أكثر من 1526 هجوما بالضفة منذ بداية العام.. مخاوف إسرائيلية من انتفاضة فلسطينية جديدة

عاطف دغلس- مقاومون يشهرون سلاحهم تشييع احد الشهداء بمنطقة نابلس- هذا السلاح هو ال ام 16- الضفة الغربية- نابلس- الجزيرة نت16
مقاومون يشهرون أسلحتهم خلال تشييع أحد الشهداء بمنطقة نابلس شمالي الضفة الغربية (الجزيرة)

تتخوف المؤسسة الأمنية الإسرائيلية من انفجار الوضع الأمني في الضفة الغربية المحتلة في ظل استمرار عمليات القتل والاعتقال والمداهمات التي تنفذها قوات الاحتلال في الأشهر القليلة الماضية، ووقوع اشتباكات مسلحة بين مقاومين فلسطينيين والجنود الإسرائيليين في بعض مناطق شمال الضفة.

وتبيت إسرائيل كل ليلة تقريبا على أنباء عمليات إطلاق نار على جنود الاحتلال ومستوطنين في الضفة، وتستيقظ على نتائج اشتباكات مسلحة مع فلسطينيين في عدد من مناطق الضفة، ولا سيما الشمال مثل جنين ونابلس.

وقد عادت كلمة "انتفاضة" إلى البرامج الإذاعية الصباحية ونشرات الأخبار المركزية المسائية في إسرائيل، ويقول الفلسطينيون إن ما يجري هو رد على الاقتحامات الإسرائيلية اليومية للمدن والمخيمات الفلسطينية، لكن إسرائيل تعتبر أنه ناتج عن ضعف السلطة الفلسطينية.

وفي مارس/آذار الماضي أطلق جيش الاحتلال عملية عسكرية في الضفة الغربية سماها "كاسر الأمواج"، ومنذ ذلك الحين يقتحم الجنود الإسرائيليون المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية ليلا لتنفيذ عمليات اعتقال.

وقال رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي الاثنين الماضي في تصريح مكتوب إن 1500 فلسطيني اعتقلوا حتى الآن منذ انطلاق العملية العسكرية.

الهجمات الفلسطينية

بالمقابل، تظهر معطيات جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) ازديادا ملحوظا في عدد الهجمات الفلسطينية على جنود الاحتلال والمستوطنين في الضفة الغربية المحتلة، ومنذ بداية العام 2022 وإلى آخر أغسطس/آب الماضي نفذ فلسطينيون 1526 هجوما مقابل 4386 ألف هجوم في العام 2021.

وتنوعت الهجمات الفلسطينية بين إطلاق نار وزجاجات حارقة وعبوات أنبوبية ورشق حجارة وإضرام نيران وعمليات دعس وطعن أدت في مجملها إلى مقتل 19 إسرائيليا وإصابة 62 آخرين.

وينقل الباحث في معهد دراسات الأمن القومي التابع للجامعة العبرية عوفير شيلح عن مسؤولي الأمن في الجيش وجهاز الشاباك قولهم إن الوضع في الضفة الغربية قد يتدهور في أي لحظة.

وأضاف شيلح في مقال نشره بصحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أول أمس الثلاثاء "هذا هو نتيجة مجتمع (فلسطيني) محبط، مليء بالأسلحة النارية، ويخضع للسلطة الفلسطينية الضعيفة، لكن هذا مجرد جزء صغير من الصورة الكاملة، لأن خبراء الأمن لا يتابعون سوى الجانب العسكري للقضية أو بعبارة أخرى (العدو)".

إهمال حل الصراع

وتابع الباحث الإسرائيلي "إذا كانت هناك قضية واحدة لا تحظى باهتمام كلا جانبي الساحة الحزبية في إسرائيل (اليمين واليسار) فهي الشعور بأن المشكلة الفلسطينية لا تهم أحدا ولا تحظى بأي اهتمام في الحملات الانتخابية".

وأضاف "حتى مع المعلومات الاستخباراتية التي قدمها الشاباك والاقتحامات المستمرة على الضفة الغربية التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي ستبقى المشكلة داخل الجيوب الفلسطينية ولن تحل أي شيء".

ويرى آفي يسسخاروف المحلل في صحيفة يديعوت أحرونوت أن تل أبيب أمام حالة جديدة لا تشبه الانتفاضتين السابقتين اللتين اندلعتا في عامي 1987 و2000.

حالة جديدة

ويقول يسسخاروف لوكالة الأناضول "لا أستطيع أن أصف ما يجري بأنه انتفاضة، لأن الانتفاضة كما شهدناها في عامي 1987 و2000 تتميز بأنها عمل جماهيري واسع، نحن بلا شك أمام حالة جديدة.

وأضاف المحلل الإسرائيلي "ما نشهده الآن هو أمر جديد يتمثل في وجود جيوب لمسلحين فلسطينيين -خاصة في نابلس وجنين (شمالي الضفة)- يشتبكون كل ليلة تقريبا مع الجيش الإسرائيلي أو يطلقون النار على أهداف إسرائيلية".

وفي تفسير لما يجري يقول يسسخاروف إن إسرائيل تتجاهل القضية الفلسطينية، وهي تتمنى لو أنه ليست هناك قضية فلسطينية، ولكن الوضع الذي نشهده في الضفة حاليا يقول أمرا آخر.

يشار إلى أن مفاوضات حل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي توقفت منذ العام 2014 عبر الوساطة الأميركية، وذلك بسبب رفض تل أبيب خيار حل الدولتين واستمرارها في سياسة الاستيطان التي تجعل هذا الحل شبه مستحيل.

المصدر : وكالة الأناضول