بالفيديو.. مقدسية مبعدة من الأقصى ترابط بالخان الأحمر

فادي العصا-الخان الأحمر 

بعد إبعادها من المسجد الأقصى اختارت الحاجة نفيسة خويص الرباط في الخان الأحمر (شرق القدس المحتلة) المهدد بالهدم، قادمة من بلدة الطور المطلة على المسجد الأقصى المبارك، حيث كانت تقيم.

ومع ما يمثله المسجد الأقصى وأداء الصلاة فيه -خاصة أيام الجمع- بالنسبة لها، فإن الخان الأحمر بحاجة إلى التواجد الدائم -كما تقول- لكسر مخططات الاحتلال والمستوطنين، وتعتبره بوابة القدس الشرقية.

وبينما تشير لأسنانها التي تعرضت للكسر على يد شرطة الاحتلال والرضوض والكسور في أنحاء جسدها؛ تقول للجزيرة نت إن قضيتها اليوم هي كل القدس.

‪نفيسة خويص مع مواطنين بالخان الأحمر‬  (الجزيرة نت)
‪نفيسة خويص مع مواطنين بالخان الأحمر‬ (الجزيرة نت)

انتماء للمكان
مرتدية الثوب المطرز والكوفية الفلسطينية، سلمت الحاجة خويص على سكان أحد تجمعات الخان الأحمر، ثم توجهنا برفقتها لتفقد بيوت السكان المبنية من الصفيح، وهذا ما تقوم به دائما عندما تأتي إلى المنطقة متضامنة مع سكانها.

بدأت قصتها عندما شاهدت الهجوم على الخان الأحمر منتصف العام الماضي، وكيف قرر الاحتلال وقتها إخلاء سكانه، واعتبرت القضية قضيتها، ورتبت وقتها للتواجد في المكان، والرباط مع السكان.

ترى الحاجة خويص في حديثها مع الجزيرة نت أن أهل الخان الأحمر وعرب الجهالين بوجه عام -سكان المنطقة الممتدة من شرق القدس إلى البحر الميت على مساحة 12 ألف دونم المهددة بالمصادرة وتهجير سكانها- أنهم أصحاب نخوة وشهامة، وتحب أن تناديهم بإخوتها.

إدارة الوقت
لها من الأحفاد والأقارب الكثير، لكن ذلك لا يجب أن يشغلها عن قضيتها الأساسية، وتقول للجزيرة نت إنه يجب على كل فلسطيني أن يدير وقته ولو ساعة من النهار لدعم شعبه وقضيته.

تخرج من بلدة الطور قرب المسجد الأقصى، وتذهب إلى العيزرية (شرق القدس)، قبل وصولها في مركبة عامة ثالثة إلى منطقة الخان الأحمر، ترى السرور في وجهها وهي تتنقل في المكان، وتقول إن ما تقدمه هو الحد الأدنى لوطنها.

تعتقد الحاجة خويص أن التضامن يجب أن يكون بالانتماء أولا للقضية الفلسطينية، ثم إلى القدس، ويجب ألا يكون لفترة معينة أو لعمر معين، وما دامت صحتها جيدة فإنها تنتقل من مكان لآخر.

مسؤولية الدفاع
المرأة التي عاشت في محيط المسجد الأقصى وداخله، أحست بمسؤولية الدفاع أكثر عن المسجد أكثر عند إحراقه عام 1968، والهجمات المتتالية عليه، معتبرة أن واجبا أصبح على عاتقها شخصيا للدفاع عنه.

استطاعت مؤخرا أن تنجو من الاعتقال في باحات المسجد الأقصى، بعد تضامنها ووقوفها في الهجوم على باب الرحمة، وتقول -ساخرة- إنها نجت من الاعتقال هذه المرة، لكنها لن تنجو المرة المقبلة.

لا تستطيع إلا الاستماع إليها عندما تتحدث عن الانتماء للأرض؛ فالمرأة رغم أنها بلغت من العمر عتيا، فإنها تتحدث بمعنويات عالية، لم تكسر رغم الاعتداء عليها، وإبعادها عن المسجد الأقصى وتعرضها لمضايقات الاحتلال.

تقول إن من حولها يستغربون كل أنشطتها، معتبرين أنها تنتظر مردودا ماليا مقابل ما تقوم به، لكنها في كل مرة تجيب ضاحكة "نعم، أحصل على شيء، ولكنها حسنات كثيرة من الله تعالى".

‪خويص تحرص على التنقل بالخان الأحمر لتفقد القاطنين فيه‬ (الجزيرة نت)
‪خويص تحرص على التنقل بالخان الأحمر لتفقد القاطنين فيه‬ (الجزيرة نت)

انتماء ورباط
تصف نفسها -كامرأة فلسطينية- بأنها وأخواتها الفلسطينيات أحرار الأرض، وتؤكد أن انتماءها لأرضها ورباطها فيها سيحررها.

وطالبت الحاجة نفيسة خويص كل فلسطينية بأن تقوم بإدارة وقتها للرباط في الأراضي المهددة بالمصادرة، خاصة المسجد الأقصى المبارك، لأن الوطن للفلسطينيين، ويجب أن يحافظوا عليه، فهو هويتهم وانتماؤهم وعقيدتهم التي يجب التضحية من أجلها وللمحافظة عليه من الضياع.

وأنهت خويص حديثها صارخة: إن المسجد الأقصى يستغيث، في ظل الاعتداءات المستمرة عليه من قبل الاحتلال الإسرائيلي الذي يسعى لتهويده ومحو معالمه الإسلامية.

المصدر : الجزيرة