ميدفيديف يتحدث عن "معركة نووية فاصلة" ومعهد أميركي يشير إلى تطور مهم في معركة باخموت

اتهم مسؤول روسي كبير اليوم السبت واشنطن بالتحريض على حرب نووية مدمرة، بعد أن قررت تزويد كييف بذخائر عنقودية، في حين تحدث معهد أبحاث أميركي عن تطور مهم في القتال حول مدينة باخموت في مقاطعة دونيتسك (شرقي أوكرانيا).

فقد علق ديمتري ميدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي على القرار الأميركي -عبر تطبيق تليغرام- بالقول إنه "ربما يكون الجد المريض المحتضر الغارق في الأوهام قرر ببساطة أن ينسحب بلطف، وأن يحرض على معركة نووية فاصلة مدمرة ويأخذ نصف البشرية معه". في إشارة إلى الرئيس الأميركي جو بايدن.

وأضاف ميدفيديف أن إرسال الذخائر العنقودية والتعهد بضم أوكرانيا لحلف شمال الأطلسي (ناتو) يظهران أن بايدن استخدم جميع الموارد الأخرى، معتبرا أن هذه الخطوات تهدد بإطلاق حرب عالمية ثالثة.

وفي وقت سابق اليوم، قالت الخارجية الروسية إن قرار الولايات المتحدة توريد ذخائر عنقودية لأوكرانيا يهدف إلى إطالة أمد الصراع في هذا البلد، معتبرة أنه دليل على إخفاق الهجوم الأوكراني المضاد.

كما وصف مسؤولون روس آخرون القرار بأنه تطور خطير وتصعيد للصراع. في حين قال السفير الروسي في واشنطن أناتولي أنتونوف إن هذه الخطوة من جانب واشنطن تقرب البشرية من حرب عالمية جديدة.

5 مبادئ

وفي كييف، قال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف إنه تم إبلاغ الحلفاء بـ5 مبادئ رئيسية بخصوص الذخائر العنقودية، ومنها عدمُ استخدامها في روسيا وفي مناطق مأهولة بالمدنيين.

وكانت واشنطن قالت أمس أثناء الإعلان عن مساعدات عسكرية إضافية لأوكرانيا بقيمة 800 مليون دولار؛ إن كييف قدمت ضمانات بشأن استخدام الذخائر العنقودية.

وبعد إعلان ألمانيا معارضتها هذه الخطوة، قال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك إن بلاده من بين الدول التي وقّعت اتفاقية دولية تحظر إنتاج أو استخدام الذخائر العنقودية، وإنها لا تشجع على استخدامها، لكنه أكد أن لندن ستستمر في دعمها لكييف.

ووقّع أكثر من 120 دولة على معاهدة دولية تحظر تلك الذخائر التي تنثر عادة عددا كبيرا من القنابل الصغيرة على مساحة كبيرة، ويمكن أن تقتل أو تشوه مدنيين لا يعلمون عنها شيئا بعد شهور أو سنوات، ورفضت روسيا وأوكرانيا والولايات المتحدة التوقيع على المعاهدة.

500 days of Russia-Ukraine war
المدفعية الأوكرانية الثقيلة تستهدف مواقع روسية قرب مدينة باخموت (الأناضول-أرشيف)

تقدم أوكراني في باخموت

ميدانيا، قال المعهد الأميركي لدراسات الحرب في واشنطن اليوم إن القوات الأوكرانية أحرزت تقدما كبيرا في هجومها المضاد في مدينة باخموت بمقاطعة دونيتسك، وتحدث عن نقاط ضعف في الجيش الروسي جنوبى أوكرانيا.

وبالتزامن، قالت وزارة الدفاع البريطانية في تحديثها اليومي بشأن تطورات الحرب في أوكرانيا؛ إن الجيش الروسي ليست لديه أي احتياطيات لتعزيز القطاع المحيط بباخموت رغم اشتداد القتال.

