أوكرانيا تكثف هجماتها على القرم وأسطول الشمال الروسي يبدأ تدريبات

جسر القرم تعرض في أكتوبر/تشرين الأول 2022 لتفجير بشاحنة ملغمة مما تسبب في أضرار كبيرة (الأوروبية)

كثّفت أوكرانيا -اليوم السبت- هجماتها على شبه جزيرة القرم، بينما توعّدت روسيا بالرد عليها، في حين أعلن الجيش الأوكراني تقدّم قواته في زاباروجيا جنوبي البلاد. وفي الوقت نفسه مع التصعيد على الأرض في أوكرانيا، بدأ أسطول الشمال في الجيش الروسي تدريبات بمشاركة آلاف الجنود وسفن حربية وغواصات.

وقال مسؤولون روس إن القوات الأوكرانية أطلقت طائرات مسيّرة وصواريخ على مواقع في القرم، بينها الجسر الذي يقع عند مضيق كيرش ويربط روسيا بالقرم.

وأكّد حاكم شبه جزيرة القرم سيرغي أكسيونوف، أن الدفاعات الروسية أسقطت 3 صواريخ بالقرب من الجسر، قائلًا "إن الجسر لم يتضرّر".

وقالت سلطات القرم إن حركة السير توقّفت لبعض الوقت، قبل أن تستأنف بعد زوال الخطر.

وبثّ ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع مصوّرة تُظهر دخانًا كثيفًا يتصاعد حول الجسر، دون أن يتضح ما إذا كان أُصيب أو لا.

وفي موسكو، قالت وزارة الدفاع الروسية إن القصف تم بواسطة صواريخ من طراز "إس-200″، وهي صواريخ للدفاع الجوي عُدّلت لتصيب أهدافًا أرضية.

من جهتها، وصفت الخارجية الروسية الهجمات الأوكرانية على جسر القرم بالإرهابية، وقالت إنها لن تمرّ دون ردّ.

وكان الجسر -الذي يبلغ طوله 19 كيلومترًا ويربط شبه جزيرة القرم بروسيا عبر مضيق كيرتش- قد تعرّض لهجمات يعود أحدثها إلى يوليو/تموز الماضي، حين استُهدف بزورقين ملغّمين.

وبعد هجمات مماثلة سابقة، ردّت روسيا بضربات واسعة انتقامية.

"موسم التفجيرات"

وعلى الجانب الآخر، قالت المتحدثة باسم قيادة عمليات الجنوب في الجيش الأوكراني ناتاليا هومنيوك، قبيل استهداف جسر القرم بالصواريخ، إن موسم التفجيرات هناك سيستمر حتى تحريرها، وفق قولها.

وفي وقت سابق اليوم، قالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها دمّرت 20 طائرة مسيّرة أوكرانية أُطلقت في وقت مبكّر -اليوم السبت- على شبه جزيرة القرم، التي ضمّتها روسيا إليها في 2014؛ مشيرة إلى هجمات أخرى بالمسيّرات على مقاطعتي كالوغا وبيلغورود الروسيتين.

من جانبها، قالت هيئة الأركان الأوكرانية إن الساعات الماضية شهدت قصفًا كثيفًا بـ5 صواريخ مجنّحة، وأكثر من 30 غارة روسية على مناطق مختلفة من البلاد.

كما قالت القوات الجوية الأوكرانية إن القوات الروسية هاجمت الجنوب الشرقي للبلاد بـ5 مسيّرات من نوع "شاهد" إيرانية الصنع أُسقطت 3 منها في زاباروجيا.

معارك الجنوب والشرق

وفي تطورات المعارك، أعلن الجيش الأوكراني -اليوم السبت- أن قواته حقّقت نجاحًا جزئيًا في محيط بلدة روبوتين في زاباروجيا، مشيرًا إلى أن تلك القوات توغّلت لتنفيذ هجمات دفاعية من هناك.

