شروط أميركية إيرانية متبادلة قبل استئناف مفاوضات فيينا.. والطرفان يطالبان بعضهما بالجدية

وصل مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية علي باقري كني، على رأس وفد إلى فيينا صباح اليوم، بهدف استئناف المفاوضات النووية.

بعد توقف دام 4 أشهر، يعود دبلوماسيون من الولايات المتحدة وأوروبا وإيران إلى فيينا لخوض محاولة أخرى لإنقاذ الاتفاق النووي. ووفقا لوكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا)، فإنه سيتم استئناف المفاوضات بين ممثلي إيران والأطراف الأخرى بأشكال مختلفة اعتبارا من اليوم.

وكان باقري كني كتب الليلة الماضية على موقع تويتر "ينبغي للولايات المتحدة أن تغتنم الفرصة السخية التي يتيحها أعضاء الاتفاق النووي، وقد أصبحت الكرة في ملعبهم لإظهار النضج والتصرف بمسؤولية".

وقبل بدء جلسات التفاوض بدأ كل طرف طرح شروطه ورؤيته للمفاوضات، حيث أكدت وكالة الأنباء الإيرانية عن مصدر بالوفد المفاوض أن طهران لم تتخل عن طلب رفع الحرس الثوري من قائمة الإرهاب الأميركية، وأنها تربط استئناف تنفيذ الاتفاق باتخاذ الولايات المتحدة القرار الصحيح، في حين أبدت واشنطن استعدادها للتوصل إلى اتفاق إذا ما لاحظت جدية إيرانية مماثلة.

وقد رحبت واشنطن بالجهود التي يبذلها الاتحاد الأوروبي، وأبدت استعدادها للخوض في ما سمتها محاولة صادقة للتوصل إلى اتفاق. وقال المبعوث الأميركي الخاص بإيران روبرت مالي إنه يعود إلى فيينا على أساس ما وصفه بالنص المقترح من مسؤول السياسات الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل.

وكان مندوب إيران في الأمم المتحدة مجيد تخت روانجي حمل الولايات المتحدة المسؤولية عن تأخر التوصل إلى اتفاق لاستئناف العمل بالاتفاق النووي. وقال متحدثا بمقر المنظمة الدولية إن بلاده ستتراجع عن إجراءاتها وتستأنف تنفيذ الاتفاق عندما تتخذ الولايات المتحدة القرار الصحيح.

وأشار روانجي إلى أن العودة إلى الاتفاق هذه المرة ستناقش النص المقدم من مفوض السياسة الخارجية الأوروبي جوزيب بوريل الذي يتناول بالتفصيل رفع العقوبات، بالإضافة إلى الخطوات النووية اللازمة لاستعادة العمل باتفاق 2015.

وكان بوريل حذر من نفاد كل الفرص لتقديم تنازلات إضافية مهمة، بعد 15 شهرا من المفاوضات المكثفة والبناءة حسب وصفه، وقال إذا تم رفض الاتفاق فستخوض الأطراف مخاطرة بمواجهة أزمة نووية خطيرة مع احتمال زيادة عزلة إيران وشعبها.

وفي سياق متصل، كان رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي قد قال إن طهران لا تشعر بالحاجة لبرنامج نووي عسكري، وإنه لا مكان للقنبلة النووية في إستراتيجيتها الدفاعية، وأوضح في تصريح له أمس الأربعاء أن بلاده ملتزمة بمعاهدة الحد من انتشار السلاح النووي، مؤكدا أن التدابير الأمنية المتبعة أحبطت ما أسماها بالعمليات التخريبية التي استهدفت منشآت نووية في البلاد.

وفي يونيو/ حزيران الماضي، انتهت المحادثات غير المباشرة بوساطة الاتحاد الأوروبي بين باقري كني ومالي في قطر دون إحراز تقدم، ووفقا لما نقلته وكالة رويترز عن مسؤول أميركي بعد ذلك فإن فرص إحياء الاتفاق تقلصت.

وأبلغ مسؤول إيراني رويترز أن محادثات فيينا ستكون "في شكل اجتماع الدوحة"، حيث قام مبعوث الاتحاد الأوروبي إنريكي مورا بجولات مكوكية بين باقري كني ومالي، لأن طهران رفضت إجراء محادثات مباشرة مع واشنطن.

المصدر : الجزيرة + وكالات