لوفيغارو: أين ابني.. عائلات تبحث عن ذويها بعد غرق الطراد الروسي موسكفا

Yegor Shkrebets, 20, a conscript who went missing after the Moskva cruiser death. Posing with his father Dmitry Shkrebets.
ديمتري شكريبتس مع ابنه المفقود إيغور (الشبكات الاجتماعية)

على الشبكات الاجتماعية الروسية يطالب ذوو البحارة القلقون -الذين يواجهون ردودا رسمية مبهمة حول مصير أبنائهم- بإلحاح أي أحد يعرف شيئا عن هؤلاء البحارة أن يخبرهم بذلك، وفقا لما أوردته صحيفة "لوفيغارو" (Le Figaro) الفرنسية.

"أصدقائي.. انشروا هذه المعلومات رجاء"، تلك هي صرخة الاستغاثة التي نشرها ديمتري شكريبتس، أحد سكان سيفاستوبول بروسيا على الشبكات الاجتماعية، إنه يبحث عن أخبار ابنه إيغور (19 عاما)، إذ كان آخر عهده به مساعد طباخ على متن طراد الصواريخ الروسي "موسكفا".

لكن منذ غرق تلك السفينة الروسية في 15 أبريل/نيسان الجاري في قاع البحر الأسود، لم يتلق أي أخبار عنه.

يقول شكريبتس لم نتلق منذ غرق الطراد سوى تبادل قصير، في اليوم التالي للمأساة، مع أليكسي ألكساندروفيتش بوغورسكي نائب قائد الفرقة.

ويضيف هذا الوالد المكلوم أن رد الضابط كان مروعا إذ قال موضحا "مع الأسف، ليس من بين الجرحى ولا من بين القتلى".

وقال "التحقيقات مستمرة، ولكن نظرا لدرجة حرارة الماء، لا توجد فرصة كبيرة أن يكون على قيد الحياة، لذلك يعتبر إذن في عداد المفقودين".

وعند سؤال الأب "إذا ماذا نفعل؟"، كانت إجابة القائد مقتضبة "تضرع للرب".

وكانت موسكو أكدت في البداية أن الطاقم بأكمله تم إجلاؤه، وهو ما يثير حفيظة شكريبتس الذي يعلق على ذلك قائلا "إنها كذبة! كذبة قاسية وفاضحة".

ورغم أن الكرملين أكد في البداية عدم وجود ضحايا بين من كانوا على متن الطراد، فإنه أقر يوم الجمعة 22 أبريل/نيسان الجاري بوفاة بحار وإصابة 37 آخرين، وهو ما جعل لوفيغارو تتساءل "هل كان ذلك نتيجة ضغط نداءات الاستغاثة التي أطلقتها عائلات البحارة؟".

ويقول هذا الوالد إنه نشر نداءه على "الفيسبوك الروسي"، لكن رسالته حذفت للمرة الأولى ثم أعاد نشرها، وطالب متابعيه بإعادة نشرها على نطاق واسع قبل أن تحذف من جديد.

ويقول شكريبتس إن 3 عائلات من يالطا وألوبكا وسانت بطرسبرغ اتصلت به، منوهة أنها تعاني من نفس حالة عدم اليقين بشأن أبنائها.

والآن ها هم هؤلاء الأقارب يتحركون مع بعض لمعرفة مصير أبنائهم، وقد كتبوا طلبا للجهات الرسمية وجهوه لمكتب التجنيد والمفوضية العسكرية في سيمفيروبول.

ويقول موقع "ميدوزا" (Meduza) الروسي المستقل والمحظور في روسيا، إنه تمكن من التحدث مع العديد من الآباء القلقين بشأن أبنائهم نتيجة التواصل المرتبك أو الغائب من وزارة الدفاع في سيفاستوبول.

ففي لينينو -وهي قرية صغيرة في شبه جزيرة القرم- يقول الموقع إن والدة أندريه تسيوفوف (19 عاما) تجهل كل شيء عن ابنها، فلا هي رأته في مقاطع فيديو الكرملين ولا في الصور التي يُفترض أنها للطاقم تم بثها هنا وهناك على الشبكات الاجتماعية.

وقد ذهبت هذه الأم إلى قاعدة سيفاستوبول العسكرية، وتقول إنهم أخرجوا لها قائمة بالمفقودين بمن فيهم ابنها، وهو ما جعلها تسأل "لكن ماذا يعني أنه مفقود؟ هل ابني ميت؟" وهو ما ردوا عليه بالنفي "إذ لم يكن في المستشفى ولا هو في الخدمة"، وهو ما جعل الأم تسأل "إذن أين هو؟".

وقد تكررت نفس القصة مع تاتيانا إفريمنكو، فمنذ 14 أبريل/نيسان الجاري، تشعر هذه الأم بالقلق على ابنها نيكيتا (19 عاما) الذي كانت آخر أخباره أنه في الخدمة العسكرية بالبحرية في سيفاستوبول، هل كان في موسكفا؟ وهذا ما لا يمكنها تأكيده، ولكن في رسالته الأخيرة في العاشر من مارس/أيار الماضي، كتب ابنها أنه كان في البحر، وأنه "لا يمكنه الاتصال بالعالم الخارجي".

وتقول هذه الأم إنها بحثت عن أخباره في كل مكان واتصلت بمكاتب التسجيل والتجنيد العسكري وحتى وزارة الدفاع في سيفاستوبول.

وتضيف أنها لم تجد سوى من يقول لها إن ابنك مفقود من دون مزيد من التوضيح وهو ما تعلق عليه الأم وهي تبكي قائلة "سأبحث في جميع المستشفيات وسأبذل قصارى جهدي، للعثور على ابني".

وتلفت لوفيغارو إلى أن نفس الصدى تكرر في الصحافة الأنغلوساكسونية، حيث ذكرت 10 عائلات أخرى على الأقل لصحيفة نيويورك تايمز أنها لم تعثر على أبنائها، وكذلك أكدت لـ"بي بي سي" (BBC) تمارا غرودينينا، التي تعمل في خدمة اللغة الروسية، أن ابنها سيرغي البالغ من العمر 21 عاما كان في موسكفا وقت استهدافها.

وتضيف أن السلطات في البداية ذكرت أنه مفقود، ثم قالت إنه على قيد الحياة وبصحة جيدة، بل ذكرت أنه سيتصل بها في أول فرصة. قبل أن يعترفوا بأنه غرق في السفينة.

ونقل موقع ميدوزا عن "مصدر مقرب من قيادة أسطول البحر الأسود" أن عدد القتلى في طاقم موسكفا بلغ 37 وأن ثمة كذلك مئات الجرحى.

المصدر : لوفيغارو