البرهان يحل الدعم السريع ومستشار حميدتي: القرار لا يلزمنا

حميدتي والبرهان
البرهان (يمين) وحميدتي (وكالات)

أصدر رئيس مجلس السيادة بالسودان عبد الفتاح البرهان قرارا بحل قوات الدعم السريع، بينما تواصلت الاشتباكات العنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع جنوبي الخرطوم وفي أم درمان، وفي حين وصل عشرات آلاف النازحين إلى ولاية شرق دارفور جددت واشنطن تحذيرها من إطالة أمد الحرب، كما عبرت عن قلقها إزاء تصاعد العنف العرقي.

وفي نبأ عاجل ورد مساء اليوم الأربعاء، قال البرهان إن قرار حل قوات الدعم السريع صدر استنادا لتداعيات ما وصفه بتمرد قوات الدعم على الدولة والانتهاكات الجسيمة التي مارستها ضد المواطنين، والتخريب المتعمد للبنى التحتية بالبلاد، وذلك وفق بيان صادر عن إعلام مجلس السيادة الانتقالي.

وبدورها ردت قوات الدعم السريع على قار البرهان عبر عضو المجلس الاستشاري لقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي"، الذي قال للجزيرة إن قرار البرهان غير دستوري ولا يلزم قوات الدعم السريع.

وأفاد مراسل الجزيرة في السودان بتواصل الاشتباكات العنيفة بين الجيش والدعم السريع في محيط سلاح المدرعات بمنطقة جبرة جنوبي الخرطوم.

من جهتها، أطلقت قوات الدعم السريع قذائف هاون على معسكر سلاح المهندسين في مدينة أم درمان.

وكانت مدفعية الجيش السوداني استهدفت صباح اليوم الأربعاء مواقع تابعة لقوات الدعم السريع في أرض المعسكرات والمدينة الرياضية جنوبي العاصمة الخرطوم، فيما ردت قوات الدعم السريع بقصف أحياء في محيط سلاح المدرعات جنوبي الخرطوم.

قتل بدوافع عرقية

ومع تصاعد وتيرة المعارك على الأرض أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن عناصر من قوات الدعم السريع في دارفور ارتكبوا فظائع وانتهاكات أخرى، مما أدى إلى عمليات قتل بدوافع عرقية وانتهاكات ضد ناشطين في حقوق الإنسان.

وأكد بلينكن أن وزارتي الخارجية والخزانة الأميركيتين اتخذتا إجراءات ضد اثنين من كبار قادة قوات الدعم السريع، وقال إن الخارجية فرضت قيودا على التأشيرات بحق القائدين في قوات الدعم السريع عبد الرحمن جمعة وعبد الرحيم حمدان دقلو.

ولفت بلينكن إلى أن وزارة الخزانة فرضت عقوبات على عبد الرحيم حمدان دقلو لعلاقته بالقوات التي ارتكبت انتهاكات لحقوق الإنسان ضد مدنيين، بما في ذلك العنف الجنسي المرتبط بالنزاع والقتل على أساس عرقي، حسب بيان الخارجسة الأميركية.

وأكد بلينكن أن واشنطن تواصل دعوة جميع الجهات الخارجية إلى تجنب تأجيج الصراع، وأنها لن تتردد في استخدام الأدوات المتاحة لإعاقة قدرة قوات الدعم السريع والجيش السوداني على إطالة أمد الحرب، وشدد على أن بلاده ستستخدم هذه الأدوات أيضا لردع أي جهة فاعلة عن تقويض تطلعات الشعب السوداني للسلام والحكم المدني الديمقراطي.

ودعا بلينكن جميع الأطراف إلى الامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي بحماية المدنيين، ومحاسبة المسؤولين عن الفظائع والانتهاكات، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، والتفاوض لإنهاء النزاع.

بدورها، أعلنت المبعوثة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد -خلال رحلة إلى حدود تشاد مع السودان اليوم الأربعاء- أن الولايات المتحدة ستفرض عقوبات على عبد الرحيم دقلو نائب قائد قوات الدعم السريع شبه العسكرية في السودان بسبب انتهاكات لحقوق الإنسان.

استمرار العنف الطائفي

بدورها، أعربت مستشارة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بمنع الإبادة الجماعية أليس ويريمو نديريتو عن قلقها إزاء استمرار العنف على أساس الهوية في عدد من الولايات والمناطق بالسودان.

وقالت نديريتو إنها تلقت تقارير عن قيام قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها بإعدام عشرات الأشخاص وإصابة آخرين في مستري غربي دارفور.

كما أعربت عن انزعاجها بشكل خاص من استغلال الجماعات المسلحة -بما في ذلك الجنجويد- النزاعات الطائفية والعرقية التي ترجع جذورها إلى المظالم الطويلة.

وأضافت نديريتو أنه في ظل الوضع الحالي -الذي وصفته بالمثير للقلق والمتدهور للغاية- من الضروري أن يستخدم المجتمع الدولي جميع الأدوات المتاحة لمنع أي تصعيد إضافي.

عشرات آلاف النازحين

وفي شأن متصل، أعلن مفوض مفوضية الأمم المتحدة للعون الإنساني بولاية شرق دارفور محمد أحمد عيسى وصول أكثر من 80 ألف نازح إلى الولاية هربا من ويلات الحرب، وفق ما ذكرته وكالة السودان للأنباء.

وأشار عيسى إلى أن الوضع الإنساني بالولاية يتطلب تضافر الجهود والتدخل العاجل من الحكومات والمنظمات الإنسانية.

يأتي ذلك فيما أكد وزير الصحة السوداني هيثم إبراهيم أن بلاده تحتاج إلى 60 مليون دولار لتوفير الإمداد الدوائي حتى نهاية العام الجاري.

يذكر أن ولاية شرق دارفور هي الولاية الوحيدة في دارفور التي لم يصلها القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مما جعلها تستقبل أعدادا كبيرة من الفارين من الحرب.

اجتماع في نيروبي

في الأثناء، عقدت الآلية الرباعية لمنظمة إيغاد المعنية بالأزمة السودانية اجتماعا اليوم في نيروبي على مستوى رؤساء الدول والحكومات لبحث تطورات الأزمة في السودان..

وفي تغريدة على موقع "إكس" قال السكرتير التنفيذي للمنظمة ورقينه غيبايو إن القمة كانت بناءة وموجهة نحو إيجاد حلول للأزمة الحالية في السودان كمسألة ملحة للغاية، مشيرا إلى أن المنظمة تتطلع إلى مزيد من التعاون مع جميع المعنيين والشعب السوداني لتعزيز السلام المستدام.

سياسيا أيضا، قال المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري إن بلاده ستكون "إحدى محطات" قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان الذي يجري جولة في عدد من الدول.

وأضاف الأنصاري أن "العلاقات القطرية السودانية اتسمت دائما بالتواصل المستمر، وزيارات من هذا النوع ليست أمرا مستغربا"، ونفى وجود علم لديه عن "طلب وساطة وُجّه أو سيوجه إلى قطر"، لكنه جدد موقف بلاده الداعي إلى وقف الاشتباكات في السودان.

وذكرت مصادر سودانية أن البرهان سيصل إلى الدوحة غدا الخميس، وبذلك تكون قطر الدولة الثالثة التي يزورها منذ اندلاع المواجهات بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل/نيسان الماضي.

وكان البرهان قد أنهى زيارة لجوبا يوم الاثنين التقى خلالها رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت، وكانت أولى محطاته الخارجية منذ الحرب هي مصر التي زارها الأسبوع الماضي.

المصدر : الجزيرة