روسيا تعلن إسقاط مسيّرة أوكرانية قرب موسكو والجيش الأوكراني يتقدم في دونيتسك

جنود أوكرانيون في أحد مراكز التدريب بمقاطعة خاركيف شرقي البلاد (الأوروبية)

أعلنت وزارة الدفاع الروسية صباح اليوم الجمعة إحباط هجوم بطائرة مسيرة أوكرانية على موسكو. في المقابل، أعلنت كييف سيطرة قواتها على مناطق في دونيتسك، فيما اتهم تقرير للمخابرات الأميركية الصين بتزويد موسكو بتكنولوجيا عسكرية.

يأتي هذا التطور فيما أعلنت أوكرانيا -أمس الخميس- أن قواتها استعادت قرية في مقاطعة دونيتسك (شرقي البلاد)، وسط معارك عنيفة مستمرة مع القوات الروسية، في حين تحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن خسائر كبيرة تكبدتها القوات الأوكرانية في إطار هجومها المضاد المتواصل منذ أسابيع.

وقالت وزارة الدفاع الروسية اليوم الجمعة إن منظومة الدفاع الجوي أحبطت "هجوما إرهابيا" بطائرة مسيرة على مقاطعة موسكو، مؤكدة عدم وجود أضرار أو إصابات.

وفي وقت سابق، أعلن عمدة موسكو سيرغي سوبيانين أن قوات الدفاع الروسية اعترضت طائرة مسيرة حاولت الهجوم على موسكو.

وفي بداية يوليو/تموز الحالي تم إسقاط 5 طائرات مسيرة أوكرانية في العاصمة الروسية، كما سبق أن أعلنت روسيا إحباط هجوم أوكراني بطائرة مسيرة فوق مبنى الكرملين.

الهجوم المضاد

في المقابل، قالت هيئة الأركان الأوكرانية إن القوات الروسية أطلقت 3 صواريخ ونفذت 29 غارة جوية على الأراضي الأوكرانية، كما أطلقت أكثر من 70 قذيفة من راجمات الصواريخ خلال الساعات الـ24 الماضية.

وأضافت الهيئة أن قواتها سيطرت على قرية ستارومايورسك بمقاطعة دونيتسك، وتنفذ عمليات تمشيط داخلها، وتصدت لمحاولات تقدم روسية في ليمان بالمقاطعة نفسها.

وأكدت أن القوات الأوكرانية نفذت هجوما على محوري ميليتوبول وبيرديانسك في مقاطعة زاباروجيا.

ونشر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لقطات للسيطرة على القرية على حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي، وأظهرت المشاهد جنودا أوكرانيين يرفعون علم بلادهم في القرية.

ومنذ بدء هجومها المضاد في الرابع من يونيو/حزيران الماضي استعادت القوات الأوكرانية قرى وبلدات في دونيتسك (شرق) وكذلك في مقاطعة زاباروجيا (جنوب شرق)، لكن التقدم كان بطيئا بسبب حقول الألغام والتحصينات القوية التي أقامها الروس في الأشهر القليلة الماضية.

وأقر الرئيس الأوكراني مؤخرا بأن الهجوم المضاد يسير بوتيرة أبطأ مما هو متوقع، لكنه تحدث مساء أمس الأول الأربعاء عن نتائج جيدة جدا تتحقق في جبهات القتال، دون تقديم تفاصيل عن ذلك.

في المقابل، وصف الرئيس الروسي الهجوم الأوكراني المضاد بالفاشل.

وعلى هامش القمة الروسية الأفريقية في سان بطرسبورغ أقر الرئيس الروسي أمس الخميس بازدياد وتيرة المعارك مع القوات الأوكرانية، خاصة على محور زاباروجيا.

وقال بوتين -في تصريحات للصحفيين- إن تلك القوات تكبدت خسائر كبيرة خلال هجومها الأخير، مضيفا أن أوكرانيا لم تحقق أي نجاح في أي مكان على الجبهة.

اتهام للصين

وفي سياق متصل، اتهم تقرير للمخابرات الأميركية صدر مساء أمس الخميس الصين بمساعدة روسيا على تفادي العقوبات الغربية، وأنها تزود موسكو على الأرجح بتكنولوجيا عسكرية وذات استخدام مزدوج لاستخدامها في أوكرانيا.

وقال التقرير -الذي أجراه مكتب مدير المخابرات الوطنية وأصدرته اللجنة الدائمة للمخابرات في مجلس النواب بعد رفع السرية عنه- إن "سجلات الجمارك تظهر أن شركات الدفاع المملوكة للدولة في جمهورية الصين الشعبية تشحن معدات ملاحة وتقنيات تشويش وقطع غيار طائرات مقاتلة إلى شركات الدفاع الروسية المملوكة للدولة".

وجاء في التقرير أيضا أن الصين وروسيا زادتا حصة التجارة الثنائية التي تجري تسويتها باليوان الصيني، وأن المؤسسات المالية في البلدين توسع استخدام أنظمة الدفع المحلية.

ودأبت الصين على نفي إرسال عتاد عسكري إلى روسيا منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير/شباط 2022.

دبابات أبرامز

بدورها، نقلت صحيفة "بوليتيكو" الأميركية عن مصادر مطلعة أنه من المرجح وصول دبابات أبرامز الأميركية إلى ساحة المعركة الأوكرانية في سبتمبر/أيلول المقبل.

وأوضحت تلك المصادر أن الخطة تشمل إرسال دبابات إلى ألمانيا في أغسطس/آب القادم، حيث ستخضع لعمليات تجديد نهائية قبل شحنها إلى أوكرانيا.

وفي السياق ذاته، كشف مسؤولون أوكرانيون أول أمس الأربعاء عن أن كييف بصدد تلقي شحنة تضم 1700 طائرة مسيّرة هجومية واستطلاعية للمساعدة في الهجوم المضاد.

حماية ممر الحبوب

وفي تصريحات متزامنة للجزيرة، قالت المتحدثة باسم قيادة عمليات الجنوب الأوكرانية ناتاليا هومينيوك إن بلادها قادرة على تأمين ممر لتصدير الحبوب إذا اتفقت الأطراف على ذلك، مضيفة أن أوكرانيا قادرة على استهداف أي سفينة ترى أنها تشكل تهديدا لها.

وبعد استهداف الجسر الذي يربط روسيا بشبه جزيرة القرم للمرة الثانية في أقل من عام شنت القوات الروسية في الأيام القليلة الماضية سلسلة من الهجمات على أهداف تقع في نطاق موانئ تصدير الحبوب في الجنوب الأوكراني، ولا سيما في أوديسا.

وقالت المتحدثة باسم قيادة عمليات الجنوب الأوكرانية أمس الخميس إن روسيا عززت حصارها للموانئ الأوكرانية منذ انسحابها من اتفاق الحبوب.

وأضافت في تصريحات لوكالة الصحافة الفرنسية أن "ما يحدث حاليا هو أن كافة الموانئ تقريبا مغلقة، ولا يمكن لأي سفينة المغادرة".

المصدر : الجزيرة + وكالات