ميديا بارت: حرب سرية داخل الكرملين.. بوتين مسكون بالخوف من الخيانة منذ بداية الحرب في أوكرانيا

Russian Orthodox Patriarch Kirill leads Easter service in Moscow
بوتين وعد في خطاب له بالقضاء على من سماهم الخونة (رويترز)

قال موقع ميديا بارت (Mediapart) الفرنسي إن الرئيس الروسي -الذي وصفه "بالطاغية القلق الذي يخشاه جواسيسه"- يعيش في خوف من الخيانة منذ بداية الحرب على أوكرانيا، وهو خوف تغذيه بذكاء أجهزة المخابرات الأميركية، حسب الموقع.

وفي تحقيق طويل بقلم ماتيو سوك انطلق الموقع من معاملة بوتين بعض ضباطه أثناء ما يعتبر تشاورا عفويا بشأن القرارات التي يجب اتخاذها، إذ رأى في حالة الخوف والتلعثم التي يتحدث بها قائد جهاز المخابرات الخارجية سيرغي ناريشكين -في تقرير مباشر على التلفزيون- أنه حتى القادة كانوا يجهلون ما يخطط له الرئيس.

وأشار الموقع إلى أن بوتين -الذي روى في فيلم دعائي كيف قرر غزو شبه الجزيرة الأوكرانية عام 2014 بعد ليلة من المناقشات مع رجاله المقربين- يكرر السيناريو نفسه بعد 8 سنوات في اجتماع لمجلس الأمن القومي، وهو آخر عمل حربي قبل الحرب التي حشد لها الجيش الروسي منذ أكتوبر/تشرين الأول أكثر من 100 ألف رجل على طول الحدود مع أوكرانيا على أساس القيام بتدريبات.

وفي الوقت الذي كان فيه بوتين يتابع بطارياته الصاروخية التي تفوق سرعتها سرعة الصوت كانت الولايات المتحدة تحث مواطنيها على مغادرة أوكرانيا بسبب خطر حدوث غزو عسكري و"هجوم سريع" على كييف، وكان وزير دفاعها لويد أوستن يقول بشكل قاطع "إنهم ينتشرون ويستعدون للضربة".

وفي الوقت نفسه -حسب صحيفة واشنطن بوست (The Washington Post)- بعثت الولايات المتحدة رسالة إلى مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان زعمت فيها أن لديها "معلومات موثوقة تشير إلى أن القوات الروسية تعد قوائم بأسماء الأوكرانيين الذين تم تحديدهم والذين سيُقتلون أو يُرسلون إلى المعسكرات بعد الاحتلال العسكري".

وكانت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن قد قررت منذ الخريف رفع السرية عن معلوماتها حول نوايا بوتين الخفية ونشرها فور توفرها، في إستراتيجية ترى من خلالها أنه من الأفضل رفع السرية ونشر المعلومات الاستخبارية بدلا من الرد بعد غزو أو عملية ما، وهو ما رأى فيه مدير المركز الأسكتلندي لدراسات الحرب داميان فان بويفيلدي ردا مسبقا على الدعاية الروسية بهدف دحض مبكر لحملات التضليل المتوقعة.

وأنكر المتحدثون الروس بقوة كل حديث أميركي عن غزو روسي وشيك لأوكرانيا، وأكد بوتين في نهاية 6 ساعات من المناقشة مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه سيفعل كل شيء لإيجاد حلول وسط وتجنب التصعيد العسكري، ولكن الأميركيين لم يصدقوا ذلك الوعد، مما قد يوحي أن الرئيس الروسي استنبط منه فكرة أن الأميركيين يبدون مطلعين جيدا.

وبناء على قوة هذا الدعم والرأي الإجماعي "العفوي" الذي تم جمعه خلال مجلس الأمن القومي -كما يقول تحقيق ميديا بارت- أقر فلاديمير بوتين في نهاية خطاب استمر قرابة الساعة باستقلال المنطقتين الانفصاليتين في شرق أوكرانيا (دونيتسك ولوغانسك)، وأعلن إرسال "جنود حفظ سلام إلى دونباس".

