تطور غير مسبوق خارج أرض المعركة وبوتين يعقد اجتماعا لمجلس الأمن القومي ويلغي زيارة بشكل مفاجئ

Ukrainian servicemen take part in military exercises in Kiev region
المعارك محتدمة بين طرفي الحرب خاصة حول مدينة باخموت (رويترز)

أعلن حاكم مقاطعة بريانسك الروسية المتاخمة للحدود الأوكرانية مقتل شخصين في إطلاق نار نفذته ما وصفها بمجموعة تخريبية أوكرانية.

وقد ندد الرئيس الروسي بالهجوم ووصفه بالإرهابي. من جانبه وصف المتحدث باسم الإدارة العسكرية الأوكرانية لمقاطعة أوديسا الاتهامات بتسلل قوات أوكرانية إلى منطقة بريانسك، بالأكاذيب.

ودعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى اجتماع خاص لمجلس الأمن القومي عقب تقارير من جهاز الاستخبارات بشأن قتال مع الوحدات الأوكرانية على الأراضي الروسية في مقاطعة بريانسك، كما تم إلغاء زيارته المقررة للقوقاز الجمعة فجأة.

ولم يُعلن عن أجندة اجتماع مجلس الأمن القومي المرتقب الجمعة، إلا أن تكهنات سادت منذ فترة بأن روسيا قد تعلن الحرب رسميا على أوكرانيا وتأمر بتعبئة إضافية لمئات الآلاف من الأفراد للجيش.

ولدى سؤال الصحفيين له عما إذا كان اجتماع كبار مسؤولي الدفاع سيصعد ما تصفه موسكو بـ "عملية عسكرية خاصة" في أوكرانيا، قال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين: "لا أدري، لا يمكنني أن أقول".

عملية بريانسك

وأفادت وسائل إعلام روسية بأن مجموعة من "المخربين" الأوكرانيين تسللت أمس الخميس إلى منطقة كليموفسكي في مقاطعة بريانسك، واحتجزت عددا من المدنيين رهائن في متجر بإحدى القرى، قبل أن تعيد قوات الأمن الروسية فرض السيطرة والأمن إلى المنطقة.

وسبق أن أعلن جهاز أمن الدولة الروسي أن قوات بلاده اشتبكت مع "مجموعة تخريبية" أوكرانية تسللت إلى الأراضي الروسية ودخلت مقاطعة بريانسك، وقد ذكرت وسائل إعلام محلية أن عدد من تسللوا نحو 50 مسلحا.

وقالت تقارير صحفية روسية إن المجموعة تحتجز أكثر من 100 شخص رهائن داخل منازل في بريانسك، كما تحدثت عن احتجاز عدد من الرهائن داخل متجر في قرية ليوبيتشاني في المقاطعة.

في المقابل، نفى الجانب الأوكراني تسلل مسلحين إلى الأراضي الروسية، واتهم موسكو بالوقوف وراء هذه الأحداث.

وقال مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك إن "قصة مجموعة التخريب في روسيا استفزاز متعمد هدفه تخويف موسكو لشعبها".

دميتري ميدفيديف Deputy Head of Russia's Security Council and Chairman of the United Russia political party Dmitry Medvedev attends a meeting with President Vladimir Putin via a video conference in Moscow, Russia June 2, 2021. Sputnik/Yulia Zyryanova/Pool via REUTERS ATTENTION EDITORS - THIS IMAGE WAS PROVIDED BY A THIRD PARTY.
ميدفيديف وجه تحذيرا لحلفاء كييف من تزويدها بالمقاتلات (رويترز)

تحذير روسي

في سياق متصل، حذر الرئيس الروسي السابق ديمتري ميدفيديف حلف شمال الأطلسي (الناتو) من توريد طائرات مقاتلة لأوكرانيا، وإجراء صيانة لها في بولندا، قائلا إن ذلك يعادل الدخول في حرب مباشرة ضد روسيا.

وكتب ميدفيديف على تطبيق تليغرام أمس الخميس إن "كل من يقرر تسليم (أو إصلاح) مثل هذه المعدات أو وسائل الدمار، وكذلك تقديم مرتزقة أجانب ومدربين عسكريين، يجب اعتباره هدفا عسكريا مشروعا".

وأوضح أن ذلك قد يكون الأمر الوحيد الذي يمنع من وصفهم "بأصحاب التصرفات الطفولية في الغرب" من توريد طائرات وأسلحة بعيدة المدى. وأشار ميدفيديف، الذي يشغل حاليا منصب نائب أمين المجلس الأمني الروسي، إلى أنه لا يتوقع أن يستمر ذلك فترة طويلة "بسبب الرغبة الكبيرة في تدمير روسيا"، وفق تعبيره.

وكانت كييف طلبت من حلفائها تزويدها بمقاتلات بعدما تلقت وعودا غربية بإمدادها بدبابات حديثة، لا سيما دبابات "أبرامز" الأميركية "وليوبارد 2" الألمانية، بالإضافة إلى أسلحة بعيدة المدى. ولم يستبعد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تزويد كييف بطائرات مقاتلة، لكن قادة غربيين وعلى رأسهم الرئيس الأميركي جو بايدن أبدوا تحفظات على الأمر.

معارك باخموت

قالت القيادة العسكرية في العاصمة الأوكرانية كييف إن المدافعين عن مدينة باخموت شرقي البلاد تمكنوا من صد عدة هجمات روسية أمس الخميس.

وأفادت هيئة الأركان العامة في كييف في تقريرها عن الوضع، بأن المدفعية الروسية قصفت عددا من المناطق الصغيرة حول باخموت.

يُشار إلى أن القوات الروسية ومليشيا فاغنر الموالية لها تطبق على المدينة من 3 جهات وتحاول تطويقها بالكامل منذ أسابيع.

وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد قال الاثنين الماضي إن الوضع أصبح أكثر تعقيدا بالنسبة للمدافعين الأوكرانيين عن مدينة باخموت المحاصرة.

وعلى مدى الأسابيع الماضية، كان هناك غموض بشأن الوضع في باخموت، حيث تضاربت البيانات من الطرفين بشأن سير المعارك.

في حين أعلنت ميليشيا فاغنر عن سيطرة مقاتليها على عدة بلدات وأحياء في محيط باخموت وداخلها، وذلك بعد أشهر من المعارك.

المصدر : الجزيرة + وكالات