عائلة شيرين أبو عاقلة ترحب بالتحقيق الأميركي وإسرائيل ترفض التعاون

A Palestinian girl protests in support of slain Palestinian-American journalist Shireen Abu Akleh, as U.S. President Joe Biden visits Augusta Victoria Hospital, in Jerusalem
لافتة تطالب بالعدالة لشيرين أبو عاقلة خلال مظاهرة سابقة في القدس (رويترز)

رحبت عائلة مراسلة الجزيرة الراحلة شيرين أبو عاقلة بفتح الولايات المتحدة تحقيقا في ملابسات مقتلها، ووصفته بالتطور المهم في مسار القضية، في حين أبلغت تل أبيب واشنطن برفضها التعاون مع أي تحقيق خارجي.

ففي لقاء مع الجزيرة قال طوني أبو عاقلة شقيق شيرين إن التحقيق الذي فتحته الولايات المتحدة بشأن اغتيال شقيقته في 11 مايو/أيار الماضي بمدينة جنين شمالي الضفة الغربية مهم لتحقيق العدالة ولمحاسبة الجناة حتى لا تتكرر مثل هذه الجرائم بحق الفلسطينيين.

وأضاف أبو عاقلة أن الرفض الإسرائيلي للتحقيق كان متوقعا، لأن المسؤولين الإسرائيليين تعودوا الإفلات من العقاب.

وتوصلت تحقيقات أجرتها شبكة الجزيرة ووسائل إعلام غربية ومنظمات دولية إلى أن شيرين قتلت برصاص الجيش الإسرائيلي أثناء تغطيتها اقتحام مدينة جنين في 11 مايو/أيار الماضي.

وقدمت إسرائيل روايات متضاربة وادعت في البداية أن شيرين قتلت برصاص مسلحين فلسطينيين، قبل أن تتراجع وتعلن في سبتمبر/أيلول الماضي أن هناك احتمالا كبيرا جدا أن تكون قتلت برصاص أطلقه جندي إسرائيلي "عن طريق الخطأ".

وكانت إذاعة الجيش الإسرائيلي ذكرت أمس الاثنين أن الأميركيين أبلغوا وزارة العدل الإسرائيلية بفتح تحقيق في واشنطن بشأن وفاة مراسلة الجزيرة شيرين أبو عاقلة.

وأوضحت الإذاعة أن واشنطن أبلغت وزارة العدل الإسرائيلية باحتمال طلب مواد للتحقيق في وفاة أبو عاقلة.

كما نقلت صحيفة "هآرتس" عن مصادر أن الولايات المتحدة أخبرت إسرائيل أنها ستفتح تحقيقا في مقتل مراسلة الجزيرة.

وأوضحت الصحيفة أن 57 مشرعا أميركيا بعثوا رسالة إلى مدير الشرطة الفدرالية الأميركية "إف بي آي" (FBI) ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يطالبون فيها بالتحقيق في مقتل شيرين.

وأكدت الرسالة أن شيرين أبو عاقلة -باعتبارها مواطنة أميركية- لها الحق في الحماية الكاملة التي يتم توفيرها للأميركيين الذين يعيشون في الخارج.

بدورها، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن شقيق شيرين أن "السلطات الأميركية أبلغتنا بفتح التحقيق، وهو ما طالبنا به منذ البداية".

رفض إسرائيلي

وفي السياق، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس أن تل أبيب أبلغت الجانب الأميركي أنها لن تتعاون مع أي تحقيق خارجي، وأنها تقف خلف جنودها.

وقال غانتس إن الجيش الإسرائيلي أجرى تحقيقا "مهنيا ومستقلا"، وعرض نتائجه كاملة على الجانب الأميركي.

كما اعتبر في بيان أن "قرار وزارة العدل الأميركية التحقيق في وفاة شيرين أبو عاقلة خطأ فادح".

خطوة غير مسبوقة

من جانبه، قال موقع "أكسيوس" (Axios) إن التحقيق الأميركي بشأن مقتل شيرين أبو عاقلة أمر غير عادي، ويمكن أن يسفر عن طلب التحقيق مع الجنود الذين شاركوا في العملية.

وأضاف الموقع نقلا عن مصادر أنه من شبه المؤكد أن إسرائيل سترفض الطلب الأميركي للتحقيق مع جنودها إذا قدمته واشنطن.

أما وكالة "أسوشيتد برس" (Associated Press) فأفادت بأن فتح تحقيق أميركي بشأن دولة حليفة كإسرائيل يعتبر أمرا غير مسبوق.

وقالت الوكالة إن التحقيق الأميركي في التصرفات الإسرائيلية يعتبر خطوة نادرة قد تزعزع التحالف القوي بين البلدين.

وفي السياق ذاته، قال متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي إن شيرين لم تكن مواطنة أميركية فحسب، بل مراسلة شجاعة نالت احترام الجميع.

وأضاف المتحدث أن الولايات المتحدة لن تعلق على مواضيع تخص إنفاذ القانون، وقلوبنا مع عائلة أبو عاقلة، حسب تعبيره.

بدوره، اعتبر السيناتور الديمقراطي كريس فان هولن أن هذه الخطوة طال انتظارها لكنها ضرورية لتحقيق العدالة والمحاسبة بمقتل شيرين.

وفي واشنطن أيضا، رحب مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية بالتحقيق الأميركي في مقتل شيرين أبو عاقلة، وعبر عن أمله في أن تحاسب الولايات المتحدة إسرائيل على عنفها الذي يستهدف المواطنين الأميركيين والصحفيين وغيرهم من المدنيين، حسب تعبيره.

وفي الجانب الفلسطيني، قال الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي إن عدة عوامل أدت إلى اتخاذ الإدارة الأميركية قرارها فتح تحقيق بشأن مقتل شيرين، أهمها الضغوط المستمرة التي قامت بها عائلتها وشبكة الجزيرة والمؤسسات الحقوقية الدولية.

المصدر : أكسيوس + الجزيرة + وكالات + الصحافة الإسرائيلية