وكانت هيئة الأركان الأوكرانية قالت في وقت سابق -اليوم السبت- إن قواتها مستمرة في الهجوم على محوري ميليتوبول وبيرديانسك بزاباروجيا، وإنها صدّت هجمات روسية في مقاطعة دونيتسك (شرق).

وفي تقرير نُشر -أمس الجمعة- قال المعهد الأميركي لدراسة الحرب -ومقرّه واشنطن- إن القوات الأوكرانية حقّقت "تقدمًا مهمًا من الناحية التكتيكية" في هجومها المضادّ في زاباروجيا.

وأضاف المعهد أن القوات الأوكرانية وصلت إلى المشارف الشمالية لمنطقة روبوتين، على بعد حوالي 10 كيلومترات جنوب بلدة أوريتشيف.

وفي السياق، ذكرت وزارة الدفاع البريطانية أن روسيا سترسل المزيد من القوات إلى زاباروجيا، في مواجهة الضغوط الأوكرانية.

وتحدّث التقرير عن هجمات روسية مكثّفة بالقرب من كوبيانسك، في أطراف مقاطعة خاركيف (شمال شرق).

وكانت وزارة الدفاع الروسية أكّدت -في وقت سابق- تقدّم قواتها بالقرب من كوبسانسك، التي كانت ضمن مناطق بخاركيف استعادها الجيش الأوكراني قبل عام، وأقرّت كييف بصعوبة وضع قواتها هناك.

Russian Defence Minister Sergei Shoigu visits troops in the course of Russia-Ukraine conflict
وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو (يسار) يزور مواقع لقواته (رويترز)

أسطول الشمال الروسي

في غضون ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية -اليوم السبت- انطلاق تدريبات لقوات أسطول الشمال في الجيش الروسي.

وقالت الوزارة -في بيان- إن التدريبات جزء من التمارين السنوية لقوات الأسطول، ويشارك فيها 8 آلاف جندي و20 سفينة حربية وغواصات وسفن دعم.

وأضافت الوزارة أن التدريبات تشمل تنفيذ عمليات خاصة لعزل مناطق العمليات، وتطويق وتدمير مجموعات تخريب واستطلاع.

وتابعت أن جزءًا من القوات الساحلية سيُنشر لحماية اتصالات الطريق البحري الشمالي، والمواقع المهمة والدفاع عنها.

بدوره، تفقّد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو حاميات نائية للأسطول الشمالي في القطب الشمالي.

ونشرت الوزارة صورًا قالت إنها للجولة التي قام بها شويغو، مشيرة إلى أنه اطّلع خلالها على سير مهام الوحدات المتمركزة في أرخبيل "نوفايا زيمليا" والمهام الموكلة إليها، بما في ذلك استعدادها لحماية المنشآت ذات الأهمية الخاصة والدفاع عنها.

أهمية إستراتيجية

وتلفِت تدريبات أسطول الشمال الروسي النظر إلى أهمية منطقة القطب الشمالي في الحسابات الإستراتيجية لروسيا.

ويُوصف أسطول الشمال بأنه الأهم تاريخيًا كمًّا ونوعًا بين أساطيل الجيش الروسي، المكوّن من أربعة أساطيل، وتقع أهم قواعده في مدن: غريميكا وسفرودفينسك وسفيرمورسك شمال روسيا.

يكتسب هذا الأسطول أهميته من كونه في مواجهة أساطيل حلف شمال الأطلسي (ناتو)، لا سيما بعد انضمام فنلندا للحلف، وسعي السويد لاستكمال الانضمام إليه، وهو الأمر الذي دفع روسيا إلى تعزيز الاتجاه نحو منطقة الشمال الغربي لتحصين حدودها.

وخُصّص ثُلثا السفن الروسية التي تعمل بالطاقة النووية لأسطول الشمال، الذي يضمّ -كذلك- غواصات وقوات بحرية وقوات سواحل وقوات جوية وقوات دفاع جوي وفرقاطات مزوّدة بصواريخ.

المصدر : الجزيرة + وكالات