قلق إسرائيلي من المساعدات التركية للقدس

القدس - احتفالات بموسم النبي موسى (عليه السلام) ) بدعم من وكالة تيكا
صورة لمهرجان موسم النبي موسى في الأقصى في أبريل/نيسان الجاري نشرتها الوكالة التركية بموقعها الإلكتروني

تراقب مراكز بحثية إسرائيلية عن كثب الجهود التركية لمساعدة السكان الفلسطينيين في القدس، مبدية قلقها مما اعتبرته تزايدا في النشاط التركي في المدينة من خلال دعم مؤسسات مقدسية وترميم مبان فلسطينية.

ونشر "المعهد الأورشليمي لشؤون الجمهور والدولة" في إسرائيل مؤخرا دراسة موسعة أعدها المستشرق والخبير الإسرائيلي في الشؤون العربية بنحاس عنبري حول مدينة القدس، مسلطا الضوء على الوجود التركي المتزايد في القدس.

وجاء في الدراسة أن تركيا تعزز من وجودها في المدينة عبر مشاريع اقتصادية تنفذها المؤسسات التركية، مشيرة إلى أحداث وصفتها بالبارزة بينها ما وصفته بالاستقبال الحافل الذي حظي به وزير الأوقاف التركي محمد غورماز من قبل المقدسيين في مايو/أيار 2015، حيث أمّ المصلين كأول رئيس للشؤون الدينية يزور القدس في تاريخ الجمهورية التركية.

‪صورة لبيت الرحمة للعجزة الذي رممته تركيا نشرتها على موقعها الإلكتروني‬ صورة لبيت الرحمة للعجزة الذي رممته تركيا نشرتها على موقعها الإلكتروني
‪صورة لبيت الرحمة للعجزة الذي رممته تركيا نشرتها على موقعها الإلكتروني‬ صورة لبيت الرحمة للعجزة الذي رممته تركيا نشرتها على موقعها الإلكتروني

ترميم ودعم
وتطرقت الدراسة الإسرائيلية لمشاريع تمولها تركيا في القدس، منها مشاريع ذات صبغة رياضية وأخرى أثرية كترميم مواقع تاريخية من زمن الإمبراطورية العثمانية، موضحة أن مؤسستي "تيكا" و"قناديل" هما الأبرز في هذا النشاط، حيث يتم تقديم تبرعات لمؤسسات خيرية في شرقي القدس، ومنها جمعية "المحبة" التي يترأسها رئيس الهيئة الإسلامية العليا للقدس وخطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري.

وتقوم جمعية المحبة المدعومة من تركيا، وفق الدراسة، بتلبية احتياجات المدينة لتعزيز إقامة الفلسطينيين في القدس، وتوطيد أواصر العلاقات الاجتماعية، وأنشأت الجمعية البيت الآمن لإيواء واستيعاب أطفال أيتام تم إخراجهم من أطرهم العائلية نتيجة مشاكل اجتماعية.

وتهدف الجمعية الممولة من تركيا، وفق الدراسة الإسرائيلية، للمساهمة في حل المشاكل الاجتماعية للأسر المقدسية، وإقامة الدورات التأهيلية والتثقيفية للشباب المقبلين على الزواج لتحقيق حياة زوجية ناجحة.

وعبرت الدراسة عن القلق الإسرائيلي من دور الوكالة التركية للتعاون والتنسيق (تيكا)، التابعة لرئاسة الوزراء التركية، في دعم الفلسطينيين في القدس، مشيرة إلى إقامة مهرجان "موسم النبي موسى" في شهر أبريل/نيسان من كل عام في أجواء احتفالية. والموسم تقليد احتفالي ظل ينظم منذ عهد صلاح الدين عام 1187 وحتى احتلال القدس عام 1967.

وأشارت إلى مشاركة فرق كشفية وصوفية فلسطينية، إلى جانب فرقة المولوية الصوفية التركية، التي تقدّم الأناشيد الصوفية باللغة التركية، وما تقوم به المؤسسات التركية في القدس من ترميم الجدار الأمني لدار العجزة "بيت الرحمة" التي تقدم خدمات للمسلمين المسنين في القدس.

وعن مؤسسة قناديل، قالت الدراسة الإسرائيلية إنها تقوم بجهود لتثبيت الوجود التركي في القدس، وتقوم بها لصالح المقدسيين، وترسيخ هويتهم الثقافية بدعم القطاع التعليمي، وتطوير ظروفهم الاقتصادية، والارتقاء بأوضاعهم الحياتية والمعيشية، وتوفير وضع صحي وخدمات علاجية متقدمة في القدس.

‪الدراسة الإسرائيلية عددت نشاطات وكالة التعاون والتنسيق التركية (تيكا)‬ الدراسة الإسرائيلية عددت نشاطات وكالة التعاون والتنسيق التركية (تيكا)
‪الدراسة الإسرائيلية عددت نشاطات وكالة التعاون والتنسيق التركية (تيكا)‬ الدراسة الإسرائيلية عددت نشاطات وكالة التعاون والتنسيق التركية (تيكا)

وتقوم المؤسسة التركية في القدس، وفق الباحث الإسرائيلي، بتقديم الخدمات للمقدسيين عبر مشاريع خيرية من أهمها مشروع التأهيل النسوي، وتوفير الغرف الصفية في القدس، وترميم وتأهيل المدارس القائمة، ودعم المدارس بالمختبرات والتقنية الحديثة، وتطوير مرافق وكليات جامعة القدس، وساحات المؤسسات التعليمية، وتأسيس مكتبة ومركز أبحاث التعليم في القدس.

دعم التعليم
وتحدثت عن مشاريع تركية في القدس تتعلق بتأثيث مختبرات العلوم والحاسوب في مدارس مدينة القدس، ومشروع توفير الغرف الصفية في المؤسسات التعليمية المقدسية، ومشروع دعم الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة بمدينة القدس، لاسيما الأيتام منهم، ومشروع إدخال التقنيات الحديثة على المدارس المقدسية.

كما تنفذ مؤسسة قناديل التركية -تضيف دراسة بنحاس عنبري- مشاريع اقتصادية في القدس، منها ترميم بعض العقارات التاريخية، إضافة إلى مشاريع التوعية الصحية بين المقدسيين.

وخلص الباحث إلى حد وصف الجهود التركية بأنها "ظاهرة شكلت عنصر قلق لإسرائيل وأطراف أخرى" لأن كل المشاريع التي تنفذها المؤسسات التركية الرسمية وغير الحكومية يتم فيها رفع العلم التركي في أرجاء القدس، لافتاً إلى أن شوارع المدينة بدأت تشهد انتشار محلات الشاورما التركية في الأسواق المقدسية بصورة واضحة.

المصدر : الجزيرة