السويد تعزز الإجراءات الأمنية بسفاراتها وتدرس السماح للشرطة بمنع حرق المصحف

FILE PHOTO: Sweden's Foreign Minister Billstrom and his Polish counterpart Rau attend the press conference in Warsaw
وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستروم (رويترز)

قالت الحكومة السويدية -اليوم الجمعة- إنها بدأت تعزيز إجراءات الأمن في سفاراتها وبعثاتها الدبلوماسية، وأعلنت أنها تدرس إجراء تعديلات قانونية تسمح للشرطة برفض منح تصريح بارتكاب أفعال مثل حرق المصحف.

وقال وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستروم إن بلاده تعزز إجراءات الأمن في السفارات والبعثات الأخرى، بسبب تصاعد التهديدات ضد المصالح السويدية في الخارج.

وأوضح بيلستروم أن السويد عززت الأمن في السفارات والبعثات الأخرى من دون أن يشير إلى تفاصيل تتعلق بالأسباب الأمنية.

وشدد على أن سلامة موظفي وزارة الخارجية هي الأولوية القصوى، وأضاف أن "سلامة أسر الدبلوماسيين والموظفين المحليين مأخوذة في الحسبان أيضا، لذلك هناك فئات مختلفة تتأثر بهذا العمل الأمني الذي يتم تكثيفه الآن".

وكانت السويد رفعت -أمس الخميس- حالة التأهب لمواجهة الإرهاب إلى ثاني أعلى مستوى، قائلة إنها أحبطت هجمات بعد منحها تراخيص لحرق مصاحف وتمزيقها وتدنيسها، مما أثار غضب المسلمين في مختلف أنحاء العالم.

من جانبه، قال وزير العدل السويدي جونار سترومر إنه سيعين لجنة للنظر في منح الشرطة سلطات أوسع لرفض التصريح بالقيام بأعمال مثل حرق المصحف.

وأضاف سترومر في مؤتمر صحفي "بالطبع ينبغي ألا يكون الاستياء الدولي العام أو التهديد المجهول كافيين، يجب أن يعتمد الأمر على تهديدات خطيرة ومحددة".

وتابع أنه يمكن أن يمنح الشرطة سلطة اختيار موقع مختلف لمثل هذه الأفعال أو إلغائها.

وأمس الخميس، قالت رئيسة أجهزة الاستخبارات السويدية شارلوت فون إيسين: "قررتُ رفع مستوى الإنذار المرتبط بخطر وقوع أعمال إرهابية من مستوى عالٍ إلى مستوى خطر"، أي من 3 إلى 4 على مقياس من 5 درجات تصاعدية.

هدف رئيسي

ومنذ أسابيع عدة، يرى مسؤولون سياسيون وأجهزة أمنية أن البلاد حاليا تشكل "هدفا رئيسيا" لهجمات محتملة.

وأضافت فون إيسين أنه "خلال العام ازداد تدريجيا التهديد على السويد"، مؤكدة أن قرارها لا يرتبط "بحدث معين".

ويشهد الوضع الأمني في السويد تراجعا حاليا بعدما رخصت السلطات في حرق المصحف الشريف وتمزيقه.

ففي نهاية يوليو/تموز الماضي، أحرق رجلان نسخة من القرآن الكريم أمام البرلمان في ستوكهولم، في تكرار لفعل نُفذ نهاية يونيو/حزيران أمام أكبر مسجد في العاصمة السويدية.

وأثارت هذه التحركات توترات شديدة في دول إسلامية، وهاجم متظاهرون مقر السفارة السويدية في بغداد، قبل أن تنقل وزارة الخارجية السويدية عمليات سفارتها والعاملين فيها في العراق بشكل مؤقت إلى ستوكهولم لأسباب أمنية.

دولة معادية للمسلمين

وقالت مديرة المركز الوطني لتقييم التهديد الإرهابي آهن زا هاغستروم إن هذه الأحداث "أسهمت في إعطاء السويد صورة دولة معادية للمسلمين".

والأسبوع الماضي، ألقى شخص مجهول زجاجة حارقة على واجهة السفارة السويدية في بيروت، من دون أن تنفجر.

ومؤخرا، دعا تنظيم القاعدة إلى شن هجمات في الدولة الإسكندنافية.

وقامت دول عدة أيضا بتحديث توصياتها للمسافرين الراغبين في زيارة السويد.

وقالت الخارجية البريطانية -الأحد الماضي- إن خطر وقوع هجمات إرهابية أصبح "مرجحا جدا" في السويد حاليا.

وتبحث السلطات السويدية سبلا للحد من تنظيم تظاهرات تخطط لإحراق نسخ من المصحف مع احترام حرية التعبير في الوقت عينه، ولكن يبدو أن الأغلبية البرلمانية ترفض حاليا تغييرا كهذا.

المصدر : وكالات