قطار إلى البراق.. مشروع تهويدي جديد بالقدس

فلسطين- القدس- صورة حائظ البراق قرب الجسر الجديد لباب المغاربة- الجزيرة نت 1-الصورة خاصة بالجزيرة نت ومرسلة بالسابق من مركز ابحاث الاراضي في القدس- الصورة ارشيفية ومرسلة سابقا للموقع.
أسيل جندي-القدس
بإيعاز من وزير المواصلات الإسرائيلي دخل مشروع القطار الذي يربط تل أبيب بغربي القدس مرحلة التنفيذ، كما بدأ التخطيط ودراسة الجدوى للمقطع الجديد الذي أقرّه الوزير، الذي سيمتد من مباني الأمة غربي القدس لمنطقة حائط البراق بمحاذاة المسجد الأقصى المبارك.

ومن المفترض أن يتم تشغيل الخط الواصل بين تل أبيب وغربي القدس نهاية العام الحالي، على أبعد تقدير، إذ تم الانتهاء من تثبيت الجسور المزدوجة الخاصة بمسار القطار، ويتم العمل حاليا على تحويل القاطرات إلى كهربائية، التي تأخرت الشركة الألمانية في تجهيزها حتى الآن.

ويبلغ طول هذه السكة 56 كيلومترا وبعمق ثمانين مترا، ويصل المسافر من تل أبيب لغربي القدس في غضون 28 دقيقة، لتكون المحطة المركزية قرب مباني الأمة التي سينطلق مشروع القطار الجديد منها باتجاه منطقة حائط البراق.

تسريع التخطيط
وعن هذا المشروع، قال الصحفي المختص في شؤون القدس والمسجد الأقصى محمود أبو عطا إنه جاء بتوجه شخصي من الوزير يسرائيل كاتس، الذي أمر أمس الأربعاء بتسريع تخطيطه رغم تحفظ عدد من خبراء المواصلات عليه، إذ يرون أنه لا جدوى من وصول القطار لحائط البراق، بل يجب أن يتغير مساره ليصل إلى مركز المدينة فقط.

أبو عطا: المشروع جاء بتوجه شخصي من وزير المواصلات رغم التحفظ عليه (الجزيرة)
أبو عطا: المشروع جاء بتوجه شخصي من وزير المواصلات رغم التحفظ عليه (الجزيرة)

وأضاف "يبدو أن الوزير يريد أن يربط بين الخط السريع والبعد الديني؛ فهو المصرّ الوحيد على هذا المسار، وأغلب الظن أن المشروع سيرى النور قريبا، خاصة أن هناك طروحات سابقة بضرورة وصول القطار الخفيف لمنطقة البراق".

ويبلغ طول الخط الممتد من غربي القدس للبراق اثنين كيلومتر، ومن أجل تنفيذه سيُحفر تحت الأرض نفقا بعمق خمسين مترا لتصل تكلفة هذا المشروع وحده لاثنين مليار شيكل (نحو 520 مليون دولار)، بينما تصل تكلفة مشروع القطار من تل أبيب للقدس إلى نحو سبعة مليارات شيكل (1.58 مليار دولار)، وتبنت وزارة المواصلات الإسرائيلية مهمة تمويل المشروع وتنفيذه بشكل مباشر.

بدوره، يرى الخبير في عمارة القدس جمال عمرو أن هذا المشروع يأتي مكملا لمشاريع التهويد الكبرى، التي يسابق فيها الاحتلال الإسرائيلي الزمن للانتهاء من "أسرلة" القدس بشكل كامل، مضيفا أن ربط هذه المدينة بسائر المدن على اعتبارها عاصمة الدولة اليهودية الموحدة هو حلم يراود الاحتلال منذ زمن طويل، ونجح في تحقيق عدد من المشاريع العملاقة الإقليمية مثل الجامعة العبرية في القدس ومستشفى هداسا بفرعيه بالإضافة إلى البرلمان الإسرائيلي (الكنيست).

وأكد عمرو خطورة هذا المشروع الإستراتيجي الذي يُهوّد البلدة القديمة بالقدس بشكل كامل، رغم إجماع العالم على أنها جزء من مدينة القدس التي احتُلت بقوة السلاح، ولا يملك الاحتلال حق المسّ بتاريخها ومعالمها التي تراكمت عبر الحضارات والحقب المختلفة.

تشويه القدس
وأشار أمين عام الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات حنّا عيسى في بيان صدر عن الهيئة إلى أن مشروع الربط بين تل أبيب وحائط البراق سيؤدي إلى تشويه المدينة المقدسة، حيث تطغى المعالم التهويدية على عروبتها، مؤكدا أن هذه المعالم والحدائق المستحدثة ما هي إلا مرافق للهيكل المزعوم، التي يسعى الاحتلال من خلالها لتحقيق الهدف الأكبر للدولة بإقامة الهيكل على أنقاض المسجد الأقصى.

عيسى: مشروع الربط بين تل أبيب وحائط البراق سيؤدي إلى تشويه القدس (الجزيرة)
عيسى: مشروع الربط بين تل أبيب وحائط البراق سيؤدي إلى تشويه القدس (الجزيرة)

يذكر أن المحطة الأخيرة للقطار لم يحدد موقعها بشكل نهائي، وما إذا كانت ستوصل المسافرين لمنطقة باب الخليل أم حي وادي حلوة المحاذي لحائط البراق.

ويُضاف مشروع القطار الجديد لسلسلة مشاريع استيطانية ضخمة في تلك المنطقة؛ حيث تم الانتهاء من بعضها، بينما تعمل الشركات المختلفة -وأبرزها "صندوق إرث المبكى" الحكومي التابع لمكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو- على تنفيذ الأخرى.

ومن أضخم هذه المشاريع بيت شتراوس وبيت الجوهر ومشروع المصعد الكهربائي الذي يصل بين حارة الشرف والبراق، بالإضافة إلى مشروع كيدم وكنيس جوهرة إسرائيل قرب كنيس الخراب.

المصدر : الجزيرة