في اشتباك بين عصابات متناحرة.. مقتل 41 سجينة على الأقل داخل سجن للنساء بهندوراس

أقارب نزيلات السجن يتجمعون خارجه في أعقاب وفاة العشرات منهن (الفرنسية)

قُتلت 41 امرأة على الأقل أمس الثلاثاء في اشتباك بين عصابات متناحرة في سجن للنساء في هندوراس نجم عنه حريق اجتاح قسما من المنشأة، حسب بيان للشرطة.

وقال متحدث باسم مكتب المدعي العام في هندوراس إن 41 سجينة على الأقل لقين حتفهن في سجن للنساء في الدولة الواقعة في أميركا الوسطى أمس الثلاثاء؛ إثر اندلاع أحداث شغب على ما يبدو.

وأضاف المتحدث يوري مورا لرويترز أن السلطات تعمل على تحديد هوية الجثث في السجن الذي يضم 900 نزيلة ويبعد نحو 20 كيلومترا عن العاصمة تيجوسيجالبا، مضيفا أن بعض اللائي لقين حتفهن توفين بسبب حروق وأخريات جراء طلق ناري.

وأفادت صحيفة "لا برينسا" الهندوراسية، الثلاثاء، بوقوع تمرد ومواجهات في سجن النساء في بلدة تامارا التابعة للعاصمة تيغوسيغالبا.

وأشارت إلى أن 25 سجينة لقيت مصرعها حرقا، بينما قُتلت 16 بالسلاح.

وقالت دلما أوردونيز وهي رئيسة رابطة لأسر السجناء -لرويترز- إن مشاجرة اندلعت داخل السجن في الساعات الأولى من أمس الثلاثاء بين سجينات ينتمين لعصابتين متناحرتين، وإن مجموعة من النساء دخلن زنزانة عصابة منافسة وأضرمن فيها النار.

وأكّدت أن هذا القسم من المبنى حيث وقعت الوفيات "دمّر بالكامل"، مشيرة إلى أن عدد السجينات في المبنى يبلغ 900.

وأعربت الرئيسة الجديدة للبلاد شيومارا كاسترو عن "صدمتها" إزاء الجريمة "الوحشية" التي ارتكبتها عصابات في سجن النساء "على مرأى ومسمع سلطات أمنية"، مبدية تضامنها مع أسر الضحايا والمصابين.

وتعهّدت كاسترو بمحاسبة القادة الأمنيين عمّا جرى، وقالت "سأتخذ تدابير جذرية".

وأظهرت الصور الصادرة عن وسائل الإعلام المحلية دخانا يتصاعد من مبنى السجن.

وتجمع أقارب السجينات خارج السجن في مسعى لمعرفة ما حدث.

وقالت امرأة عرفت نفسها باسم ليجيا رودريجيز في مقابلة تلفزيونية "أسعى للحصول على معلومات عما حدث لابنتي، لكنهم لم يبلغونا بشيء بعد".

مثلث الموت

وهندوراس بلد ينخره الفساد والعصابات التي وصلت إلى أعلى المناصب في الحكومة، ولهندوراس سجل حافل بحوادث العنف المميتة داخل السجون، فقد لقي 18 سجينا حتفهم في مشاجرة بين عصابات في إصلاحية عام 2019، وتوفي أكثر من 350 في حريق اندلع في 2012.

وتشكل هندوراس مع جارتيها السلفادور وغواتيمالا ما يعرف "بمثلّث الموت" حيث تنشط عصابات قتل تدير الاتجار بالمخدرات والجريمة المنظمة.

وتعدّ جماعات الاتجار بالمخدرات والعصابات مسؤولة على نطاق واسع عن ارتفاع معدّل جرائم القتل في هندوراس التي سجلت العام الماضي 40 جريمة قتل لكل 100 ألف نسمة، وهو معدل أعلى بـ4 أضعاف من المعدل العالمي.

ودفع اليأس كثيرا من الشباب إلى اعتبار الهجرة إلى الولايات المتحدة الخيار الوحيد لضمان مستقبل أفضل.

وتعتبر هندوراس دولة عبور للكوكايين الكولومبي وأنواع أخرى من المخدرات إلى الولايات المتحدة.

وفي السلفادور المجاورة، يقود الرئيس نجيب بوكيله "حربا" ضد العصابات أسفرت إلى الآن عن توقيف أكثر من 60 ألف عضو مشتبه بهم.

المصدر : وكالات