اتساع الهوة بين طهران وواشنطن في محادثات فيينا بشأن النووي الإيراني

كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري وصل الخميس إلى فيينا لاستئناف مفاوضات إحياء الاتفاق النووي (الأناضول)

ذكرت وكالة "إرنا" الإيرانية -اليوم الجمعة- بأن التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن البرنامج النووي للبلاد يرتبط بإلغاء الحظر الأميركي، وإغلاق القضايا الفنية والقانونية المتعلقة بهذا البرنامج.

جاء ذلك بعد يوم من إعلان البيت الأبيض الأميركي أن المحادثات النووية بين واشنطن وطهران "اكتملت تقريبا".

وقد عقد علي باقري نائب وزير الخارجية للشؤون السياسية كبير المفاوضين الإيرانيين في فيينا اجتماعا على انفراد مع ممثل الاتحاد الأوروبي إنريكي مورا في فندق قصر كوبورغ، حيث انطلقت المحادثات من حيث توقفت بالدوحة الشهر الماضي.

وركز الاجتماع على مسودة النص التي طرحها مؤخرا منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، بالإضافة إلى اقتراح إيران، والذي يشدد بشكل أساسي على إزالة العقوبات، بحسب مراسل الأناضول.

كما أجرى باقري والوفد المرافق محادثات منفصلة مع ممثلين من روسيا والصين.

ومن جانبه قال بوريل، في مقال نشرته صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية الأسبوع الماضي، إنه قدم مسودة نص جديدة إلى الأطراف في محاولة لكسر الجمود لإحياء الاتفاق النووي، المعروف رسميا باسم خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA).

وأكد باقري، في تصريح، أن بلاده استجابت للاقتراح، وشاركت بأفكارها من حيث الجوهر والشكل لتمهيد الطريق "لاستنتاجات سريعة" بمحادثات فيينا.

اتساع الهوة

أشارت وكالة بلومبيرغ نقلا عن دبلوماسيين أوروبيين إلى "اتساع الهوة بين إيران والولايات المتحدة" منذ الجولة الأخيرة من المحادثات النووية في فيينا.

وكشفت تلك المصادر عن ظهور مسألتين جديدتين متصلتين بالمجال الذري.

وأشارت هذه الوكالة الأميركية إلى "توقعات متشائمة بالتوصل إلى اتفاق نووي".

وأوضحت مصادر بلومبيرغ أن الطرفين الأميركي والإيراني "أحرزا تقدماً بشأن تعويضات محددة من شأنها ضمان عوائد اقتصادية لإيران حتى لو ألغت إدارة أميركية مستقبلية أو الكونغرس الاتفاق النووي".

وقد قدّر المسؤولون الغربيون أن "السياسة قد تمنع أياً من الجانبين من تبني مقترحات الاتحاد الأوروبي" مضيفين أنه حتى "إن فشلت المحادثات مرة أخرى فمن غير المرجح الإعلان عن اندثار الاتفاق النووي رسميا".

"الكرة في ملعبهم"

الخميس، وصل باقري إلى فيينا، بعد ساعات من قوله إن "عبء (إغلاق الصفقة) يقع على عاتق أولئك الذين انتهكوا الصفقة، وفشلوا في الابتعاد عن الإرث المشؤوم" في إشارة إلى إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن.

وكتب كبير المفاوضين الإيرانيين، في تغريدة عبر تويتر قبل يومين أنه "يجب على الولايات المتحدة اغتنام الفرصة التي يوفرها سخاء شركاء خطة العمل المشتركة الشاملة".

وأضاف باقري "الكرة في ملعبهم لإظهار النضج والتصرف بمسؤولية".

وفي السياق، قال جون كيربي منسق مجلس الأمن القومي للاتصالات الإستراتيجية بالبيت الأبيض، في تصريحات الخميس "إن المحادثات مع إيران بشأن التوصل لاتفاق نووي اكتملت تقريبا" مشيرا إلى أن الوقت "ينفد" فيما يتعلق بالتوصل لاتفاق نووي مع إيران.

ودعا كيربي طهران إلى قبول الاتفاق المطروح على الطاولة الوقت الحالي، دون الإفصاح عن مزيد من التفاصيل.

استئناف المفاوضات

واستأنف مسؤولون أميركيون وأوروبيون وإيرانيون لقاءات غير رسمية في فيينا، الخميس، في محاولة لإحياء الاتفاق النووي، بعد توقف استمر لأشهر.

وللمرة الأولى منذ مارس/آذار الماضي، تلتقي الأطراف المعنية بالاتفاق النووي بمشاركة غير مباشرة للولايات المتحدة، وذلك من أجل إحياء اتفاق عام 2015.

ويتفاوض دبلوماسيون من إيران والولايات المتحدة و5 دول أخرى (الصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا) منذ شهور في فيينا، حول صفقة لإعادة التزام طهران بالقيود على برنامجها النووي، مقابل رفع العقوبات الاقتصادية عنها.

وقد تخللت المفاوضات سلسلة من الانقطاعات بسبب الخلافات الرئيسية بين طهران وواشنطن.

وفي مايو/أيار 2018، أعاد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب العقوبات على طهران، بعد إعلان انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي المبرم في عهد سلفه الديمقراطي باراك أوباما.

المصدر : الجزيرة + وكالات