خامنئي يتوعد "مثيري الشغب" بدفع الثمن ويؤكد: التفاوض مع أميركا لن ينهي الاحتجاجات

Iranian Supreme Leader Ali Khamenei
خامنئي: وجود الباسيج يظهر أن الثورة الإسلامية بخير (الأناضول)

أكد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي اليوم السبت أن التفاوض مع الولايات المتحدة لن ينهي الاضطرابات التي تشهدها بلاده منذ نحو شهرين لأن واشنطن ستطالب دائما بالمزيد، مشيرا إلى أن من وصفه بـ"العدو" يسعى منذ بداية الثورة الإسلامية في إيران إلى إفشالها.

وقال -في كلمة بثها التلفزيون الإيراني- "يقول لنا البعض في الصحف والفضاء الإلكتروني إنه يكفي حل مشكلتكم مع أميركا وسماع صوت الشعب لإنهاء الاضطرابات"، متسائلا "كيف نحل المشكلة مع أميركا؟ هل ستُحل المشكلة بالجلوس والتفاوض والحصول على التزام من أميركا؟". وأجاب "لا.. التفاوض لن يحل مشكلتنا مع أميركا، لأنها تمعن في السعي وراء انتزاع التنازلات من إيران".

كما وصف خامنئي المحتجين بمثيرِي الشغب والعملاء، وتوعّدهم بدفع الثمن، مؤكدا أن أفراد قوات التعبئة (الباسيج) المتطوعين "ضحوا بأنفسهم في أحداث الشغب" التي اندلعت منذ سبتمبر/أيلول الماضي، وفق تعبيره.

وأضاف "لقد ضحوا بأرواحهم لحماية الشعب من مثيري الشغب.. وجود الباسيج يظهر أن الثورة الإسلامية بخير".

كما أكد أن الغرب يريد إسقاط النظام في إيران، لكنه لن يتمكن من ذلك.

وأردف "المشكلة ليست 4 مثيري شغب في الشارع، حتى لو عوقب كل مثير شغب وكل إرهابي.. ساحة المعركة أوسع من ذلك بكثير. العدو الرئيسي هو الاستكبار العالمي"، في إشارة إلى الولايات المتحدة وحلفائها.

صوت الشعب

كما هاجم الزعيم الإيراني من يقولون إنه يجب "سماع صوت الشعب"، وقال "دوّى صوت الشعب الضخم في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري (خلال المظاهرات الموالية للحكومة) أو أثناء تشييع (الجنرال قاسم) سليماني (الذي اغتيل في يناير/كانون الثاني 2020).. كان هذا الحشد الضخم هو صوت الشعب الإيراني".

يشار إلى أن الاحتجاجات الشعبية المتواصلة في إيران اندلعت يوم 16 سبتمبر/أيلول الماضي إثر وفاة الشابة مهسا أميني (22 عاما) خلال احتجازها من قبل ما يعرف بـ"شرطة الأخلاق" لانتهاكها قواعد اللباس الصارمة في البلاد.

وتندد السلطات الإيرانية بهذه الاحتجاجات، وتعتبرها "أعمال شغب" يحرض عليها الغرب، وتحديدا الولايات المتحدة.

وذكرت وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان (هرانا) أنه حتى أمس الجمعة قُتل 448 محتجا، منهم 63 طفلا، خلال الاحتجاجات، وأضافت أن 57 من قوات الأمن قتلوا أيضا، فضلا عن اعتقال نحو 18 ألفا و170 شخصا.

ولم تذكر السلطات الإيرانية العدد الرسمي للقتلى من المحتجين، لكن مسؤولا كبيرا قال أول أمس الخميس إن 50 من قوات الشرطة لقوا حتفهم في الاضطرابات.

قرصنة

على صعيد آخر، تعرضت وكالة أنباء فارس الإيرانية التابعة للحكومة إلى القرصنة أمس الجمعة على خلفية الاحتجاجات المتواصلة في أنحاء البلاد، حسبما أفادت وسائل إعلام محلية.

وأشارت وكالة تسنيم إلى أن "مجموعة من المقرصنين جعلت موقع وكالة أنباء فارس غير متاح لبضع لحظات".

وتعد وكالة أنباء فارس واحدة من المصادر الرئيسية للمعلومات التي تنشرها الدولة بشأن الاحتجاجات الدائرة في إيران.

وأشارت الوكالة اليوم السبت إلى أن "دخول المستخدمين" إلى موقعها الإلكتروني "تعطّل" بعد "عملية قرصنة وهجوم إلكتروني معقدين نُفذا (أمس) الجمعة"، وفقا لبيان نشرته على قناتها على تليغرام.

وأوضحت أن "الهجمات الإلكترونية ضد وكالة فارس تُشن بشكل يومي من عدة دول، بما في ذلك الأراضي المحتلة (فلسطين)".

المصدر : الجزيرة + وكالات