حاملا "رسالة" إلى بوتين.. بايدن يزور جارة لأوكرانيا الثلاثاء والصين تتحدث عن "مبادرة" لإنهاء الحرب

Ukrainian servicemen fire a BM-21 Grad multiple launch rocket system towards Russian positions on a frontline near the town of Bakhmut
قصف أوكراني على مواقع للجيش الروسي في محيط باخموت (رويترز)

كشفت الصين أنها تعتزم الإعلان عن مبادرة سلام لإنهاء الحرب في أوكرانيا لاقت ترحيبا غربيا، في حين أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي جو بايدن سيزور بولندا مطلع الأسبوع المقبل حاملا "رسالة" حازمة إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين.

وفي مؤتمر ميونخ الدولي للأمن، قال كبير مسؤولي السياسة الخارجية الصينية وانج يي "سنقدم شيئا، ألا وهو الموقف الصيني من التسوية السياسية للأزمة الأوكرانية، سنقف بحزم إلى جانب السلام والحوار".

ودعا وانج يي إلى حل النزاعات سلميا بالحوار والتشاور، مؤكدا أنه لا يجوز حل المشكلات بين الدول من خلال الضغط أو العقوبات الأحادية، و"هذا يأتي بنتائج عكسية، لأنه يؤدي إلى صعوبات لا نهاية لها"، وفق تعبيره.

وفي أول تعليق، رحبت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك بإعلان الصين عن خطة سلام قائلة إنه أمر جيد أن "ترى الصين مسؤولية الدفاع عن السلام العالمي".

وعندما سئُلت عن الفرص التي يمكن أن تقدمها المبادرة الصينية من أجل تحقيق السلام، قالت بيربوك "إذا كنت تعمل من أجل السلام على مدار السنة، عليك أن تستغل أي فرصة من أجل ذلك".

وذكرت بيربوك أن السلام العالمي يقوم على أساس "أن نعترف جميعا بوحدة أراضي كل دولة وسيادتها"، مضيفة أن السلام العادل يشترط أن "من انتهك وحدة الأراضي، أي روسيا، عليه أن يسحب قواته من الدولة المحتلة"، وفق قولها.

Munich Security Conference (MSC) in Munich
وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك رحبت بإعلان الصين عن خطة سلام قائلة إنه أمر جيد (رويترز)

ستولتنبرغ يحذر

في السياق، حذر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ من مغبة انتصار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الحرب على أوكرانيا، وقال إن بوتين "إذا انتصر في أوكرانيا، سيكون ذلك رسالة له ولحكام مستبدين آخرين، مفادها بأن بإمكانهم اللجوء إلى العنف وأن يحصلوا على كل شيء يريدونه".

ونوّه إلى أن هذا الأمر "سيجعل العالم أكثر خطورة ويجعل الناتو أكثر عرضة للخطر، لذلك لا بد أن نعطي لأوكرانيا ما تحتاج إليه من أجل أن تنتصر".

واستشهد الأمين العام للناتو بالصين كمثال محدد للحاجة إلى الردع، وقال "نعرف أن بكين تتابع من كثب للغاية الثمن الذي ستدفعه روسيا أو المكافأة التي ستحصل عليها من العدوان. ما يحدث في أوروبا اليوم يمكن أن يحدث في آسيا غدا".

وحذر ستولتنبرغ من أنه في حال انتصر بوتين في أوكرانيا، سيؤثر ذلك على القرارات والحسابات التي تجريها بكين في الجزء الذي يخصها من العالم.

ولم يوضح ستولتنبرغ إذا كان يوجه تصريحاته بالدعم الكامل لأوكرانيا لزعماء دول غربية، حيث يجري النقاش حاليا حول ما إذا كان تزويد كييف بطائرات مقاتلة يمثل خطر تصعيد غير مناسب.

يشار إلى أن الرئيس الأميركي جو بايدن والمستشار الألماني أولاف شولتز من بين الزعماء الرافضين لهذه الخطوة حتى الآن. وفي المقابل، تبدي دول مثل بريطانيا وبولندا انفتاحا على اتخاذ مثل هذه الخطوة.

وعلى هامش المؤتمر ذاته في ميونخ، دعت الولايات المتحدة الصين إلى عدم دعم روسيا بالسلاح في حربها ضد أوكرانيا.

وفي كلمة لها أمام المؤتمر، قالت كامالا هاريس نائبة الرئيس الأميركي إن كل خطوات الصين في هذا الاتجاه ستعني "مكافأة العدوان واستمرار القتل، ومزيدا من التقويض للنظام القائم على القواعد".

من جهته، قال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك "سنقدم 3 أضعاف الأسلحة التي سلمناها سابقا لأوكرانيا، وأدعو الجميع لأن يحذوا حذونا".

