قمة بريكس تنطلق في جوهانسبرغ وبوتين يدعو للعمل لصالح "الأغلبية العالمية"

انطلقت قمة مجموعة بريكس في جوهانسبرغ بجنوب أفريقيا اليوم الثلاثاء، وينتظر أن يبحث قادتها توسيع العضوية لتشمل مزيدا من الدول، في حين استبعدت واشنطن تحوّل المجموعة إلى منافس جيوسياسي.

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في كلمة مسجلة تم بثها في افتتاح القمة، إن بريكس تسير في طريقها لتلبية تطلعات "الأغلبية العالمية".

ويشارك في القمة قادة كل من الصين والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا، في حين يكتفي الرئيس الروسي بكلمته المسجلة بسبب أمر من المحكمة الجنائية الدولية باعتقاله على خلفية اتهامات بارتكاب جرائم حرب بحق أطفال في أوكرانيا، ويمثّله في القمة وزير الخارجية سيرغي لافروف.

وقال بوتين "نحن نتعاون على أساس مبادئ المساواة ودعم الشراكة واحترام مصالح بعضنا بعضا، وهذا هو جوهر المسار الإستراتيجي لمجموعتنا.. وهو المسار الذي يلبي تطلعات القسم الأكبر من المجتمع العالمي، ما يسمى الأغلبية العالمية".

وذكر الرئيس الروسي أن بلاده مستعدة للعودة إلى اتفاقية تصدير الحبوب عبر البحر الأسود شريطة تنفيذ جميع الالتزامات والتعهدات تجاه موسكو.

وأضاف أن روسيا قادرة على تعويض الحبوب الأوكرانية في الأسواق أو مساعدة الدول التي تحتاج للحبوب من دون مقابل، خاصة وأنها تنتظر محصولا كبيرا هذا العام.

بوتين قال إن دول بريكس تسعى لتلبية تطلعات معظم سكان العالم (رويترز)

واشنطن تستبعد التنافس

من جهة أخرى، قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إن بلاده تستبعد تحول مجموعة بريكس إلى منافس جيوسياسي لها أو لأي بلد آخر.

وأضاف في إفادة صحفية "هذه مجموعة متنوعة من الدول.. لديها اختلاف في وجهات النظر بشأن القضايا الحاسمة".

وتحتل القمة -التي تمتد 3 أيام تحت شعار "بريكس وأفريقيا"- أهمية خاصة في ظل حرب روسيا على أوكرانيا والصراع الجيوسياسي بين الولايات المتحدة والصين، إذ ترفع الدول الأعضاء بالمجموعة شعارات عالم أكثر توازنا وأمنا، وتدعو لإنهاء عصر القطب الواحد.

وسبقت القمة محادثات ثنائية بين الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره الجنوب أفريقي سيريل رامافوزا في بريتوريا.

وقال الرئيس الصيني "اليوم وبينما نقف عند نقطة انطلاق تاريخية جديدة، فإن إرث الصداقة وتعميق التعاون وتعزيز التنسيق هي التطلعات المشتركة للبلدين، وهي كذلك المهام الكبرى الملقاة على عاتقنا".

من جانبه، قال رامافوزا "اليوم باعتبارنا أصدقاء وشركاء في بريكس نقف معا في هدفنا المشترك وسعينا لعالم أفضل وأكثر إنصافا يطلق العنان لإمكانات جميع سكان العالم".

رامافوزا (يمين) يقلّد نظيره الصيني وساما قبيل انطلاق قمة بريكس (رويترز)

توسيع العضوية

ويشمل جدول أعمال القمة الـ15 للمجموعة احتمالات التوسيع المستقبلي للعضوية في بريكس، هذا الأمر أبدت الكتلة في وقت سابق انفتاحها عليه.

وأعربت 40 دولة على الأقل عن اهتمامها بالانضمام إلى بريكس، من بينها إيران والسعودية وبنغلاديش والأرجنتين.

ودعي ما مجموعه 69 دولة لحضور قمة جوهانسبرغ، من بينها جميع الدول الأفريقية، وسبق أن عبّر عدد من هذه الدول عن الرغبة في الانضمام للتكتل، ومن بينها الجزائر ومصر وإثيوبيا.

من جهة أخرى، قال رئيس البرازيل لويس إيناسيو لولا دا سيلفا إنه يؤيد انضمام الأرجنتين إلى بريكس، مؤكدا أن هذه الخطوة "هامة جدا".

في الوقت نفسه، شدد دا سيلفا على أن هدف بريكس ليس تحدي التحالفات الدولية الأخرى مثل مجموعة السبع أو مجموعة الـ20، ولا تحدي الولايات المتحدة.

وأوضح أن المجموعة تسعى فقط إلى تنظيم ما يسمى "الجنوب العالمي".

وتمثل بريكس الآن 23% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، و42% من سكان العالم، وأكثر من 16% من التجارة العالمية.

وقبيل القمة، أعلن رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا أن بلاده "لن تنجر إلى منافسة بين القوى العالمية".

وقال رامافوزا، في خطاب متلفز موجه إلى الشعب، "لن ننجر إلى منافسة بين القوى العالمية.. بلدنا ملتزم بسياسة عدم الانحياز".

وستطرح جنوب أفريقيا على قادة بريكس مقترحا لتوسيع العضوية، ومن المتوقع صدور قرار بهذا الشأن في ختام القمة.

وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إن مسألة توسيع بريكس تثير انقسامات، خصوصا بالنسبة للدولتين الأقوى فيها: الصين والهند.

وذكرت أن الصين تبدي حماسة حيال توسيع التكتل بشكل سريع وزيادة نفوذه، لكن مراقبين يشيرون إلى أن الهند تتوجس من نوايا خصمها الإقليمي، وفقا للوكالة.

المصدر : الجزيرة + وكالات