وفي نهاية ذلك اليوم استخلص موقع ميديا بارت أن بوتين -وهو في سن الـ70- يشعر بأنه مكلف بمهمة شبه مقدسة أمام التاريخ تتمثل في حماية الشعب الأرثوذكسي السلافي و"إعادة توحيده في دولة واحدة بحلول عام 2024″ في نهاية عهده الحالي، وهو ما أثاره قائلا "لقد توقعنا أن تكون هناك تكهنات بأن روسيا تستعد لإعادة تشكيل إمبراطورية"، ولكن "هذا ليس الواقع على الإطلاق".

الخميس 24 فبراير/شباط

قرابة الخامسة صباحا دوت انفجارات في جميع أنحاء أوكرانيا في الجنوب والشرق وحول كييف، وتحرك عشرات الآلاف من الجنود ومئات الدبابات وعشرات الأرتال من المدرعات باتجاه خاركيف وخيرسون، وسقط أول جنود ومدنيين أوكرانيين، وظهر بوتين في هذا الفجر الدموي على شاشة التلفزيون الروسي قائلا "لقد قررت شن عملية عسكرية خاصة"، وشجب ما اعتبره "أكاذيب واحتيال" حلف شمال الأطلسي "ناتو" (NATO)، موضحا أنه لا يريد "احتلال أوكرانيا"، ولكن "نزع سلاحها وطرد النازيين الجدد منها"، ووضع حد "للإبادة الجماعية" ضد السكان الناطقين بالروسية.

في نهاية الخطاب خاطب بوتين "أولئك الذين قد يغريهم الخارج للتدخل في الأحداث الجارية" بأنهم "يجب أن يعلموا أن رد روسيا سيكون فوريا، وسيؤدي إلى عواقب لم يواجهوها قط"، وبدا أنه لم يتخيل أن الواقع يمكن أن يقاوم إرادته، وتوقع نجاح خطط الجنرالات الروس الذين طبقوا الوصفات نفسها التي حققت نجاحاتهم السابقة في القرم.

غير أن خطة الحرب الخاطفة تم إحباطها في اليوم الأول من قبل الجيش الأوكراني الذي كان بالمرصاد للعدو في مطار هوستوميل، والذي كشفت صحيفة وول ستريت جورنال (The Wall Street Journal) في ما بعد أن مدير وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز أخبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في لقاء تم بسرية تامة أن القوات الروسية كانت تخطط للاستيلاء عليه واستخدامه للوصول إلى العاصمة وقطع رأس حكومته.

الأحد 27 فبراير/شباط

بدا أن قطع الطريق على الخطة يفاجئ القادة الروس الذين ينتظرون كلمة للرئيس بوتين -كما يقول التحقيق- فجاءت الكلمة مقتضبة، وفيها أمر لوزير الدفاع ورئيس الأركان بوضع قوات الردع التابعة للجيش الروسي في حالة تأهب، علما أن "قوات الردع" تتضمن أسلحة نووية ربما رأى الرئيس أنه يجب تفعيلها "ليس فقط" لأن "الغربيين يتخذون قرارات غير ودية"، ولكن أيضا لأن "كبار قادة دول الناتو الرئيسية يسمحون لأنفسهم بالإدلاء بتصريحات عدوانية".

ويبدو أن هذا القرار جاء ردا على الإعلانات التي أصدرتها في اليوم السابق عدة دول في الناتو عن مساعدات عسكرية كبيرة تعتزم تقديمها لأوكرانيا التي تتعرض للهجوم، في الوقت الذي يعاني فيه الجيش الروسي لتطويق كييف بعد أن تأخرت قواته الخاصة بسبب القتال في مطار هوستوميل، حيث لقيت مقاومة غير متوقعة دفعت بوتين إلى دعوة الجنود الأوكرانيين للإطاحة بقادتهم عندما قال "خذوا السلطة بأيديكم، يبدو أنه سيكون من الأسهل بالنسبة لنا أن نتوصل إلى اتفاق معكم أكثر من تلك المجموعة من الحشاشين والنازيين الجدد الذين استقروا في كييف واحتجزوا الشعب الأوكراني بأكمله كرهينة".

