بضعة مقدسيبن بالأقصى ومئات المستوطنين بساحاته

مسنون يقرؤون القرآن في المسجد الأقصى
بضعة مصلين من المسنين بالقدس فقط تمكنوا من الوصول إلى المسجد الأقصى (الجزيرة نت)

جمان أبو عرفة-القدس

أقام خمسة مصلين مقدسيين تمكنوا من الوصول إلى المسجد الأقصى حلقة صغيرة لقراءة القرآن في إحدى زوايا، إلى جانب حلقة عفوية لبضعة نساء في رواق المصلى القبلي، بعد أن كانت حلقات العلم والقرآن تملأ المسجد قبل حملة الإبعاد والاعتقال التي شنها الاحتلال على روادها.

وبصمت ودون ضجيج إعلامي، ومن خلال سلسلة إجراءات عنصرية نجح الاحتلال الإسرائيلي في فرض أمر واقع قاس في باحات المسجد الأقصى، كانت نتيجته إفراغ المسجد سوى من بضعة مسنين مقدسيين تمكنوا من دخوله صباح اليوم الخميس، مقابل إطلاق العنان لمئات المستوطنين للتجوال في أنحائه بلغ عددهم صباح اليوم 323 مستوطنا.

من بين من حضروا صباح اليوم، المسن عبد الرؤوف الزعتري (66عاما) الذي يداوم على زيارة الأقصى منذ 12 عاماً، فهو من سكان حي وادي الجوز في القدس، ويحضر في المسجد منذ صلاة الفجر حتى الظهر، يتعلم القرآن ويعلّمه. 

حجز البطاقات
يؤكد الزعتري أن جنود الاحتلال على أبواب الأقصى يحتجزون بطاقته الشخصية كشرط لدخوله رغم كبر سنه، ويضيف أن تضييقات الاحتلال حدت من أعداد المصلين كثيراً، فهو يستذكر حال الأقصى قبل نحو عامين قائلا: "تغير الوضع 180 درجة، أنا أيضا تعرضت للاعتداء سابقا داخل المسجد وعلى أبوابه، لكنني لا أستطيع تركه، نسيم الأقصى الصباحي ينعش روحي، أمارس هنا الرياضة البدنية والروحية".

مئات المستوطنين اقتحموا الأقصى اليوم وسط إجراءات غيبت الحضور الفلسطيني (الجزيرة نت)
مئات المستوطنين اقتحموا الأقصى اليوم وسط إجراءات غيبت الحضور الفلسطيني (الجزيرة نت)

أما المسن حمدي غيث (59 عاما) من حي رأس العامود فيجلس إلى جانب الزعتري يقرأ عليه القرآن، يقول للجزيرة نت إنه يرفض تسليم بطاقته لجنود الاحتلال وحاول الدخول من أبواب مختلفة رغم طول المسافة وكبر سنه.

ويضيف أنه يفتقد ما أسماهم إخوانه من الداخل الفلسطيني الذين كانوا يقرؤون القرآن معه، والذين يحاولون الوصول إلى الأقصى على نفقتهم الخاصة رغم منع الاحتلال للحافلات التي كانت تقلُهم مجانا إلى المسجد.

ومن الصباح الباكر حضر المسن محمد صب لبن (69عاما) من بيت حنينا في القدس، ليثري وقته كما يقول بدل الجلوس في البيت أو المقاهي كالعديد من كبار السن. ويتابع "لسنا منظمة إرهابية كما يزعم الاحتلال، نحن مصلون مستقلون ومسؤولون عن أنفسنا، نحب كل بقعة في المسجد ونداوم على عمارته رغم محاولات تفريغه".

ملاحقات وإبعادات
وفضلا عن منع الاحتلال وصول أهالي الضفة الغربية وقطاع غزة إلى القدس، فرضت إجراءات على المقدسيين قلصت وصولهم إلى الأقصى تمثلت في حملة اعتقالات واستدعاءات، وأيضا إبعادات استبقت حلول الأعياد اليهودية هذا الشهر، وطالت 32 مقدسيا.

وأبعدت سلطات الاحتلال منذ بدية العام 249 فلسطينيا عن المسجد الأقصى لفترات تتراوح بين ثلاثة أيام وستة أشهر.

ويجبر جنود الاحتلال المتمركزين على أباب الأقصى الوافدين من المقدسيين على تسليم بطاقات هوياتهم، كما وضعت نحو خمسين سيدة في قوائم الممنوعين من الدخول، ومن يتمكن من الدخول تترصده كاميرات الاحتلال ويتعرض لمضايقات قد تصل إلى حد الاعتقال.

وتتركز اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى في فترة الصباح الباكر، كما تتجدد في ساعات ما بين الظهر والعصر، بعضهم يحاول أداء طقوس تلمودية.

المصدر : الجزيرة