ناجون من صبرا وشاتيلا يقاضون شارون في بروكسل

undefined

توجهت فلسطينية نجت من مجزرة صبرا وشاتيلا التي ارتكبت إبان الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 برفقة محاميها إلى بلجيكا اليوم في محاولة لتوجيه اتهام لرئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون بارتكاب جرائم ضد الإنسانية باعتبار أنه المسؤول الرئيسي عن مجزرة صبرا وشاتيلا الشهيرة.

وقالت سعاد سرور المرعي لدى مغادرتها منزلها في مخيم شاتيلا حيث لاتزال آثار الرصاص ظاهرة في المنزل المجاور لها "سأذهب إلى بروكسل بالنيابة عن الشعب بأسره.. وآمل أن يحاكم شارون ويشنق لقاء ما اقترفه".

وستقدم سعاد التي تمثل 28 مدعيا وشاهد عيان للمذبحة شكوى في بروكسل هذا الأسبوع لقاضي تحقيق بلجيكي سيقرر ما إذا كان من الممكن أن يقبل القضاء البلجيكي هذه القضية.

undefinedويسمح قانون صدر في عام 1993 للمحاكم البلجيكية بمساءلة المسؤولين الأجانب عن انتهاكات لحقوق الإنسان ارتكبت خارج بلجيكا.

وقال شبلي الملاط محامي الدفاع اللبناني الذي وكلته سعاد وبقية المدعين أن تاريخ كوسوفو وغيرها يظهر ما تعنيه كلمة تطهير. وأضاف "هذا هو عصر العدالة العالمية.. صبرا وشاتيلا جرح يكمن في الذاكرة الجماعية للقرن العشرين".

وأشار الملاط إلى حكم أصدرته محكمة بلجيكية في وقت سابق هذا الشهر بإدانة أربعة من مجرمي الحرب في رواندا. وأوضح "نحن نتوقع أن يتحرك القضاء البلجيكي وأن يكون هناك تحقيق ومحاكمة".

وهذه القضية منفصلة عن قضية مماثلة قدمها عربيان لقاض بلجيكي في وقت سابق هذا الشهر ولم يفصل في تلك القضية بعد.


سعاد المرعي: "سأذهب إلى بروكسل بالنيابة عن الشعب (الفلسطيني) بأسره.. وآمل أن يحاكم شارون ويشنق لقاء ما اقترفه".

ودخلت ميليشيا الكتائب اللبنانية الموالية لإسرائيل المخيم صيف 1982 واغتصبت سعاد التي كانت آنذاك في الرابعة عشرة من عمرها وقتلت معظم أفراد أسرتها لكنها نجت من المذبحة وهي معوقة بسبب إصابتها بعيار ناري استقر في عمودها الفقري.

وتوصلت لجنة كاهان الإسرائيلية عام 1983 إلى أن شارون هو قائد الجيش الذي أرسل الميليشيا اللبنانية إلى مخيمي صبرا وشاتيلا حيث ذبحت تلك الميليشيا آلاف المدنيين العزل.

وأفاد التقرير أن شارون يتحمل مسؤولية شخصية لعدم اهتمامه "بخطر أعمال الثأر وإراقة الدماء" التي قد يرتكبها رجال الميليشيا حينما قرر دخولهم المخيم.

ولكن التقرير قال إن "الفظائع التي وقعت في المخيمين ارتكبت على يد أفراد من الكتائب، وأنه لا مسؤولية مباشرة على الإطلاق تقع على عاتق إسرائيل أو من تصرفوا بالنيابة عنها".

وكانت تلك العملية جزءا من الغزو الإسرائيلي لبيروت الغربية بعد اغتيال الرئيس اللبناني المنتخب بشير الجميل الذي تحالف مع إسرائيل. وأوكل الجيش الإسرائيلي عندما كان شارون وزيرا للدفاع مهمة "تفتيش وتطهير" المخيمات لميليشيا الكتائب والجيش اللبناني.


كانت صبرا وشاتيلا من أكثر الفصول دموية خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان الذي قتل فيه آلاف المدنيين.

واستقال شارون من منصبه الوزاري بعد ذلك إثر ضغوط شديدة بما في ذلك ما ذكره التقرير بأن "عليه الوصول إلى نتائج شخصية مناسبة" وأنه "إذا لزم الأمر أن يفكر رئيس الوزراء في عزله من منصبه".

وفي الأسبوع الماضي ندد مسؤولون إسرائيليون ببرنامج لتلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية يدرس احتمال محاكمة شارون. وقال المسؤولون إن البرنامج الذي يذاع اليوم منحاز ومعاد للسامية.

وكانت صبرا وشاتيلا من أكثر الفصول دموية خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان الذي قتل فيه آلاف المدنيين.

المصدر : رويترز