في هذا اليوم بدا وزير الدفاع سيرغي شويغو غير مبتهج دون أن يعرف أحد ما إذا كان سبب ذلك خيبات الأمل في ساحة المعركة أو قرار وضع القوة النووية في حالة تأهب والذي صدم العالم كله مع أنه قرار غريب من وجهة نظر عملية، بل ويرى مدير الموساد السابق إفرايم هليفي أنه "يكشف قبل كل شيء عن فزع بوتين وشعوره بالإذلال والغضب من الضرر الهائل الذي لحق بهيبته في الداخل والخارج".

وفي السياق نفسه، بدت أفريل هينز المديرة القومية للاستخبارات الأميركية المسؤولة عن تنسيق نشاط 20 جهازا تابعا لبلدها مندهشة من أنه "على عكس ما يمكننا رؤيته في مثل هذه الحالات لم تلاحظ أجهزتنا أي علامة على نشاط أو تعبئة للوحدات المعنية"، وهذا قد يعني أن إعلان بوتين مجرد خدعة مصممة لثني الغربيين عن زيادة مساعدتهم لأوكرانيا، ولكنها خدعة لا يأخذها أحد في الاعتبار.

الثلاثاء 8 مارس/آذار

في هذا اليوم استمعت لجنة الاستخبارات في الكونغرس إلى وليام بيرنز ليخبرهم بأوهام بوتين، إذ يرى أن "الدكتاتور الروسي" بنى تحليله الإستراتيجي على تقييمات تبين أنها خاطئة لإطلاق جيشه في حرب لا يمكن أن ينتصر فيها، ووصف بوتين "بالغاضب والمحبط في ذلك الوقت" والذي "خلق حوله دائرة ضيقة بشكل متزايد من المستشارين"، مشيرا إلى أنه "كان مخدوعا ومخطئا، أميركا تقول ذلك، والعالم كله يعرف ذلك الآن".

الجمعة 11 مارس/آذار

في هذا التاريخ -كما يروي التحقيق- بدأ عملاء جهاز الأمن الفدرالي الروسي يعتقلون جنرالات ورفاقا في جهازهم، فقد كشف الصحفيان الروسيان إيرينا بوروغان وأندريتش سولداتوف -اللذان أجبرا على العيش في المنفى بسبب عقدين من التحقيق في الأجهزة السرية للدكتاتور- عن اعتقال الجنرال سيرغي بيسيدا ونائبه أناتولي بوليوخ ووضعهما تحت الإقامة الجبرية، وهذا ما أكده الناشط الروسي في مجال حقوق الإنسان فلاديمير أوسيكين الذي أفاد بأن عملاء جهاز الأمن قاموا بتفتيش منازل حوالي 20 من زملائهم المشتبه في اتصالهم بالصحفيين.

ويوضح هذا التطهير غضب الرئيس الروسي المتزايد من أجهزته السرية بشأن المعلومات الاستخباراتية المقدمة قبل غزو أوكرانيا، ويقول أندريه سولداتوف في مقابلة مع نيويورك تايمز (The New York Times) "لقد فهم بوتين أخيرا أنه قد تم تضليله"، وبدا -وفقا للتقرير الأخير- أن التقارير الصادرة عن مكتب الأمن الفدرالي بشأن أوكرانيا كانت "ببساطة غير صحيحة، وهو ما يفسر جزئيا لماذا سارت الأمور على نحو سيئ للغاية بالنسبة لروسيا".

