اغتيال لواء بالجيش السوداني وتضارب حول معركة سلاح المدرعات

FILE PHOTO: Damaged cars and buildings are seen at the central market during clashes between the paramilitary Rapid Support Forces and the army in Khartoum North, Sudan April 27, 2023. REUTERS/ Mohamed Nureldin Abdallah/File Photo/File Photo
العديد من أحياء العاصمة الخرطوم تشهد معارك عنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع (رويترز)

أعلن الجيش السوداني الاثنين اغتيال أحد لواءاته بجنوب دارفور، وأكد في ذات الوقت أنه أجبر قوات الدعم السريع على الفرار من مقر سلاح المدرعات الخرطوم حيث تدورك معارك مستعرة، لكن هذه القوات قدمت بيانا مغايرا قالت فيه إنها حققت انتصارا مدويا وكبدت الجيش خسائر فادحة في الأوراح والعتاد.

وقال الجيش السوداني إن قائد الفرقة 16 مشاة قد اغتيل في مدينة نيالا مركز ولاية جنوب دارفور.

وقال الجيش في بيان صدر اليوم الاثنين إن اللواء الركن ياسر فضل الله الخضر "اغتالته يد الغدر والخيانة بمدينة نيالا وهو يؤدي واجبه المقدس في الدفاع عن الوطن".

وقال مصدر عسكري بالجيش السوداني للجزيرة إن الخضر تعرض للغدر من قبل حرسه الشخصي.

وتشهد نيالا منذ أكثر من 10 أيام معارك عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أسفرت عن مقتل وإصابة عشرات المدنيين في عدد من أحياء المدينة.

وتسببت المعارك في فرار المئات، وفقا لما ذكره نازحون تحدثوا للجزيرة لدى وصولهم إلى مدينة الضعين عاصمة ولاية شرق دارفور على بعد نحو 300 كيلومتر شرق نيالا.

اللواء ياسر فضل الله

اللواء الركن ياسر فضل الله الخضر قُتل غدرا وفقا لما أعلنه الجيش السوداني (الجزيرة)

وقال النازحون إن أجزاء واسعة من نيالا تعاني انقطاعا في الماء والكهرباء منذ أيام جراء المعارك الدائرة فيها، كما فقدت الخدمات الصحية وخدمة الاتصالات بينها وبين باقي مناطق السودان.

في الأثناء، قالت مصادر محلية للجزيرة إن قوات كبيرة من الحركات السودانية الموقعة على اتفاق جوبا للسلام وصلت إلى نيالا.

وأضافت المصادر أن هذه القوات ستعمل على حماية المدنيين وممتلكاتهم والأسواق في المدينة.

معركة سلاح المدرعات

أما في العاصمة السودانية، فقد أفاد مراسل الجزيرة بتجدد الاشتباكات بين الجيش والدعم السريع في محيط سلاح المدرعات جنوبي الخرطوم، وقال إن المنطقة شهدت قصفا جويا كثيفا.

وأضاف المراسل أن انفجارات سمعت في أحياء جبرة والعُشَرة واللاماب والنزهة جراء الاشتباكات في هذه الأحياء المحيطة بسلاح المدرعات.

وذكر مصدر عسكري أن قوة من الدعم السريع تسللت إلى داخل سور المعسكر حيث تم صدهم بواسطة دفاعات الجيش، مشيرا إلى أن الهجوم استمر أكثر من 10 ساعات متواصلة.

وقال الناطق باسم الجيش السوداني العميد نبيل عبدالله للجزيرة ان ما وصفها بمليشيا الدعم السريع المتمردة جددت اليوم الهجوم على مقر سلاح المدرعات بالخرطوم وان الحيش السوداني تصدى لها واجبرها على الفرار من أرض المعركة.

في المقابل قالت قوات الدعم السريع – في بيان جديد- إنها بسطت سيطرتها على أجزاء واسعة من معسكر المدرعات وإن "قوات العدو فرت واحتمت ببعض المباني المجاورة للمعسكر وجاري مطاردتهم"

وذكر البيان أن قوات الدعم السريع "استولت على عدد ضخم من العتاد ومخازن الأسلحة والذخائر و 34 مدرعة ودبابة و 12 مدفعا و 78 مركبة، وقتلت 260 وأسرت المئات من قوات العدو بمعسكر المدرعات التابع للجيش"

ويشهد محيط سلاح المدرعات معارك ضارية منذ 3 أيام، حيث جددت قوات الدعم السريع محاولاتها للسيطرة على هذا السلاح الذي يعد أقوى أسلحة الجيش السوداني.

وفي التطورات الميدانية أيضا، أفاد مراسل الجزيرة بسماع أصوات اشتباكات بمختلف أنواع الأسلحة وسط أم درمان غربي العاصمة الخرطوم.

وذكر المراسل أن طائرات الجيش السوداني حلقت في سماء مدينة أم درمان، وتصدت لها قوات الدعم السريع بإطلاق مضادات أرضية.

كما قصف الجيش بالمدفعية مواقع مختلفة لقوات الدعم السريع في أم درمان.

اتهام للدعم السريع بالإرهاب

سياسيا، طالبت وزارة الخارجية السودانية المجتمع الدولي بتصنيف الدعم السريع جماعة إرهابية، حسب وصفها.

وقالت الوزارة في بيان إن "المحاولات الانتحارية لمليشيا الدعم السريع للهجوم على سلاح المدرعات كُشفَ أنها وظفت فيها الأطفال القصر".

واتهم البيان الدعم السريع باتباع أساليب الجماعات الإرهابية المتمثلة في "ترويع المجتمعات وأعمال القتل والنهب والعدوان لفرض أجندتها السياسية".

وقالت الخارجية السودانية إن الأنباء والتقارير تتواتر عن اختطاف الدعم السريع أعدادا كبيرة من النساء، واستخدامهن عمالة قسرية، وتعريضهن للاغتصاب ومطالبة ذويهم بالفدية، وفقا للبيان.

ودعت الوزارة المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم اللازم للحكومة السودانية لتضطلع بدورها في التصدي لقوات الدعم السريع.

المصدر : الجزيرة