العملية المقدسية الأقرب إلى غزة.. شيخٌ من مخيم شعفاط منفذ هجوم "ملاخي"

منفذ عملية ملاخي هو فادي جمجوم ويسكن مخيم شعفاط للاجئين شمال شرقي القدس المحتلة (الفرنسية)

القدس المحتلة- قبل الواحدة ظهرا بتوقيت القدس، وتزامنا مع انتهاء صلاة الجمعة في المسجد الأقصى، ترجل المقدسي فادي جمجوم (40 عاما) من مركبته وأطلق النار تجاه موقف للحافلات في مستوطنة كريات "ملاخي" ليوقع قتيلين و4 جرحى، اثنان منهما بحالة خطيرة، قبل أن يستشهد ويُحتجز جثمانه.

فور سماعهم الخبر بدأ المصلون في المسجد الأقصى بالتكبير، بعد أن اتضحت هوية المُنفذ "الشيخ فادي" والذي ينحدر من عائلة أصلها من مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية.

ويحمل جمجوم الهوية المقدسية، ويسكن مخيم شعفاط للاجئين شمال شرقي القدس المحتلة، وهو أب لـ4 أطفال أكبرهم 12 عاما وأصغرهم عام ونصف.

قطع الشيخ جمجوم أكثر من 50 كيلومترا بمركبته نحو مستوطنة كريات ملاخي المُقامة على أراضي قرية قسطينة المهجرة جنوبي فلسطين، والتي تجاور مدينة عسقلان وتبعد عن قطاع غزة نحو 25 كيلومترا، لتكون العملية المقدسية الأقرب مكانيا إلى القطاع منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

أعلن الاحتلال استنفاره في مكان العملية، والتقط صورا للشهيد بعد ارتقائه برصاص مستوطن مسلح تواجد في المكان، حيث ظهر جمجوم مُلتحيا يرتدي قلنسوة بيضاء وسترة شتوية.

وهرع إلى مكان العملية المفوض العام لشرطة الاحتلال الإسرائيلي كوبي شبتاي، ووزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، الذي استغل الفرصة للدعوة إلى تدعيم سياسته في تكثيف تسليح المستوطنين، زاعما أنها "تُنقذ الأرواح".

وبعد قتله واحتجاز جثمانه، اقتحمت قوات الاحتلال بأعداد كبيرة مسقط رأس الشهيد في مخيم شعفاط، وأطلقت الرصاص المطاطي والقنابل الغازية تجاه منازل المواطنين، مما أدى إلى إصابة المقدسيين سامر الصباح وسامر النتشة برصاص مطاطي في الرأس، كما اقتحمت بيت عزاء افتتحته عائلة جمجوم الممتدة في جبل أبورمان بمدينة الخليل.

وتصدى سكان مخيم شعفاط للقوات المقتحمة، التي انسحبت بعد اقتحام منزل الشهيد وإعاثة الخراب فيه، واعتقال زوجته سماح جمجوم واستدعاء والده وشقيقه للتحقيق.

كما دعت مساجد المخيم لمسيرات جماهيرية بعد صلاة العشاء باتجاه منزل الشهيد دعما وإسنادا لعائلته.

وباستشهاد الشيخ فادي جمجوم يرتفع عدد الشهداء المقدسيين منذ بداية العام الجاري إلى 9، ومنذ السابع من أكتوبر الماضي إلى 45 -بينهم مقدسيون مبعدون استشهدوا في قطاع غزة-، كما ويرتفع عدد جثامين الشهداء المقدسيين المحتجزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى 15.

وذكّرت عملية جمجوم بعملية الشهيد فادي أبو شخيدم، بسبب تشابههما في الاسم والعمر والهيئة ومكان السكن ونوعية العملية ومصير الجثمان، حيث استشهد الشيخ أبو شخيدم (42 عاما) من مخيم شعفاط، في 21 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2021، بعد تنفيذه عملية إطلاق نار قرب باب السلسلة -أحد أبواب المسجد الأقصى- وقتله مستوطنا وجرحه آخرين.

المصدر : الجزيرة