ولذلك، يتهم الجنرال سيرغي بيسيدا ونائبه أناتولي بوليوخ بالفشل في إنشاء طابور خامس في أوكرانيا كان من شأنه تسهيل الغزو، إضافة إلى تقديم معلومات استخباراتية متواضعة، وهو ما يشير -حسب الكاتب- إلى أن عملاء المديرية الخامسة لجهاز الأمن الفدرالي الذي يقودانه كانوا يكتفون بإخبار بوتين بما يريد سماعه، إذ يقول سولداتوف "لا يمكننا استبعاد كون المعلومات الاستخباراتية التي جمعوها في الميدان كانت جيدة جدا، لكن لم يجرؤ أحد على تولي دور حامل الأخبار السيئة للدكتاتور".

وعلى الرغم من أن جهاز الأمن الفدرالي الروسي كان في الأصل جهاز أمن داخلي فقد حصل على الحق في إجراء عمليات في الخارج في أواخر التسعينيات، فتم إنشاء مديرية جديدة تسمى المديرية الخامسة، وكُلفت بالتجسس وقمع الاضطرابات السياسية في البلدان التي اعتبرها بوتين جزءا من مجال نفوذ روسيا.

والآن رسميا، يوجد الجنرال بيسيدا قيد التحقيق بتهمة الاختلاس، إذ أهدر عملاء جهاز الأمن الفدرالي ملايين الدولارات دون جدوى في رحلاتهم إلى تايلند وقبرص وجزر المالديف لرشوة السياسيين الأوكرانيين قبل الحرب، وهو ما أغضب بوتين وفقا لأندريه سولداتوف، وهو حريص على أن يعرف من أبلغ وكالة المخابرات المركزية "سي آي إيه" (CIA) بخططه للغزو، وبالتالي من هو الأقدر على معرفة الخطط وخيانتها، ومن رئيس التجسس المسؤول عن تطبيقها.

الأربعاء 16 مارس/آذار

بعد ظهور الصحفية مارينا أوفسيانيكوفا مع لافتتها التي تقول "لا للحرب" انتهز بوتين الفرصة ليكرر أن الغرض من عمليته العسكرية كان تجنب "حمام دم وتطهير عرقي"، إلا أن محكمة العدل الدولية في اليوم نفسه قالت إنه ليس لديها "دليل يدعم ادعاء الاتحاد الروسي بارتكاب إبادة جماعية على الأراضي الأوكرانية".

ووفقا لصحيفة تايمز (The Times)، تم احتجاز رومان جافريلوف نائب زولوتوف من قبل جهاز الأمن الفدرالي ليتهم "بإهدار الوقود دون داع" بعد الصعوبات التي واجهها الجيش الروسي على الأرض منذ الأيام الأولى للغزو بسبب نفاده من القوافل العسكرية، خاصة أن مصادر مختلفة أثارت حوله شبهات تجسس، وأنه أبلغ الأجهزة الأميركية بتحركات القوات الروسية.. لذلك، عندما تحدث بوتين قبل ذلك بقليل عن التطهير الضروري للشعب الروسي من كل الخونة ربما لم يكن يفكر فقط في الصحفية التي تحدت رقابته.

الخميس 24 مارس/آذار

بدأت الأمور في اليوم السابق بمقال نشرته واشنطن بوست كشف أن وزير الدفاع سيرغي شويغو ورئيس أركان القوات المسلحة فاليري غيراسيموف لا يردان على اتصالات البنتاغون، وتلت ذلك سلسلة من المقالات في وسائل الإعلام الروسية تشير إلى أن الرجلين لم يرهما أحد منذ 12 يوما.

ويقول الناس إن شويغو (66 عاما) -الذي وصفه بعض الخبراء بأنه أحد دعاة الحرب الذين يعتمد عليهم الرئيس الروسي- لا يتمتع بصحة جيدة، إلا أن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف نفى وجود أي مشكلة صحية عند الرجل، وقال "وزير الدفاع لديه الكثير ليفعله الآن كما يمكنكم أن تتصوروا".

