مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى تحت حماية قوات الاحتلال وإدانات فلسطينية وعربية
اقتحمت مجموعات من المستوطنين الإسرائيليين باحات المسجد الأقصى في مدينة القدس المحتلة اليوم الأحد تحت حراسة مشددة من شرطة الاحتلال، تزامنا مع استمرار الهجوم على قطاع غزة الذي أوقع عشرات الشهداء والجرحى.
وأدانت كل من الخارجية الفلسطينية والأردن وقطر اقتحام المسجد الأقصى من قبل المستوطنين، واعتبرته "ممارسات استفزازية" و"تجاوزا للخطوط الحمراء".
وقال مسؤول في دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس لوكالة الأناضول إن مستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى بكثافة منذ ساعات الصباح على شكل مجموعات.
وأضاف المسؤول -الذي فضل عدم الكشف عن هويته- أن قوات كبيرة من الشرطة ترافق المستوطنين أثناء اقتحاماتهم من خلال باب المغاربة في الجدار الغربي للمسجد.
وأشار إلى أن من بين المقتحمين النائب السابق من حزب "الليكود" اليميني الحاخام يهودا غليك.
بدورها، قالت محافظة القدس إن 26 فوجا من المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى ليرتفع عدد المقتحمين إلى 1351 منذ الصباح.
ويأتي اقتحام اليوم بعدما قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد السماح للمستوطنين -بمن فيهم أعضاء الكنيست- باقتحام المسجد الأقصى المبارك اليوم الأحد، فيما ندد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية بهذه الخطوة.
#شاهد| عشرات المستوطنين يؤدون صلوات جهرية عند باب الحديد من الخارج-أحد أبواب المسجد الأقصى- وذلك بعد اقتحامهم لرباط الكرد المجاور، قبل قليل. pic.twitter.com/jOWbRkFttO
— القدس البوصلة (@alqudsalbwsalah) August 7, 2022
وكانت شرطة الاحتلال قد فرضت قيودا على دخول المصلين إلى المسجد الأقصى.
وتواجد العشرات من المصلين في المسجد -الذين هتفوا "الله أكبر"- رفضا للاقتحامات.
وكانت جماعات استيطانية قد دعت إلى تنظيم اقتحامات كثيفة للمسجد الأقصى بمناسبة ذكرى ما يسمى "خراب الهيكل".
وأثناء الاقتحامات دوّت صفارات الإنذار بالقدس، في إشارة إلى إطلاق صواريخ على المدينة.
وفي هذا الصدد، قالت سرايا القدس الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي -اليوم الأحد- إنها قصفت مدينة القدس برشقة صاروخية.
وتقول سرايا القدس إنها تطلق الصواريخ على المناطق الإسرائيلية ردا على العدوان على قطاع غزة، والذي بدأ يوم الجمعة الماضي.
وأطلق الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية ضد حركة الجهاد الإسلامي في غزة سماها "الفجر الصادق".
وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، فإن الغارات الإسرائيلية أسفرت عن استشهاد 32 فلسطينيا، بينهم 6 أطفال وعشرات المصابين.
إدانات
قالت الرئاسة الفلسطينية اليوم الأحد إن عدوان إسرائيل بحق الفلسطينيين يمثل تجاوزا لكل الخطوط الحمراء ومحاولة لدفع الأمور نحو التصعيد والمزيد من أجواء التوتر.
وأدان الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة -في بيان نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)- ما وصفه بـ"التصعيد الإسرائيلي الخطير ضد أبناء الشعب الفلسطيني ومقدساته في المسجد الأقصى".
وأشار أبو ردينة إلى "السماح لمجموعات من المتطرفين اليهود باقتحام المسجد الأقصى وأداء الصلوات التلمودية في ساحاته".
كما أدان استمرار "العدوان" الإسرائيلي على قطاع غزة وهدم المنازل فوق ساكنيها، مما أدى إلى مقتل عائلات، بمن فيها النساء والأطفال.
من جانبها، أدانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية استمرار الانتهاكات الإسرائيلية في المسجد الأقصى، وآخرها السماح للمتطرفين وأحد أعضاء الكنيست باقتحام المسجد وانتهاك حرمته وبحماية من الشرطة الإسرائيلية، محذرة من تبعات استمرار هذه الانتهاكات، ومطالبة بوقفها فورا.
ونقلت وكالة الأنباء الأردنية (بترا) اليوم الأحد عن الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير هيثم أبو الفول قوله إن "اقتحام المسجد الأقصى المبارك والممارسات الاستفزازية بحقه عدوان مدان ومرفوض وخرق فاضح للقانون الدولي وللوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها".
بدورها، أدانت دولة قطر بأشد العبارات اقتحام عشرات المستوطنين باحات المسجد الأقصى المبارك تحت حماية قوات الاحتلال.
وشددت وزارة الخارجية القطرية -في بيان نشرته عبر حسابها على تويتر اليوم الأحد- على أن "هذه الممارسات الاستفزازية هي جزء من محاولات مستمرة لتغيير الوضع التاريخي والقانوني للمسجد الأقصى، والدفع بالتقسيم الزماني للمسجد".
وحذرت الوزارة من أن "تزامن هذه الاستفزازات مع العدوان الإسرائيلي الجديد على قطاع غزة سيقود إلى تصعيد خطير وموجات من العنف".
ودعت "المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية تجاه القدس ومقدساتها، وردع محاولات الاحتلال لتحويل الصراع إلى حرب دينية".
من جانبها، دانت الخارجية السعودية اقتحام المستوطنين باحات الأقصى، واعتبرته "خرقا خطيرا للقانون الدولي وللوضع التاريخي والقانوني في القدس".
وطالبت الرياض المجتمع الدولي بإنهاء تصعيد الاحتلال الإسرائيلي.