وأضاف بمؤتمر ميونخ "ندرب حاليا الطيارين الأوكرانيين على طائرات بمعايير الناتو لرفع مستواهم على المدى البعيد، وسنوفر الحماية للأوكرانيين من المسيّرات الروسية والإيرانية".

قنابل عنقودية

بدوره، دافع وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا عن مطالبة بلاده بالحصول على قنابل عنقودية. وعلى هامش مشاركته في المؤتمر، قال إنه يفهم أن هذا النوع من الذخيرة محل جدل في السياسة العالمية، لكن أوكرانيا ليست من الأطراف الموقعة على معاهدة حظر الذخائر العنقودية.

وأوضح الوزير الأوكراني "من منظور قانوني ليست هناك عقبات أمام هذا الأمر وعندما نحصل عليها فإننا سنستخدمها فقط ضد القوات الروسية"، مشيرا إلى أن أوكرانيا لديها أدلة على أن روسيا تستخدم ذخائر عنقودية.

وإضافة إلى ذلك، أعرب كوليبا عن قناعته بأن الطائرات المقاتلة ستأتي إلى بلاده رغم الشكوك الحالية، وقال "أنا على يقين أنه سيحدث". كما نوه إلى أنه سيكون من المهم كخطوة أولى التشاور حول إمكانية تدريب جنود أوكرانيين على هذا.

Munich Security Conference in Munich
كوليبا (يسار) عبر عن قناعته بأن الطائرات المقاتلة ستأتي إلى بلاده رغم الشكوك الحالية (رويترز)

رسالة "حازمة"

في غضون ذلك، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي جو بايدن سيزور بولندا جارة أوكرانيا، الثلاثاء والأربعاء المقبلين، حاملا "رسالة" حازمة إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين بأنه سيدعم أوكرانيا "طالما لزم الأمر".

وأفاد المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي الجمعة بأنه "في اليوم نفسه الذي يلقي فيه بايدن خطابا رسميا في قصر وارسو الثلاثاء، من المقرر أن يلقي بوتين أيضا كلمة".

ومن هذا الموقع الذي يحمل رمزية كبرى في تاريخ بولندا، وقبل 3 أيام من مرور عام على بدء الحرب في أوكرانيا، يعتزم بايدن "توجيه رسالة إلى بوتين كما إلى الشعب الروسي"، على ما أفاد المتحدث باسم البيت الأبيض.

وابل من الصواريخ

ميدانيا، أعلنت كييف عن وابل جديد من الهجمات الصاروخية الروسية، أسفر عن انقطاعات جديدة في الكهرباء.

وتوقفت صباح اليوم السبت صافرات الإنذار التي كانت قد انطلقت أمس الجمعة للتحذير من حدوث غارات جوية.

وقال رئيس المكتب الرئاسي في كييف، أندريه يرماك، إن الصواريخ أطلقت من طائرة في المناطق التي تسيطر عليها روسيا بأوكرانيا.

وفي خاركيف شمال شرقي أوكرانيا، أعلن الجيش الروسي السيطرة على بلدة حيث تشن قواته هجوما منذ بضعة أسابيع، بالتوازي مع هجومها في محيط باخموت وفوغليدار.

خسائر في باخموت

ومع اشتداد حدة المعارك في محيط مدينة باخموت الإستراتيجية في إقليم دونباس، قال مؤسس مليشيا فاغنر الروسية يفغيني بريغوجين أمس الجمعة إنه تمت السيطرة على بلدة باراسكافييفكا الواقعة شمال مدينة باخموت.

وأضاف أنه على الرغم من قطع إمدادات الذخائر والخسائر الفادحة، فإن قواته تمكنت من السيطرة الكاملة على البلدة. في المقابل، أفادت مصادر عسكرية أوكرانية بتواصل المعارك الشرسة في المحورين الشرقي والجنوبي للمدينة.

وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية إن قواتها قتلت 7 جنود روس على الأقل، واستحوذت على معدات وأسلحة في جبهة باخموت، ونشرت الوزارة صورا قالت إنها لعملية استهداف القوات الروسية أثناء محاولتها التسلل إلى مواقع أوكرانية على جبهة باخموت.

وقالت مصادر عسكرية أوكرانية للجزيرة إن المحور الشمالي لمدينة باخموت شمال مقاطعة دونيتسك يشهد معارك عنيفة.

من جهتها، قالت قيادة الأركان الأوكرانية إن 20 بلدة في محيط باخموت تعرضت لقصف روسي شديد، مؤكدة أن القوات الأوكرانية صدّت 18 محاولة تقدم على طول خطوط المواجهة في مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك.

المصدر : الجزيرة + وكالات