يبدو المشهد وكأن ترامب قرر قلب الطاولة في وجه بوتين، والعودة إلى النهج الذي جمع سلفه، جو بايدن، مع الأوروبيين، المتحمسين أكثر لدعم أوكرانيا.

يبدو المشهد وكأن ترامب قرر قلب الطاولة في وجه بوتين، والعودة إلى النهج الذي جمع سلفه، جو بايدن، مع الأوروبيين، المتحمسين أكثر لدعم أوكرانيا.
في انتظار إعلان الرئيس الأميركي “الهام” عن روسيا الاثنين المقبل، يرى مراقبون أن كييف أقنعته أنها تريد السلام، وأن بوتين يخادع ويريد استمرار الحرب، بينما حذر آخرون من “الانخداع” بمواقف ترامب المتغيرة.
لم تعد هجمات روسيا على أوكرانيا تقتصر على جبهات القتال البعيدة فقط، بل طالت العاصمة كييف وغيرها، وأقلق ذلك السكان الذين باتوا يفكرون بالهجرة ثانية، رغم تطمينات رسمية وأخرى من الجيش.
تبدو أوكرانيا محاصرة بين ضغوط ترامب ورغبة بوتين بتحقيق أهدافه في وقت لم تحرز فيه مفاوضات إسطنبول تقدمًا، وتخشى كييف تقديم تنازلات بينما تناور موسكو لانتزاع مكاسب من دون اتفاق حقيقي.
تشهد أوكرانيا قصفا روسيا مكثفا ومركّزا بكل أنواع الصواريخ والمسيّرات أعاد لأذهان الأوكرانيين أيام الحرب الأولى، وكشف عن أزمة دفاعات جوية حادة تعاني منها كييف في ظل إيقاف البنتاغون تزويدها بالذخيرة.
بعد إقدام أوكرانيا على تنفيذ عملية “شبكة العنكبوت” واستهداف 4 قواعد جوية مهمة، باتت جدوى التفاوض في إسطنبول موضع شك، وسط تصعيد عسكري ورد روسي متوقع.
بين مشكك و آمل، تباينت آراء الأوكرانيين بشأن الاتصال الأخير بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي بوتين، ومدى قدرة واشنطن على لجم موسكو ووقف الحرب، وبالمقابل تصر كييف على حقها بتقرير المصير.
بحسب وسائل إعلام محلية وغربية، لم تستغرق المفاوضات بين أوكرانيا وروسيا بإسطنبول أكثر من ساعتين، ومخرجاتها لم تتطرق إلى أي شيء يتعلق بإنهاء الحرب وإحلال السلام، أو حتى وقف مؤقت لإطلاق النار.
تحتضن مدينة إسطنبول، غدا الخميس، مفاوضات وصفها مراقبون بالمصيرية بين أوكرانيا وروسيا. فهي قد تجمع رئيسي البلدين وجها لوجه، وتأتي بعد تهديدات وإنذارات غربية غير مسبوقة لموسكو في حال رفض المشاركة فيها.
يبدو أن الحرب في أوكرانيا ستدخل مرحلة جديدة مع دعوات أوكرانية وغربية لوقف شامل لإطلاق النار لمدة 30 يوما تقابلها دعوة روسية لمفاوضات مباشرة على قاعدة تلك التي أجريت في إسطنبول عام 2022.