"لسنا أحياء".. أصوات من غزة بعد 100 يوم من الحرب

بعد 100 يوم من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، يجمع سكانه بكافة مراحلهم العمرية على أنهم لم يعيشوا أهوالا وآلاما مثل ما جلبته هذه الحرب المدمرة، حيث مرت ثقيلة عليهم كأنها 100 عام أو أكثر، شهدوا فيها القتل بأشكاله المختلفة، وتغيرت فيها جميع ملامح الحياة ومجرياتها.

ولا تزال أصوات الألم تتردد في مختلف نواحي القطاع صادرة عن مصابين يتزايد عددهم متجاوزا 60 ألفا، كما تعلو آهات أهالي الشهداء الذين فاقت أعدادهم 23 ألفا، في حين تكرر النزوح من مدرسة إلى خيمة ثم ساحة أو شارع، ولم تتوقف أصوات القصف الجالبة للخوف والقتل حتى اللحظة.

وفي حديثه للجزيرة، قال أحد النازحين، تجاوز عمره الستين، إن هذه الأيام المئة كانت الأصعب في حياة أهالي القطاع كلهم بما جلبته من تشرد وخوف وجوع وبرد وفقد لأعز الأهل والأحباب.

في حين قالت نازحة أخرى، إنه بعد مرور 100 يوم لا تعتبر نفسها وأهالي القطاع أحياء، بل مجرد أجساد تتنفس، حيث لا يمكن اعتبار ما يعيشونه من تشرد وحرمان وعدم أمان حتى في مراكز اللجوء حياة.

كأنها 100 عام

بينما قال أحد الصحفيين، "عشنا 100 يوم من الحرب مرت علينا وكأنها مئة عام إن لم يكن أكثر، تغيرت كل ملامح الحياة، ونحن من نزوح إلى نزوح".

فيما قال مراسل ومدير مكتب "العربي الجديد" في غزة ضياء الكحلوت، إن أقسى الأيام التي عاشها خلال المئة يوم، أيام الاعتقال الـ33، التي تغيب فيها عن أسرته، مضيفا بأنه في كل لحظة من لحظات هذه الأيام يمكن أن يصبح أي من أهالي غزة رقما من الضحايا الشهداء أو مصابا بإصابة خطيرة.

بينما يشير محمد حمدان أبو حطب وهو مغسل بأحد مستشفيات القطاع إلى أن ما شهدوه خلال هذه الأيام غير مسبوق، حيث آلاف الشهداء من كل الأعمار والهيئات والفئات، وجثامين أشلاء وممزقة.

وضمن ما عبر به بعض أهالي غزة عن أحوالهم بعد 100 يوم من الحرب أنه "لم يظل شيء يستحق في الحياة"، و"بات الناس غير قادرين على مجرد الحلم بغد أفضل".

ويشن جيش الاحتلال الإسرائيلي، منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، حربا مدمرة على قطاع غزة، خلّفت حتى أمس السبت أكثر من 23 ألف شهيد ونحو 60 ألف مصاب، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.

المصدر : الجزيرة