الرباطات في القدس.. من المهمات العسكرية إلى الاجتماعية

القدس-فلسطين- مدخل الرباط المنصوري حيث يقيم أفراد من الجالية الأفريقية
في العصر العثماني أصبحت كثير من الرُبط ملاجئ للفقراء من نساء ورجال (مركز المعلومات الوطني الفلسطيني)
الرباط هو الإقامة في الثغور، وهي الأماكن التي يخاف على أهلها من الأعداء، والمرابط هو المقيم فيها المعد للدفاع عنها. وقد أسست أول الرُبط العسكرية في فلسطين في القرن الثاني للهجرة، وفق توثيق لمركز المعلومات الوطني الفلسطيني.

والرُبُط لم تكن كلها عسكرية بعد دحر الفرنجة، وخاصة في القدس والخليل، بل كان الهدف الأساسي منها توفير أماكن لإقامة الزوار والحجاج. والكتابات الباقية على بعض هذه الربط تدل على أنها أنشئت لهذا الغرض.

وكانت الرُبط تغذي الوافدين إليها بالتعليم الديني. وفي العصر العثماني أصبح كثير من الرُبط ملاجئ للفقراء، نساء ورجالا، يقدم لهم فيها الطعام وتصرف المساعدات المختلفة.

وكانت الرُبط مراكز للتعليم الصوفي، بالإضافة إلى مهامها الاجتماعية والسياسية، وكان في بعضها مكتبات، فكان للرُبط بفلسطين بشكل عام، وفي بيت المقدس بشكل خاص أثر علمي أكاديمي عظيم.  وفيما يلي أشهر رُبط القدس وفق مركز المعلومات الوطني الفلسطيني:

رباط ومسجد علاء الدين البصير: يقع بالقرب من باب الناظر (المجلس)، وهو أقدم رباطات القدس وينسب إلى الأمير علاء الدين أيدغدي، المعروف بـ"البصير"، والذي أنشاه في العام 666هـ/ 1268م حسب ما يدل عليه نقش التأسيس الذي يعلو مدخله.

رباط ومسجد علاء الدين البصير يقع قرب باب الناظر (وكالات)
رباط ومسجد علاء الدين البصير يقع قرب باب الناظر (وكالات)

الرباط المنصوري: يقع على بعد عدة أمتار من باب الناظر (المجلس)، ينسب إلى السلطان المملوكي المنصور قلاوون الصالحي، الذي وجه مملوكه الأمير علاء الدين أيدغدي (البصير) لإنشائه في العام 681هـ/ 1282م، ووقفه على الفقراء وزوار القدس، كما يفيد نقش التأسيس الذي يعلو مدخله.

رباط الكرد: يقع في باب الحديد ملاصقا لسور الحرم الغربي، وتحديدا على يمين الخارج من الحرم من هذا الباب، أسفل المدرسة الجوهرية، ومقابل المدرسة الأرغونية. ينسب إلى منشئه وواقفه الأمير المقر السيفي كرد (صاحب الديار المصرية) في العام 693هـ/ 1294م.

رباط المارديني: يقع الرباط المارديني في الجانب الغربي من طريق باب حطة إلى الشمال من التربة الأوحدية. ومُؤسستا الرباط هما سيدتان من مدينة ماردين (من عتقاء الحاكم الأرتقي صالح بن غازي الذي حكم 712هـ-765/1321هـ-1363م).

يقع الرباط المارديني في الجانب الغربي من طريق باب حطة (وكالات)
يقع الرباط المارديني في الجانب الغربي من طريق باب حطة (وكالات)

الرباط الزمني: يقع في باب المطهرة (المتوضأ قديما) مقابل المدرسة العثمانية، حيث يفصل بينهما ممر مكشوف يؤدي إلى المطهرة. ينسب على منشِئِه الخواجا شمس الدين محمد بن عمر بن محمد بن الزمن الدمشقي، المعروف بـ"ابن الزمن"، الذي وقفه في العام 881هـ/1476م، كما يفيد نقش التأسيس الذي يعلو بابه.

رباط ومكتب بايرام جاويش: يقع ضمن مجمع يقوم عند ملتقى تقاطع طريق متعرجة تعرف بـ"عقبة التكية" مع طريق الواد وطريق باب الناظر (المجلس) المؤدية إلى الحرم الشريف. ينسب إلى واقفه ومنشئه الأمير بايرام جاويش بن مصطفى في العام 947هـ/ 1540م في عهد السلطان سليمان القانوني.

الرباط الحموي: يقع عند باب القطانين، ولا يعرف مؤسسه، ولا تاريخ تأسيسه، وكان مؤلفا من رباطين، أحدهما للرجال، والآخر للأرامل من النساء.

المصدر : وكالات