضهم المحتلة وتدنس أرضهم".

وردا على وقف السلطة للاتصالات أكد عزام أن الفلسطينيين قادرون على تجاوز أزماتهم. وأضاف "إسرائيل تريد أن يحدث اقتتال الفلسطينيين وهي غير معنية بأمن واستقرار المنطقة، ونحن حريصون على وحدة الشعب الفلسطيني وجبهتنا الداخلية".

إجراءات إسرائيلية
وإثر العملية أعلنت إسرائيل وقف الاتصالات الأمنية مع الفلسطينيين، وجمدت خططا للانسحاب من أربع مدن في الضفة الغربية هذا الأسبوع. كما رفعت حالة التأهب وأعادت مساء أمس إغلاق الأراضي الفلسطينية بشكل محكم وفرضت طوقا شاملا على مدن الضفة الغربية وغزة ومنعت الدخول والخروج إليها.

وقالت مراسلة الجزيرة في فلسطين إن رئيس وزراء إسرائيل أرييل شارون سيعقد اجتماعا طارئا اليوم مع طاقمه الأمني لبحث الرد على العملية، مشيرة إلى تسرب تقارير عن عمليات عسكرية ضد أهداف فلسطينية وأخرى ضد حماس.


undefinedعملية القدس
وتبنت الجهاد الإسلامي وحماس مسؤولية العملية التي وقعت في حافلة ركاب في القدس الغربية وأسفرت عن مقتل 20 إسرائيليا وجرح نحو 120 آخرين.

وقال تلفزيون المنار اللبناني إن سرايا القدس الجناح العسكري للجهاد الإسلامي اتصلت به تعلن المسؤولية عن العملية. وكانت الحركة تعهدت بالانتقام لأحد قادتها الذي قتلته القوات الإسرائيلية الأسبوع الماضي في مدينة الخليل في جنوبي الضفة الغربية.

ووزعت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس شريط فيديو عن منفذ العملية رائد عبد الحميد مسك (29 عاما) الذي وصف نفسه بأنه معلم وشيخ وقد أمسك بندقية هجومية في يد ونسخة من القران الكريم في اليد الأخرى. ووزعت عناصر من حماس في الخليل منشورات تعلن فيها مسؤولية الكتائب عن العملية.

وقالت مصادر بالشرطة الإسرائيلية إنه استنادا إلى روايات الناجين فإن منفذ الهجوم كان يلبس المعطف الأسود التقليدي الذي يرتديه اليهود المتدينون. وأضافت أنه اندس بين الركاب ونسف نفسه بعدما تحرك إلى منتصف الحافلة دون أن يثير أي شبهة.

المصدر : الجزيرة + وكالات