الاحتلال يضغط لترحيل صحفي من القدس

المصور الصحفي لوكالة الأناضول مصطفى خاروف قيد الاعتقال
الصحفي مصطفى خاروف المعتقل منذ 112 يوما في أروقة المحاكم الإسرائيلية (الأناضول)
قالت "تمام" زوجة المصور الصحفي في القدس مصطفى خاروف المعتقل في أحد مراكز التوقيف الإسرائيلية منذ 112 يوما إن زوجها يتعرض لضغوط كبيرة لقبول ترحيله إلى خارج الأراضي الفلسطينية.

واعتلقت الشرطة الإسرائيلية مصور وكالة الأناضول بالقدس في 22 يناير/كانون الثاني 2019، ومنذ ذلك الحين يقبع في سجن "غفعون"، المخصص لترحيل العمال الأجانب غير القانونيين.

وتطالب النيابة الإسرائيلية بإبعاد خاروف عن الأراضي الفلسطينية، رغم كونه وكافة أفراد عائلته من القدس، ويقيم في المدينة منذ عشرين عاما.

وقالت تمام -في مؤتمر صحفي عقد في القدس اليوم الاثنين- إن "مصطفى قبل اعتقاله الأخير عاش عشرين عاما في سجن كبير، إذ لم يتمتع بحرية الحركة إلى الضفة الغربية أو السفر خارج البلاد".

وأضافت "في بداية الأمر كانت معنويات مصطفى عالية، لكنه الآن يعيش في ظل ضغوط شديدة؛ فقبل تسعة أيام طلبت منه سلطات السجن التوقيع على ورقة يقبل بموجبها الترحيل إلى الأردن ورفض التوقيع عليها".

تمام
تمام" زوجة مصور وكالة الأناضول في القدس مصطفى خاروف المعتقل في أحد مراكز التوقيف الإسرائيلية (الأناضول)
وأردفت أنه في "ذلك اليوم اتصل بي هاتفيا وأبلغني قرار إبعاده، وتحركنا حيث تمكنت المحامية من وقف الإبعاد".
وتابعت، وهي تبكي، "اليوم أبلغني مصطفى هاتفيا أن السلطات الإسرائيلية أعطته ورقة بيضاء وقلم وطلبت منه أن يطلب خطيا إبعاده للأردن، لكنه رفض".

وأشارت إلى أنه "بعد 112 يوما من الاعتقال فإن الوضع لم يعد طبيعيا ومصطفى يريد أن يخرج ويعود لعائلته وعمله".
وأوضحت تمام أن "ما سينطبق على مصطفى سينطبق على جميع أفراد أسرته، لدينا طفلة صغيرة ولا نريد لها أن تعيش المعاناة نفسها التي يعيشها مصطفى الآن". واستطردت "نقولها بوضوح إن مصطفى وأنا وابنتنا آسيا لن نخرج من هذا البلد". 
وأضافت "تدعي السلطات الإسرائيلية أن سبب إصرارها على ترحيل مصطفى هو وجود ملف أمني ضده، وهذا الكلام غير صحيح فهي تحاسبه على عمله الصحفي".
وفي هذا الصدد، قال منير نسيبه، من مركز العمل المجتمعي في جامعة القدس، في المؤتمر الصحفي ذاته "لو كان هناك ملف أمني حقا لتم توجيه لائحة اتهام ضد خاروف وهذا لم يحصل".

ولفت نسيبة إلى أن إسرائيل شطبت الإقامة الدائمة لأكثر من 14 ألفا وخمسمئة فلسطيني في القدس منذ عام 1967 في انتهاك للقانون الدولي.
 مؤتمر صحفي عقد في القدس للمطالبة بالإفراج عن الصحفي خاروف المعتقل في سجن
 مؤتمر صحفي عقد في القدس للمطالبة بالإفراج عن الصحفي خاروف المعتقل في سجن "غفعون" المخصص لترحيل العمال الأجانب غير القانونيين (الأناضول)
بدوره، ذكر الباحث صالح حجازي، من منظمة العفو الدولية، خلال المؤتمر الصحفي، أن المنظمة الدولية تتحرك على أكثر من مستوى من أجل ضمان الإفراج عن خاروف.

وقال حجازي إن "خاروف مصور صحفي ويجب أن يتم إطلاق سراحه ليعود إلى عمله". وأضاف أن "السلطات الإسرائيلية تهدد بترحيله بسبب عمله الصحفي".

من جهتها، قالت أصالة أبو خضير، الباحثة في مؤسسة الحق (غير حكومية)، في المؤتمر الصحفي، إن خاروف "محروم من أي مواطنة أو جنسية، كما أنه محروم من الإقامة الدائمة في القدس".

وأضافت أن "الجواز الأردني المؤقت الذي بحوزة خاروف هو وثيقة سفر يستخدمها الفلسطيني من سكان القدس لأنه لا يحمل أي جنسية أخرى". 

المصدر : وكالة الأناضول