وسط عالم "مزدحم" وقلق على الموارد.. عدد سكان الأرض يبلغ 8 مليارات نسمة

الكرة الأرضية
الكرة الأرضية (غيتي)

سيبلغ عدد سكان العالم رسميا 8 مليارات نسمة في 15 نوفمبر/تشرين الثاني، ويظل النقاش مستفيضا بين الخبراء بشأن الموارد، مع تحذيرات من استهلاك الدول الثرية المفرط لموارد الكوكب.

وترى المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان ناتاليا كانيم أن "بلوغ سكان العالم 8 مليارات هو حدث مهم للبشرية"، مرحبة بالزيادة في متوسط العمر المتوقع وانخفاض معدل وفيات الرضع والأمهات.

وتضيف "مع ذلك، أدرك أن هذه ليست لحظة يحتفل بها الجميع بالضرورة؛ حيث يشعر البعض بالقلق من عالم مزدحم بعدد كبير جدا من السكان وموارد غير كافية للعيش على أساسها"، داعية إلى عدم "الخوف" من العدد.

وتتوقع الأمم المتحدة أن يبلغ عدد سكان الأرض 9.7 مليارات نسمة في عام 2050، وتشير إلى أنه بالنظر إلى العدد الكبير من الشباب، فإن جزءا كبيرا من النمو سيحدث حتى لو انخفض منذ الآن معدل الخصوبة في البلدان ذات أعلى المعدلات إلى طفلين لكل امرأة.

وفي هذا الصدد، تدعو المنظمة غير الحكومية "بوبيلايشن ماترز" إلى خفض عدد سكان العالم لكن "فقط بوسائل إيجابية وطوعية وتحترم الحقوق"، وفق ما يوضح مديرها روبين ماينارد لوكالة الصحافة الفرنسية، معارضا أي "سياسة تنظيم" للولادات تفرضها الدولة.

ويرى "مشروع دروداون" (Project Drawdown) أن التعليم وتنظيم الأسرة من الحلول المطروحة للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري، ويقول "على الصعيد العالمي، من شأن وجود عدد أقل من السكان بمستويات استهلاك مستدامة أن يقلل الطلب على الطاقة والنقل والخامات والغذاء والموارد الطبيعية".

وتقول فانيسا بيريز المحللة في معهد الموارد العالمية غير الحكومي إن "كل شخص يولد على هذه الأرض يضيف ضغطا إضافيا على الكوكب".

وتضيف في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية "كان عددنا كبيرا بالفعل منذ سنوات"، لكن "هذا السؤال حساس للغاية"، رافضة أن "تستغل النخب هذه السردية لتطالب بوضع سقف للنمو السكاني في دول الجنوب".

وهي تفضل بدلا من ذلك أن تركز على "الإنصاف" و"توزيع" الموارد، ولا سيما الغذاء.

ويشاطرها الرأي جويل كوهين من جامعة "روكفلر" في نيويورك، حيث يشدد على أنه رغم وجود ما يكفي من الغذاء من الناحية الحسابية لسد حاجات 8 مليارات نسمة، فإن "800 مليون شخص، أي واحد من كل 10 أشخاص على هذا الكوكب، يعانون من سوء التغذية المزمن".

وفيما يتعلق برده على سؤال بشأن عدد سكان الأرض وهل هو كثير جدا؟ قال "كثير جدا بالنسبة لمن؟ وبالنسبة لماذا؟ إذا سألتني إذا كنا أكثر من اللازم، فإنني لا أعتقد ذلك".

ويوضح "غالبا ما نكون شرهين أغبياء نفتقر إلى الرؤية، وهذا مكمن المشكلة والخيارات"، داعيا رغم ذلك إلى عدم اعتبار الإنسانية "طاعونا".

ويختم قائلا إن "فكرة أننا أكثر مما ينبغي تصرف الانتباه عن قضايا حقيقية تتعلق برفاهية النوع البشري والأنواع التي نتشارك معها الكوكب".

ويعتقد البعض أن الخيارات التي تقود إلى استهلاك موارد بيولوجية (غابات وأسماك وأراض، إلخ) أكثر بكثير من قدرتها على التجدد كل عام والاستهلاك المفرط خاصة للوقود الأحفوري يؤدي دائما إلى مزيد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المسؤولة عن الاحترار.

أما من ناحية المناخ، فيشير أحدث تقرير لخبراء المناخ التابعين للأمم المتحدة إلى أن النمو السكاني أحد المحركات الرئيسة لزيادة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، لكن مساهمته فيها أقل من مساهمة النمو الاقتصادي.

وترى جينيفر سكيوبا الباحثة المقيمة في مركز أبحاث ويلسون أن "تأثيرنا على الكوكب يحدده سلوكنا أكثر بكثير من عددنا".

وتضيف "الاستمرار في تسليط الضوء على الزيادة السكانية مضرّ ويعكس كسلا فكريا"، مشيرة إلى خطر أن تقوم الدول الغنية بدلا من تغيير سلوكها بإلقاء اللوم على الدول النامية التي تدفع النمو السكاني.

المصدر : الفرنسية