رسائل خارجية وداخلية وراء تصعيد اقتحامات الأقصى
فبعد اقتحام عضوي الكنيست المتطرفين يهودا غليك من حزب الليكود وشولي معلم من حزب البيت اليهودي للمسجد الأقصى صبيحة اليوم الثلاثاء، ارتفعت وتيرة التساؤلات حول التوقيت بعد منع استمر نحو عامين، والخطوات التالية المتوقعة.
للإجابة عن هذه التساؤلات عقد مؤتمر صحفي بمقر شركة "بال ميديا" الإعلامية بجبل الزيتون تحدث فيه رئيس لجنة القدس في القائمة العربية المشتركة بالكنيست أحمد الطيبي، مؤكدا أنه وزملاءه في القائمة أصحاب الحق في المسجد ويدخلونه عندما يقررون هم ذلك وليس رئيس الوزراء والشرطة الإسرائيلية.
استفزاز وتدنيس
وكان ضابط أمن الكنيست يوسف غريف قرر السماح لأعضاء الكنيست "بزيارة تجريبية" للمسجد الأقصى اليوم، مشددا على أن كل من يرغب في الزيارة عليه أن يبلغ بذلك قبل 24 ساعة، ويكون دخولهم من باب المغاربة ما بين الساعة السابعة والنصف والحادية عشرة صباحا.
وقاد المتطرف يهودا غليك صبيحة اليوم مجموعة من المستوطنين المتطرفين في جولته بالأقصى التي حرص خلالها على خلع حذائه وتقديم شروحات مفصلة عن الهيكل المزعوم، كما أدى رقصات تلمودية بمجرد خروجه من باب السلسلة. وجددت النائبة شولي معلم تدنيسها للمسجد مع مجموعة من المتطرفين.
وحاول غليك ومعلم دخول المسجد الأقصى الأسبوع الماضي بحجة الصلاة وتأكيد السيادة، إلا أن الشرطة اعترضتهما ومنعتهما من ذلك.
من جهته أوضح ممثل منظمة التعاون الإسلامي لدى فلسطين أحمد الرويضي في حديثه للجزيرة نت أن نتنياهو أراد من خلال قراره الأخير إيصال رسالة للمملكة الأردنية مفادها أنه لا يحترم سيادتها على المسجد الأقصى.
أما الرسالة الثانية -يضيف الرويضي- فهي للرأي العام الإسرائيلي ويؤكد فيها أنه الآمر الناهي وصاحب القرار في من يُسمح له بدخول الأقصى ومن يُحظر عليه ذلك.
واعتبر رئيس أكاديمية الأقصى للعلوم والتراث ناجح بكيرات أن نتنياهو يريد صرف الأنظار عن ملفات الفساد التي تلاحقه، مما دفعه لقيادة تصعيد جديد ضد الأقصى بهدف إشغال المجتمع الإسرائيلي عن محاسبته، ولرغبته في الانتقام من الأقصى والمقدسيين بعد الانتصار الذي حققوه بكسرهم قرارات الشرطة الإسرائيلية التعسفية بحق المقدسات.
وأكد بكيرات في حديث للجزيرة نت على هامش المؤتمر الصحفي، أن نتنياهو أراد من القرار الأخير أيضا إعادة اليمين الإسرائيلي المتطرف إلى حظيرته ليكون معه في الائتلاف الحكومي بعدما أوشك على التخلي عنه.
صورة الشرطة
أما النائب في القائمة العربية المشتركة في الكنيست طلب أبو عرار فاعتبر أن اقتحامات اليوم جزء من مخطط واسع للحكومة الإسرائيلية -وبضغط من الجمعيات اليهودية المتطرفة- لتغيير الوضع في الأقصى لصالح بناء الهيكل المزعوم على أنقاضه.
وشدد أبو عرار أن التصعيد الأخير يجب أن يقابل بتحرك عربي إسلامي ودولي سريع لإيقاف مخططات الحكومة الإسرائيلية.
أما الإعلامي المختص في الشأن الإسرائيلي محمد مصالحة فرأى أن القرار الأخير جاء لتبييض صفحة وزير الأمن الداخلي جلعاد أردان، بعدما نُشر مؤخرا تقرير لجمعية "جودة الحكم في إسرائيل" وصف أداء الشرطة ووزيرها بأنه الأسوأ.
وحسب مصالحة فإن أردان يحاول تغيير صورته أمام الرأي العام الإسرائيلي ويثبت له أن الشرطة هي من تتحكم بأمن ومصير المسجد الأقصى ومحيطه، مشيرا إلى تصريحه "المذل" بأن أبواب التفتيش الإلكترونية لن تزال ثم أزالها، ومواقف أخرى.