مخاطر وصعوبات تواجه عمل الصحفيين في حرب روسيا على أوكرانيا

صورة لبطاقة المصور الأوكراني يفهيني ساكون أو ضحايا الحرب من الإعلاميين
المصور الأوكراني يفهيني سأكون كان أول هدف إعلامي لضربات روسيا الصاروخية على أوكرانيا (الجزيرة)

أوكرانيا – تحت برج التلفزيون في العاصمة كييف، أول هدف إعلامي لضربات روسيا الصاروخية على أوكرانيا لقي حتفه في الأول من مارس/آذار الجاري هو المصور الأوكراني يفهيني سأكون، إذ كان أول ضحايا الحرب بين صفوف الإعلاميين والصحفيين.

وأيام الحرب اللاحقة كانت كفيلة بحصد أرواح 4 صحفيين آخرين على الأقل، إضافة إلى إصابة عدد من المصورين والمتعاونين مع الفرق الصحفية المحلية والعالمية في تغطياتها كالسائقين والمترجمين.

حصيلة دفعت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو" (UNESCO) إلى الإعلان عن "تدابير طارئة" لحماية الصحفيّين، من ضمنها تدريبهم على كيفية التصرف في البيئات العدائية، وتقديم دفعات تضم 125 حزمة من معدّات الحماية الشخصية.

مخاطر وصعوبات في كل مكان

المخاطر والصعوبات تحيط بالصحفيين من كل مكان في أوكرانيا اليوم، بدءا من إجراءات الاعتماد، وانتهاء بعمليات التنقل بين المواقع الأكثر سخونة.

حول هذا الأمر، تحدثت الجزيرة نت إلى عدد من مراسلي الفضائيات العربية العاملة في أوكرانيا، وآخرين يعملون مع عدة قنوات أوكرانية محلية، فكان بينهم إجماع على ما يلي:

1- إجراءات الاعتماد الصادرة -حصرا- عن وزارة الدفاع تستغرق فترات طويلة قد تصل إلى عدة أشهر، مما يدفع كثيرا من الصحفيين إلى مباشرة العمل بقرار شخصي أو إداري، الأمر الذي قد يعرضهم للاشتباه، وربما إلى الخطر.

2- قلة أعداد المتعاونين المتخصصين وغير المتخصصين، من منتجين وسائقين ومترجمين وغيرهم، بحكم أن كثيرا منهم نزحوا عن مدنهم، أو يخافون التوجه أو البقاء في مناطق القتال.

3- غلاء الأسعار، وصعوبة الحصول على مكان مناسب وآمن للإقامة، لاسيما أن هاجس الاستهداف يراود كثيرا من الصحفيين، بحكم أن الأماكن المناسبة للفنادق قد تكون معرضة لخطر القصف، بحكم قربها من مواقع حيوية ومقرات حكومية، تم استهدافها فعلا في عدة مدن.

4- صعوبات لوجيستية تتعلق بصعوبة الوصول إلى بعض المواقع القتالية بسبب إغلاق الطرق، وانتشار الحواجز الأمنية، إضافة إلى أن تلك المواقع قد تكون مكشوفة، مما قد يعرض الفرق لمخاطر أكبر.

5- مخاطر الاستهداف المباشر، بحكم وصولهم إلى مناطق أوكرانية تريد القوات الروسية التعتيم على ما يحدث فيها، بحسب بعضهم.

وبالإضافة إلى ما سبق، يتعرض الصحفيون إلى صعوبات أخرى، يشتركون بعضها مع السكان المحليين، ومنها:

  • قلة الطعام والمؤن في بعض المناطق، بحكم صعوبة الإمداد، وإغلاق الكثير من المحلات والمطاعم.
  • انتشار هواجس "الغرباء" بشكل عام، وخشية بعض الناس من عمل الصحفيين، خاصة إذا كانوا أجانب، لأنهم لا يعرفون ما يقولون، ويخافون أن تنقل كاميراتهم صور مواقع ليتم استهدافها، مما يدفعهم للمضايقة في كثير من الأحيان، وطلب التوقف عن التصوير والابتعاد.

شاشة واحدة ومصادر مشتركة

ويبدو أن هذه المخاطر والصعوبات، وكذلك الرغبة في توحيد الكلمة الأوكرانية وجمع المصادر، دفعت السلطات الأوكرانية إلى الطلب من القنوات التلفزيونية والإذاعية الرئيسية توحيد عملها، لتبث ضمن شاشة واحدة خلال أيام الحرب شعارها "الحرية"، اعتمادا على مصادر باتت مشتركة فيما بينها.

وللجزيرة نت تقول الناشطة الأوكرانية في مجال الدفاع عن حقوق الصحفيين أوكسانا رومانيوك إن هذا الإجراء سهّل عمل القنوات، وحدّ من الحاجة إلى أعداد كبيرة من الصحفيين في الميدان.

وأضافت "بعض الصحفيين شجعان، ولكن لا تتوفر لديهم أو في قنواتهم معدات الحماية الكافية، من خوذ وسترات واقية وغيرها؛ وإجراء الحكومة أسهم في تقدمهم -دون غيرهم- على جبهات التغطية الإعلامية، فحدّ من المخاطر، وأعفى آخرين من هذه المهمة الصعبة".

وحول مساعدات اليونسكو للصحفيين الأوكرانيين، قالت رومانينكو "هي عبارة عن دورات تدريبية عبر الإنترنت، ومساعدات عينية تشمل مواد الحماية، تسلم عبر اتحاد الصحفيين الأوكرانيين، ونقابة وسائل الإعلام المستقلة في أوكرانيا، بالتنسيق مع السلطات المعنية في البلاد".

المصدر : الجزيرة