قمة دون مؤتمر صحفي بين بايدن وشولتز.. ما وراءها؟

President Joe Biden and German Chancellor Olaf Scholz speak during a bilateral meeting at the G7 Summit in Elmau, Germany, Sunday, June 26, 2022. Biden is in Germany to attend the Group of Seven summit of leaders of the world's major industrialized nations. (AP Photo/Susan Walsh)
شولتز (يمين) وبايدن التقيا على هامش قمة السبع بألمانيا في يونيو/حزيران الماضي (أسوشيتد برس)

يستقبل الرئيس الأميركي جو بايدن المستشار الألماني أولاف شولتز في لقاء يتيح إعلان وحدة البلدين في رسالة موجهة إلى كل من روسيا والصين بعد فترة من التوتر بين الداعمين الرئيسيين لأوكرانيا.

وهذه الزيارة هي الثانية التي يقوم بها المستشار الألماني إلى واشنطن بعد زيارة أولى في فبراير/شباط 2022، والهدف منها هو "إعادة تأكيد روابط الصداقة الوثيقة" بين البلدين، بحسب البيت الأبيض.

وحسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية، فإن هذه الزيارة تثير حفيظة روسيا التي حذرت، قبل الاجتماع، من أنّ إرسال شحنات أسلحة غربية جديدة لأوكرانيا لن يؤدي إلا إلى "إطالة" أمد النزاع، وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف اليوم الجمعة "نلاحظ أن الولايات المتحدة تواصل سياستها الهادفة إلى زيادة شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا".

كما تكتسب القمة المقررة في وقت لاحق من اليوم الجمعة أهمية إضافية بالنظر إلى أنها تأتي بعد فترة من التشنج بين واشنطن وبرلين بشأن المفاوضات الصعبة لتسليم دبابات إلى أوكرانيا.

ولا يتضمن برنامج الزيارة مؤتمرًا صحفيًّا مشتركًا ما أثار تساؤلات في الصحافة الألمانية، علما بأن بايدن لا يعقد مؤتمرات صحفية بصورة تلقائية عند استقبال قادة أجانب.

ورد شتيفن هيبشترايت المتحدث باسم المستشار الألماني على هذه التساؤلات، معتبرا أن هذه المسألة كانت موضع "مبالغة مسرفة في التفسير" ومؤكدا أنها "زيارة عمل قصيرة".

علاقة جيدة رغم التقلبات

وتطرق المتحدث إلى ما ستبحثه القمة مشيرا إلى تطورات النزاع في أوكرانيا و"كيف ستكون الأشهر المقبلة في أوكرانيا؟ وما انعكاس ذلك على الدعم الذي يمكن للحلفاء تقديمه" لهذا البلد.

كما أكد هيبشترايت أن العلاقات بين الولايات المتحدة وألمانيا التي تعوّل على الحلف الأطلسي وعلى الحماية العسكرية الأميركية، "جيدة جدًّا" بالرغم من بعض التقلبات منذ وصول بايدن إلى السلطة.

وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، فمنذ وصوله إلى البيت الأبيض، ضغط الرئيس الأميركي علنًا على برلين لحضها على التخلي عن مشروع خط أنابيب الغاز "نورد ستريم 2" الذي كان سيربطها بموسكو.

واليوم، تثير المساعدات الضخمة التي تعتزم الإدارة الأميركية تخصيصها للصناعات الخضراء بموجب مشروع "قانون الحد من التضخم"، انتقادات من برلين والأوروبيين عموما.

كما كانت مسألة تسليم دبابات إلى أوكرانيا مصدر توتر. ووافقت ألمانيا أخيرا في 26 يناير/كانون الثاني الماضي على إرسال عدد من دباباتها من طراز ليوبارد إلى أوكرانيا، ما أعطى بعدًا جديدًا للدعم العسكري الذي يتلقاه هذا البلد بوجه الغزو الروسي.

كما وعدت الولايات المتحدة بإرسال مدرعات، ما أثار في الأيام الأخيرة تفسيرات مختلفة.

ليوبارد وأبرامز

وصرح مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جيك سوليفان، الأحد في إقرار نادر بالتوتر بين البلدين، بأن ألمانيا شددت على أنها لن ترسل دبابات ليوبارد "إلا إذا وافق الرئيس (بايدن) أيضا على إرسال دبابات أبرامز".

وأوضح سوليفان لشبكة "إيه بي سي" (ABC) أن بايدن "قرر بالأساس عدم إرسال (مدرعات) لأن عسكرييه قالوا له إنها لن تكون مفيدة في ساحة المعركة". لكن إزاء إصرار ألمانيا، بدّل الرئيس الأميركي موقفه وتصرف "من أجل وحدة صف الحلف (الأطلسي) ولضمان حصول أوكرانيا على ما تريد".

غير أن الحكومة الألمانية أعطت تفسيرًا مختلفًا، مؤكدة أن المحادثات سعت إلى وضع "مقاربة مشتركة" من غير أن تضغط برلين على واشنطن.

على صعيد آخر، رأى رئيس معهد الدراسات الألمانية المعاصرة في جامعة جونز هوبكنز في واشنطن، جيفري راثكي، أن اللقاء "سيسمح بتحديد المسار الواجب اتباعه من أجل استكمال تنفيذ عملية تسليم الدبابات، وهو مجال لا يزال بحاجة إلى المزيد من الجهود الدبلوماسية والصناعية".

وعلق يورن فليك من المجلس الأطلسي للدراسات بأن "ما لن يتبدل بعد هذا الاجتماع، هو أنه بنظر البيت الأبيض، معظم الطرقات المؤدية إلى أوروبا تمر من برلين. وأنّه بالنسبة لشولتز، كل الطرقات لدعم أوكرانيا تمر من واشنطن".

محور الصين

وتشكل الصين محورًا آخر للقاء، إذ تود واشنطن أن تعتمد ألمانيا، القوة الاقتصادية الكبرى التي ترتبط بعلاقات تجارية مع الصين، موقفا أكثر حزمًا حيالها.

وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، ثمة مواضيع خلافية كثيرة بين واشنطن وبكين، آخرها مسألة المنطاد الصيني الذي أسقط فوق الأراضي الأميركية والقيود المفروضة على استخدام تطبيق "تيك توك".

كما أعلنت الولايات المتحدة أن الصين تدرس احتمال تسليم أسلحة إلى روسيا لمساعدتها في هجومها على أوكرانيا، وهي مخاوف عبر عنها شولتز أيضا معلنا الخميس في مجلس النواب الألماني "لا تزودوا المعتدي الروسي بالسلاح"، فيما تنفي بكين ذلك.

وقال راثكي إن اللقاء بين بايدن وشولتز سيوفر "فرصة ثمينة لتوجيه إشارة واضحة ومقنعة إلى الصين".

المصدر : الفرنسية