يديعوت أحرونوت أحصت 7 كاميرات مراقبة بالمكان.. الشرطة الإسرائيلية تنفي توثيق استشهاد العصيبي في القدس

عائلة الشهيد العصيبي شككت في رواية الاحتلال وطالبت بنشر تسجيلات كاميرات المراقبة (الفرنسية)

قالت الشرطة الإسرائيلية -اليوم السبت- إن "مقتل" الطبيب الشاب محمد العصيبي بالحرم القدسي لم يتم توثيقه بالكاميرات، في وقت أعلنت فيه "لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية" الإضراب العام في جميع المدن العربية بإسرائيل غدا الأحد، داعية إلى تحويل جنازته إلى مظاهرة جماهيرية حاشدة.

وأفادت الشرطة -في بيان- بأن إطلاق النار كان هجوما شمل خطف سلاح من ضابط شرطة، ولم يتم تسجيله بالكاميرات الأمنية أو على كاميرات الجسد لضباط الشرطة، على حد زعمها.

في الأثناء، أحصت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية "7 كاميرات مراقبة على الأقل" في مكان استشهاد العصيبي، وقالت إن "الحادث وقع في منطقة باب السلسلة، ولم يتم نشر أي توثيق له في الوقت الحالي، رغم وجود كاميرات أمنية في مكان وقوع الحادث".

كما نقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن مسؤول كبير في الشرطة الإسرائيلية (لم تسمّه) "أنه من غير المنطقي عدم وجود توثيق للحادث، وليس حقيقيا عدم وجود كاميرات في باب السلسلة".

تشكيك في رواية الاحتلال

من جهتها، نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) عن شهود عيان أن أفراد شرطة الاحتلال أطلقوا الرصاص على الشاب بعد محاولته التدخل والدفاع عن فتاة كانوا يعتدون عليها بالضرب، ويحاولون اعتقالها وإخراجها من باحات المسجد قرب باب السلسلة.

وشككت عائلة الشهيد العصيبي (26 عاما) في رواية الاحتلال، وطالبت بعرض تسجيلات كاميرات المراقبة في المكان، مؤكدة أن نجلها تعرض لجريمة إعدام بدم بارد بعد إطلاق نحو 20 رصاصة نحوه.

من جانبه، شدد عضو الكنيست الإسرائيلي أحمد الطيبي -من تحالف "الجبهة العربية للتغيير" ( 5 مقاعد من أصل 120 بالكنيست)- على أنه حسب شهود عيان تمت تصفية العصيبي من دون أن يشكل خطرا على حياة عناصر الشرطة.

وأضاف -في تغريدة- "هناك في مكان الحادث العديد من الكاميرات، والعائلة تطالب بنشر مقاطع الفيديو على الفور".

وقال رئيس "القائمة العربية الموحدة" (5 مقاعد) منصور عباس "لا أصدق رواية الشرطة بأنه لا يوجد توثيق من الكاميرات الأمنية".

وأضاف في -تغريدة على تويتر- "قبل أن تقوم الشرطة بقذف العصيبي وتصفه بالإرهابي، أطالب بالتحقيق الفوري ونشر التوثيق المصور للحادث المؤسف لمقتل طالب الطب الذي يقيم في حوارة وجاء لأداء الصلاة في المسجد الأقصى".

إضراب عام

وأعلنت "لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية" -اليوم السبت- الإضراب العام في جميع المدن العربية بإسرائيل غدا الأحد، احتجاجا على استشهاد الطبيب العصيبي برصاص الشرطة الإسرائيلية في القدس.

جاء ذلك خلال اجتماع طارئ عقدته اللجنة (أعلى هيئة تمثيلية للفلسطينيين في إسرائيل)، قائلة إنه "سيعمّ إضراب عام وشامل كل المجتمع العربي يوم الأحد، على أن يشمل السلطات المحلية العربية، وجهاز التعليم العربي، باستثناء جهاز التعليم الخاص". وفق بيان صادر عنها.

كما قررت تنظيم وقفات احتجاجية في مختلف القرى والبلدات العربية و"إقامة لجنة تحقيق خاصة في قضية إعدام الشهيد محمد العصيبي"، وفق البيان.

ودعت اللجنة إلى "تحويل جنازة الشهيد إلى مظاهرة جماهيرية حاشدة، ضد كل سياسات الاحتلال والقمع والتمييز العنصري".

إدانة فلسطينية

وفي السياق، دانت فصائل فلسطينية إعدام عناصر الشرطة الإسرائيلية الشاب العصيبي، وقالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) -في بيان- "نزفّ شهيد الأقصى الطبيب محمد العصيبي الذي ارتقى برصاص الاحتلال بعد إقدامه على حماية فتاة فلسطينية منعتها شرطة الاحتلال من دخول المسجد الأقصى". مؤكدة أن "جرائم الاحتلال لن تمر دون رد".

من جهتها، قالت حركة الجهاد الإسلامي -في بيان- إن "جريمة إعدام الطبيب الشاب محمد العصيبي تصعيد عدواني خطير يهدف إلى إرهاب المعتكفين والمصلين".

وأضافت أن "الجريمة جاءت للتعبير عن أحقاد وعنصرية جنود الاحتلال الإرهابيين الذين أغاظهم مشهد زحوف المصلين بمئات الآلاف الذين امتلأت بهم ساحات الأقصى".

كما حذرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين من "التداعيات الخطيرة لهذه الجريمة النكراء، التي تأتي في ظل استمرار الاستهداف المستمر لأبناء شعبنا في مدينة القدس المحتلة".

والعصيبي طبيب من فلسطينيي عام 1948، وتخرج مؤخرا من كلية الطب في رومانيا، وهو من سكان بلدة "حورة" العربية في النقب (جنوب)، واستشهد برصاص الشرطة الإسرائيلية ليلة أمس الجمعة بالقرب من باب السلسلة؛ أحد أبواب المسجد الأقصى بمدينة القدس الشرقية المحتلة، بدعوى محاولة تنفيذ هجوم، وهو ما نفته عائلته واتهمت الشرطة بقتله بدم بارد.

ويرتفع عدد الشهداء الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي منذ بداية العام الجاري إلى 92 فلسطينيا، بينهم 17 طفلا.

المصدر : الجزيرة + وكالات