كييف تتسلم تعزيزات عسكرية من ألمانيا وتحذير تركي من "هجوم كبير" في ظلّ حشد أوكراني روسي متواصل

Ukrainian service members fire a howitzer M119 at a front line near Bakhmut
السلطات الأوكرانية وصفت خسائر القوات الروسية في باخموت بأنها ضخمة (رويترز)

قالت تركيا إن كلا من روسيا وأوكرانيا تستعدان لهجوم كبير، من خلال تعزيز الحشود العسكرية في ساحة الحرب التي اندلعت بين الطرفين منذ فبراير/شباط 2022.

يأتي ذلك فيما أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تسلّم بلاده تعزيزات عسكرية من ألمانيا، تشمل عربات مصفحة ومضادات للطائرات وذخيرة ستمنح الجيش الأوكراني فرصا أكبر للمناورة وتحمي شركاء كييف، وفق تعبيره.

وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو -خلال مقابلة تلفزيونية أمس الاثنين- إن طرفي الحرب في أوكرانيا يرسلان تعزيزات عسكرية إضافية، متمثلة بالأفراد والسلاح للمنطقة.

وتابع "أعطت دول كثيرة أسلحة ثقيلة لأوكرانيا، ولا سيما الدبابات، لذا فإن أوكرانيا تستعد محاولة استعادة أراضيها، وروسيا تقول: أجريت استفتاء وهذه (المنطقة) لي منذ الآن. لذلك تنتظرنا معارك خطيرة من أجل هذه المنطقة، ونرى هذا من خلال الاستعدادات".

وأوضح جاويش أوغلو أن تضخم الصراع سيؤثر سلبا على الجميع، قائلا "كما كان للحرب تأثير حتى الآن، سيشعر الجميع بتأثير تصاعد الصراع أيضا، لا مفرّ من ذلك".

وأكّد أن تركيا لا ترغب في تأجج الصراع، معربا عن أمله في أن يدرك الطرفان بعد رؤيتهما لهذه الاستعدادات أن لا رابح في الحرب، وضرورة العودة إلى طاولة المفاوضات.

وفي إشارة إلى عدم وجود زيارة مخطط لها للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى أنقرة، أو للرئيس رجب طيب أردوغان إلى موسكو، أفاد جاويش أوغلو بأن الرئيس التركي أجرى اتصالات هاتفية مع نظيريه الروسي والأوكراني.

وبيّن أن بلاده تسعى لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، مشيرا إلى "تواصل أنقرة المستمر مع العديد من الجهات وفي مقدمتهم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش".

تبادل أسرى

على صعيد آخر، أعلنت أوكرانيا وروسيا الاثنين أنهما أجرتا عملية جديدة لتبادل أسرى حرب، شملت 100 جندي من كل جانب، في أول عملية من نوعها منذ أكثر من شهر.

وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إنّه تمت إعادة 106 من جنودها، كانوا معرضين "لخطر الموت" أثناء احتجازهم، وأنه سيتم نقلهم إلى موسكو لتلقي علاج طبي ومساعدة نفسية.

من جانبه، أعلن رئيس مكتب الرئاسة الأوكرانية أندري يرماك عبر تليغرام أنّ 100 أسير عادوا إلى أوكرانيا بفضل عملية التبادل.

وقال يرماك "استعدنا 100 من رجالنا، من الجنود والبحارة وحرس الحدود وأفراد في الحرس الوطني"، واصفا عملية التبادل بـ"الصعبة".

وأضاف "البعض أصيبوا بجراح خطرة ويعانون من أمراض. سنقوم بكل ما يلزم لضمان تلقي كلّ منهم المساعدة اللازمة".

ويعود آخر تبادل للأسرى بين كييف وموسكو إلى 7 مارس/آذار الماضي، حيث تمت مبادلة 130 أسيرا أوكرانيا بـ90 أسيرا روسيا.

معارك وخسائر

ميدانيا، وبخصوص جبهة باخموت في إقليم دونباس، قال حاكم دونيتسك الموالي لروسيا إن أكثر من 75% من أراضي المدينة باتت تحت سيطرة القوات الروسية وإن المعارك تدور حاليا غربي المدينة.

من جانبه، قال وزير الدفاع الأوكراني إن خسائر القوات الروسية في باخموت ضخمة، وإن الجيش الأوكراني يعمل على تدمير مواردها.

في المقابل، أكد قائد القوات البرية الأوكرانية أن الجيش الأوكراني تمكن من "إنهاك" قوات فاغنر الروسية في المدينة، مما اضطر روسيا لإشراك القوات المحمولة جوا في الهجوم عليها، مشيرا إلى أن الوضع في باخموت "صعب".

وفي مقاطعة دونيتسك شرقي البلاد، أفاد مراسل الجزيرة بأن صواريخ موجهة استهدفت منطقة دروشكوفكا، وأن دوي انفجارات قوية سمع في المنطقة.

من ناحية أخرى، حذّرت القيادة العسكرية الجنوبية في الجيش الأوكراني من أن القوات الروسية تدفع بسفن إضافية إلى البحر الأسود، محملة بصواريخ من نوع "كاليبر".

وأضافت أن وقوع هجوم صاروخي واسع النطاق على مقاطعة أوديسا والمقاطعات الجنوبية الأخرى أكثر ترجيحا وخطورة، داعية السكان إلى التزام التعليمات وما يصدر من تنبيهات جوية.

المصدر : الجزيرة + وكالات