ذا هيل: هل يمكن للتحركات الروسية أن ترمم العلاقات الأميركية الصينية؟

U.S Vice President Joe Biden Visits China
الرئيس الصيني (يمين) ونظيره الأميركي (غيتي)

قال باحث أميركي إن الصين أعلنت بعد 4 أيام من بدء حرب روسيا على أوكرانيا أنها على استعداد للعمل مع الولايات المتحدة في إطار شراكة "إعادة بناء عالم أفضل" التي تحدث عنها الرئيس الأميركي جو بايدن.

ونقل جون ماركس، مؤسس ورئيس منظمة "البحث عن أرضية مشتركة"، قول وزير الخارجية الصيني إن بلاده مستعدة للدخول مع أميركا في تلك الشراكة، مؤكدا في الوقت ذاته أن الصين ترحب بالمشاركة الأميركية في برنامج الحزام والطريق.

واعتبر ماركس -في تحليل له بصحيفة "ذا هيل" (The Hill) الأميركية- أن هاتين المبادرتين تهدفان إلى تعزيز البنية التحتية في العالم، وقد صمم كل بلد مبادرته لكسب صيت دولي على حساب البلد الآخر. ولذلك، فإنه يرى أن الولايات المتحدة والصين إذا جمعتا قواهما الآن، فإن ذلك سيشكل تحولًا أساسيًا يمكن أن يفيد الملايين حول العالم ممن يعانون بسبب البنية التحتية الضعيفة.

وحسب الكاتب، فإن الحرب الروسية على أوكرانيا ربما دفعت الصين إلى اتخاذ هذه الخطوة التصالحية، لكن ربما كانت هذه مجرد حيلة خادعة، وأيا كان السبب، فإن على الولايات المتحدة أن تقول مبدئيًا "نعم" للاقتراح الصيني وتبدأ المفاوضات، إذ إن العمل معا لتحسين البنية التحتية العالمية سيمثل خطوة صغيرة، ولكنها جوهرية بعيدًا عن علاقة الخصومة المتزايدة. ومن الواضح أن ذلك سيكون في المصلحة الوطنية للولايات المتحدة، على حد تعبيره.

والآن على وجه الخصوص، يقول الكاتب، وبعد أن حلت روسيا محل الصين بوصفها عدوا دوليا رئيسيا لواشنطن، سيكون من الحكمة بمكان أن تتصرف واشنطن بنشاط لمواجهة شراكة الصين وروسيا "بلا حدود" المعلن عنها مؤخرًا.

ومن الناحية الإستراتيجية والعملية، يقول الكاتب، ستتعرض الولايات المتحدة لضغوط شديدة إن هي وجدت نفسها في مواجهة مع كل من روسيا والصين في وقت واحد، كما أوضح وزير الخارجية الأميركي السابق هنري كيسنجر والرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون قبل 50 عامًا، فإن "دق إسفين بين هذين البلدين يمكن أن يمثل سياسة جيدة" لواشنطن.

لكن الكاتب نبه أيضا إلى أنه لا ينبغي لأميركا في الوقت نفسه أن تتجاهل اضطهاد الصين لأقلية الأويغور أو ممارستها بعض سياساتها المؤسفة الأخرى، ومع ذلك، يجب ألا تكون هذه الجوانب السلبية هي المحدد الوحيد لعلاقة البلدين.

ولفت الكاتب إلى أن الولايات المتحدة والصين لديهما مصالح مشتركة في قضايا أخرى غير البنية التحتية، وعندما تفعلان ذلك، لا يوجد سبب وجيه لمعارضة بعضهما البعض.

وعلى سبيل المثال، يقول الكاتب، يمكنهما العمل معا للحد من مخاطر تغير المناخ، إذ إن هناك حاجة ماسة للتعاون الصيني الأميركي في هذه القضية بغض النظر عن الخلافات العميقة حول الأمور الأخرى، إذ إن المناخ -كما يقول جون كيري المبعوث الخاص للرئيس بايدن للمناخ- "ليس أيديولوجيًا".

ومحاولة الوصول إلى اتفاقيات ذات منفعة متبادلة سيساعد حتما على تجفيف السموم من النزاعات الكبرى، حسب الكاتب، الذي يرى أن الفكرة الأساسية هي أنه بدلاً من مواجهة بعضهما البعض بوصفهما أعداء، سيقف البلدان معًا ويتعاملان مع المشاكل المشتركة ويتعاونان لحل القضايا الخلافية.

المصدر : هيل