غير أنه من المعتقد أن وزير الدفاع المكلف بالإشراف على الغزو سيرغي شويغو على رأس القائمة التي استهدفها بوتين ولن يكون الوحيد، فرئيس جهاز الأمن الفدرالي ألكسندر بورتنيكوف يعاني من غضب بوتين، والشيء نفسه ينطبق على إيغور كوستيوكوف نائب رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية.

ولإخماد هذه الشائعات نظم الكرملين عملية اتصال ظهر فيها سيرغي شويغو وبوتين يهنئه على "التقدم المحرز في العملية العسكرية الخاصة وجهود الجيش لتقديم المساعدة الإنسانية وتوفير الأمن واستعادة البنية التحتية الحيوية في المنطقة المحررة".

وقد استنكر المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف "سوء الفهم التام" من جانب الغربيين الذي قد تكون له "عواقب وخيمة"، فيما بدا أنه صدى لأجهزة المخابرات الأميركية والبريطانية التي تقول إن مستشاري الرئيس الروسي "يخشون إخباره بالحقيقة" بشأن "فشله"، قائلا "إنهم لا يفهمون ما يجري في الكرملين، ولا يفهمون الرئيس بوتين، ولا يفهمون آلية صنع القرار، ولا يفهمون أسلوب عملنا".

وقال وزير خارجية الولايات المتحدة أنتوني بلينكن إن إحدى نقاط ضعف الأنظمة الاستبدادية هي أنه لا يوجد أحد في هذه الأنظمة يقول الحقيقة للسلطة، أو أنه قادر على قول الحقيقة لها، كما ذهب الرئيس الأميركي جو بايدن إلى مثل ذلك مقدرا أن فلاديمير بوتين "بدا وكأنه يعزل نفسه"، مشيرا إلى "وضعه بعض مستشاريه قيد الإقامة الجبرية".

الخميس 21 أبريل/نيسان

في هذا اليوم استقبل بوتين وزير دفاعه دون أي مسافة صحية لإظهار أنه قد استعاد السيطرة -حسب الكاتب- وهنأه على "نهاية أعمال التحرير في ماريوبول التي كانت ناجحة"، ليقبل شويغو التهنئة التي أتاحت له التعبير عن ولائه من خلال إعادة التأكيد على أن "الجيش الروسي ينفذ المهام التي حددها قائد الجيش، وهو يقوم بتنفيذ خطة تحرير جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين".

وتساءل الكاتب: هل يفكر بوتين في اقتراب يوم 9 مايو/أيار، ذكرى انتصار الاتحاد السوفياتي على النازية، في وقت ما زال فيه الجيش الروسي غير قادر على تحقيق النصر الذي يحتاجه في أوكرانيا؟ وقال إن الاتحاد الأوروبي أطلق يوم 21 فبراير/شباط إجراءات فحص طلبات العضوية الخاصة بأوكرانيا وجورجيا ومولدوفا، في الوقت الذي لا يزال فيه "الدكتاتور الروسي" قويا ويخشاه العالم بأسره، مشيرا إلى أن الأميركيين عززوا وجودهم العسكري في القارة الأوروبية، وأن الناتو وجد من جديد سببا لوجوده.

ولم تعد أدوات الكرملين الدعائية "آر تي" (RT) و"سبوتنيك" (Sputnik) تبث في أوروبا، وتم طرد جواسيسه تحت غطاء دبلوماسي من العديد من العواصم الغربية، مما زاد عدم تنظيم الخدمات التي كانت بالفعل ضحايا التطهير الذي ينظمه هناك.

وختم ماتيو سوك بأنه ما زال في الوقت الذي كُتبت فيه هذه السطور يجهل التهم الموجهة للجنرال بيسيدا، ولا يعرف هل كانت المخابرات الأميركية -التي ساهمت كثيرا في إحباط خطة غزو أوكرانيا- تعتمد على مصادر بشرية كالجواسيس، أم مصادر تقنية كصور الأقمار الصناعية والتنصت على الهواتف أم مزيج من الاثنين.

المصدر : ميديابارت