الاحتلال يغتال 3 فلسطينيين قرب جنين والشاباك يحذر من اختطاف مستوطنين بالضفة

اغتالت قوات الاحتلال الإسرائيلي 3 فلسطينيين داخل سيارة قرب دوار عرابة جنوبي جنين، في حين قدم رئيس الشاباك رونين بار لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو تحذيرا إستراتيجيا بشأن الوضع في الضفة الغربية يتضمن احتمال خطف الفلسطينيين لمستوطنين.

وأفادت مصادر فلسطينية بأن قوة خاصة إسرائيلية أطلقت النار تجاه مركبة فلسطينية قرب دوار عرابة جنوبي جنين، وسُمع تبادل لإطلاق النار في المكان، مما دفع بقوات الاحتلال لإرسال تعزيزات أمنية.

وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن قوات الاحتلال اغتالت 3 مطلوبين في جنين.

وذكرت هيئة البث الإسرائيلية (رسمية) أن "قوة من وحدة اليمام الخاصة التابعة لشرطة حرس الحدود تمكنت من اغتيال خلية مسلحة قرب جنين".

وأشاد نتنياهو بالقوات التي نفذت عملية جنين، قائلا إن إسرائيل ستواصل العمل في كل مكان وزمان لملاحقة من يسعى لقتل إسرائيليين.

كما قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن "قواتنا نفذت عملية سريعة ودقيقة لتصفية خلية مخربين كانت في طريقها لتنفيذ عملية ضد مواطنين إسرائيليين"، مضيفا "سنواصل العمل حيثما يتطلب الأمر لضمان أمان الإسرائيليين".

كذلك قال بيان مشترك لجيش الاحتلال وقوات حرس الحدود والشاباك إنه "تمت تصفية خلية كانت في طريقها لتنفيذ عملية".

وقال الجيش الإسرائيلي إن قائد الخلية هو نايف أبو زويت (26 عاما)، ووصفه بأنه "ناشط عسكري" في مخيم جنين للاجئين، حسب البيان.

وذكرت مصادر فلسطينية أن قوات الاحتلال منعت سيارات الإسعاف من الوصول إلى مكان إطلاق النار وانتشال المصابين من داخل السيارة.

وقد نعت كتيبة جنين -التابعة لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي- الشبان الفلسطينيين الثلاثة، ووصفت في بيان لها الاغتيال بـ"الجبان"، متوعدة بالثأر.

وانطلقت من وسط مخيم جنين مسيرة شعبية غاضبة برفقة ذوي الشهداء الثلاثة الذين استشهدوا برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، هتف خلالها المتظاهرون بشعارات منددة بجريمة الاغتيال، وجددوا تمسكهم بالمقاومة ورفضهم للاحتلال.

في سياق مواز، أفادت وسائل إعلام فلسطينية بأن مستوطنا دهس فتى وأصابه بجروح متوسطة في منطقة كيسان شرق بيت لحم.

وكانت قوات الاحتلال اقتحمت فجر اليوم الأحد بلدة رمانة غرب جنين، ودهمت منزل كامل أبو بكر منفذ عملية إطلاق النار في تل أبيب.

وذكرت مصادر محلية أن قوات الاحتلال دهمت بلدة رمانة لأخذ قياسات منزل عائلة أبو بكر من أجل هدمه، وأسفرت المداهمة عن اندلاع مواجهات بين شبان فلسطينيين والجيش الإسرائيلي.

وكان الشهيد أبو بكر نفذ أمس السبت إطلاق نار في تل أبيب أدى إلى استشهاده، وأسفر عن مقتل شرطي إسرائيلي وإصابة 3 آخرين، في حين رأت فصائل فلسطينية أن العملية البطولية تأتي ردا على تصعيد مليشيات المستوطنين جرائمها بحق الفلسطينيين.

فلسطينيون يضعون الورد في مكان استشهاد 3 فلسطينيين قرب مخيم جنين (الفرنسية)

 

ردود فعل

من جهتها، نعت حركة المقامة الإسلامية (حماس) الشهداء، وقالت إن العدو الصهيوني يرتكب جريمة جديدة باغتياله 3 من أبناء شعبنا الفلسطيني في جنين، مشددة على أن "الاحتلال لن يفلت من دفع ثمن جرائمه، وشعبنا ومقاومته الباسلة لن يمرروا العدوان دون تدفيعه الثمن".

وقال الناطق باسم الحركة حازم قاسم إن "هذا التصعيد من الاحتلال الذي يستهدف الشعب الفلسطيني ومقدساته يؤكد ضرورة العمل الجاد لصياغة خطة وطنية عملية لمواجهة الاحتلال، وانخراط الكل الوطني في برنامج مواجهة إرهاب حكومة المستوطنين".

من جانبه، قال المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي طارق سلمي إن الجريمة التي ارتكبها الاحتلال في جنين هي عدوان على الشعب الفلسطيني بكامله.

وأضاف سلمي -في تصريح صحفي- أن "الاحتلال سيدرك عمّا قريب أن إرهابه سيقابل برد قوي من المقاومة، وأن سرايا القدس لا تفرط أبدا بدماء مجاهديها وقادتها"، مشددا على أن "المقاومة لن تضعف أبدا بفعل جرائم الاحتلال، بل ستزداد قوة وإصرارا على المضي في القتال والمواجهة".

بدورها، قالت الجبهة الشعبية إن الشعب الفلسطيني ومقاومته لن يسكتوا عن جريمة جنين، واعتبرت في تصريح صحفي أن التصعيد المستمر للعدوان ضد الشعب الفلسطيني يمثل دافعا لتصعيد المقاومة وانضواء الكل الفلسطيني في خندق مواجهة الاحتلال.

وجددت الجبهة تأكيدها على دعوتها السابقة وموقفها الثابت بضرورة تحقيق الوحدة الوطنية، وشروع المستوى الرسمي الفلسطيني بخطوات جدية تقطع مع الاتفاقات الموقعة مع الاحتلال وسحب الاعتراف بكيانه، وتفتح الباب أمام تحقيق الوحدة الوطنية، وتحشد الطاقات لحماية الشعب الفلسطيني.

ودعت الجبهة الفلسطينيين لتجاوز أي خلافات أو حسابات ضيقة، ووقف الاعتقالات السياسية والتراشق الإعلامي، والالتفات لحماية ظهر المقاومة.

اجتماع أمني

في سياق آخر، يبحث المجلس الوزاري الأمني السياسي المصغر برئاسة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التطورات على أكثر من صعيد.

وأعلن ديوان رئاسة الوزراء أن الاجتماع مخصص لبحث ملفي الأوضاع الأمنية في الضفة الغربية وكذلك الحالة الأمنية على الحدود مع لبنان.

ويأتي ذلك على خلفية ما تصفه الدوائر الإسرائيلية بالتصعيد واحتمالات انفجار الوضع عسكريا على نطاق واسع.

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن رئيس الشاباك رونين بار قدم لنتنياهو تحذيرا إستراتيجيا بشأن الوضع في الضفة الغربية يتضمن احتمال خطف الفلسطينيين لمستوطنين.

وأكد بار لنتنياهو أن "إرهاب المستوطنين" يؤجج ما سماه "الإرهاب الفلسطيني" في الضفة الغربية.

المصدر : الجزيرة + وكالات