"إنسان خلف الحدود".. معرض يجمع معاناة القدس وغزة وسوريا

خليل مبروك - إسطنبول - صورة مشاركة بمعرض إنسان خلف الحدود من تصوير الصحفي حسام سالم لرجال يؤدون الصلاة خلال المواجهات في مسيرات كسر الحصار بغزة copy.jpg
صورة مشاركة في المعرض لرجال يؤدون الصلاة خلال المواجهات في مسيرات كسر الحصار بغزة (الجزيرة)

 
خليل مبروك-إسطنبول

بعد عشرة أعوام من العمل الصحفي في توثيق صور المعاناة بغزة غادر الصحفي والمصور الفلسطيني حسام سالم القطاع قبل عام ونصف ليستقر به المقام في تركيا، ليبدأ رحلة توثيق جديدة تغيرت فيها الحدود، لكنه بقي شاهدا على صور من المعاناة ذاتها.

وفي تركيا مارس حسام عمله في التصوير لصالح العديد من الوكالات وفي أكثر من مكان، وقدم تغطية للأحداث على الحدود التركية السورية، حيث تتماثل حياة السوريين اللاجئين مع ما شهده بعينيه في القطاع الذي تحاصره الأحزان.

وتشابهت صور الأوضاع التي عاينها حسام على الحدود السورية التركية مع ما تختزن ذاكرته وذاكرة كاميراته من مشاهد على حدود القطاع، فهنا ذات الدموع والعيون والجروح والدماء التي تجري من عروق ذات المظلومين هناك.

شاهد حسام نفس قصة الألم، وعاش من جديد مشاهد تشييع الشهداء، ففكر في إقامة معرض في تركيا يلفت من خلاله النظر إلى هذه المنطقة التي تشبه منطقته بكل ما فيها من تفاصيل.

ويقول المصور الفلسطيني للجزيرة نت إن فكرته لقيت استحسانا من مؤسسة القدس الدولية للثقافة (أوكياد) التي أبدت استعدادها للتعاون معه في إقامة هذا المعرض، وقدمت له كل أشكال الدعم وتكفلت بكافة متطلباته.

 صورة مشاركة في معرض
 صورة مشاركة في معرض "إنسان خلف الحدود" لشبان يغلقون باب المسجد الأقصى في القدس بأيديهم لمنع قوات الاحتلال من دخول المسجد (الجزيرة)

القدس تجمعنا
ويشير حسام سالم إلى أن "أوكياد" اقترحت إضافة صور من القدس إلى الصور التي في حوزته عن حدود غزة والحدود السورية التركية، فتواصل مع عدد من المصورين لترتيب ذلك، حتى عمل مع صديقه المصور المقدسي فايز أبو إرميلة على تحضير المعرض.

وقدم سالم ما لديه من صور مشابهة تتوحد فيها مشاهد المعاناة على الحدود لتتوحد القدس مع الشام وغزة في المعرض، كما توحدت معهما في قصص الألم، فحمل المعرض اسم "إنسان خلف الحدود" الذي اقترحه أحد الأصدقاء.

ويقول إن هناك قصة بين الموت والحياة لكل إنسان يعيش في هذه المنطقة، ويؤكد أن من يزور المعرض الذي يستمر حتى 15 فبراير/شباط الجاري يرى ذلك بسهولة.

تبدأ جدران المعرض المقام في منطقة غولهانة بمدينة إسطنبول بصورة للثائرين في "مسيرات العودة وكسر الحصار" على حدود قطاع غزة مع دولة الاحتلال، كان المتظاهرون يؤدون صلاتهم في جماعة خلف دخان الإطارات التي أشعلوها لتعمي عنهم بصر الرصاص.

أما المشهد الثاني فكان لمصلين في القدس، وداخل إطار الصورة انتصب باب المسجد الأقصى أمام أيد نحيلة عارية من كل سلاح، لكنها كانت تحميه وتمنحه الدعامات التي تمنع جنود الاحتلال من اقتحامه.

أما الصورة الثالثة فظهر فيها حلم الطفولة السوري التائه بين رحلات الكبار المهاجرين من وطن ضاع إلى مستقبل تتقاذفه أمواج الهجرة في بحر المجهول.

المشاركون في افتتاح معرض
المشاركون في افتتاح معرض "إنسان خلف الحدود" للصحفيين حسام سالم والمصور فايز أبو إرميلة (الجزيرة)

أهمية خاصة
عانى حسام بشدة في قطاع غزة، وحاول السفر مرارا دون جدوى شأنه في ذلك شأن كافة أبناء القطاع، فقرر بعد أن نجح في الخروج من معبرها المغلق أن يبذل ما يستطيع من جهد لينقل صورتها ويوصل رسالتها إلى كل العالم، مؤكدا أن عرض هذه الصور في إسطنبول أو أي مكان من العالم هو رسالة يقدمها.
 
وحضر افتتاح المعرض يوم السبت الماضي حسن توران النائب في البرلمان التركي رئيس مجموعة الصداقة البرلمانية التركية الفلسطينية، والنائبة روضة قاوقجي، والمنسقة العامة لمؤسسة "أوكياد "عائشة غول باييجي، كما شهد المعرض تغطية واسعة في الصحافة ووسائل الإعلام التركية المختلفة.

ويؤكد المصور الفلسطيني أن لإقامة المعرض في مدينة إسطنبول" أهمية خاصة لأن الشعب التركي متعاطف بشدة مع فلسطين، ولأن المدينة خاصة تحتضن العالم أجمع".

يذكر أن المصور حسام سالم فاز قبل عامين بجائزة "إسطنبول فوتو أويرد"، وحاول وقتها المشاركة في معرض الجائزة الذي أقيم بإسطنبول وأنقرة ونيويورك وموسكو، لكنه لم يتمكن من السفر، حتى أتيحت له فرصة معرض "إنسان خلف الحدود" ليعرض صوره ويوصل رسالته من خلاله.

المصدر : الجزيرة