أما الجيش الأوكراني فقال إن القوات الروسية أصبحت شبه محاصرة في باخموت.

وفي غضون ذلك، شهدت محاور القتال في مقاطعات دونيتسك ولوغانسك (شرق) وزاباروجيا (جنوب شرق) هجمات مكثفة وقصفا متبادلا بين القوات الأوكرانية والروسية.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها صدت هجمات للقوات الأوكرانية في المقاطعات الثلاث، ودمرت مستودعا لصواريخ هيمارس في دونيتسك ومخزنا للذخيرة في أفدييفكا.

وبالتزامن، أعلنت السلطات الموالية لروسيا في زاباروجيا أن الجيش الأوكراني انسحب من مواقعه في غرب مدينة أريخوف.

من جهته، قال موقع ريدوفكا العسكري الروسي إن الجيش الروسي صد هجمات أوكرانية جديدة قرب بلدة كليشيفكا (جنوب باخموت)، وتحدث عن معارك عنيفة تدور في الجهتين الشمالية والجنوبية من المدينة الواقعة في دونيتسك، مؤكدا أن القوات الروسية ما زالت تحافظ على مواقعها من دون تغيير.

وفي دونيتسك أيضا، قتل 8 مدنيين وأصيب 13 آخرون في قصف روسي على مدينة ليمان التي تبعد نحو 50 كيلومترا عن باخموت، وفق السلطات الأوكرانية.

وكانت آنا ماليار نائبة وزير الدفاع الأوكراني أكدت قبل ذلك أن قوات بلادها حققت تقدما جديدا في محور مدينة باخموت التي سيطرت عليها قوات مجموعة فاغنر الروسية في مايو/أيار الماضي بعد قتال استمر أشهرا طويلة.

وأقر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس بأن الهجوم المضاد الذي تشنه قواته منذ الرابع من يونيو/حزيران الماضي يسير ببطء، مطالبا الحلفاء بالمزيد من الأسلحة المتطورة، خاصة الصواريخ بعيدة المدى والطائرات المقاتلة لاستعادة المناطق التي يسيطر عليها الروس.

زيلينسكي يلتقط صورة له في جزيرة الأفعى (الأوروبية)

500 يوم على الحرب

ومع دخول الصراع يومه الـ500، زار الرئيس الأوكراني جزيرة الأفعى الصغيرة في البحر الأسود التي تحدى المدافعون عنها سفينة حربية روسية في بداية الحرب الروسية على بلاده.

وزار زيلينسكي الجزيرة بعيد عودته من جولة خارجية شملت جمهورية التشيك وسلوفاكيا وتركيا، وقال إنها لن تتعرض مرة أخرى للغزو.

من جهته، تفقد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو ساحات التدريب التابعة للمنطقة العسكرية الجنوبية في الجيش الروسي.

ونشرت وزارة الدفاع الروسية صورا لشويغو وهو يتابع تدريبات الجنود المتعاقدين في صفوف قوات المنطقة الجنوبية على دبابات "تي-90".

وفي واشنطن، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن بلاده لا تزال ملتزمة بمساعدة أوكرانيا في الدفاع عن نفسها بعد 500 يوم من بداية ما وصفه بالغزو الروسي.

وأضاف بلينكن أن واشنطن ستواصل محاسبة روسيا على ما سماه انتهاكها للقانون الدولي، وفرض العقوبات على الحكومة الروسية، واتخاذ إجراءات ستؤثر على قدرة الكرملين على شن الحرب، حسب تعبيره.

وقالت بعثة الأمم المتحدة لمراقبة حقوق الإنسان في أوكرانيا -في بيان لها الجمعة- إن أكثر من 9 آلاف مدني -بينهم 500 طفل- قتلوا منذ بدء الحرب الروسية، مع أن مسؤولين أمميين صرّحوا في السابق بأن العدد قد يكون فعليا أكبر بكثير.

المصدر : الجزيرة + وكالات