أرجعته للتفوق الأوكراني بعدد الدبابات.. روسيا تعترف باختراق خطوطها في الجنوب وتعزل أحد قادتها العسكريين

Russia-Ukraine war
آليات روسية مدمرة في منطقة خاركيف شمال شرقي أوكرانيا (الأناضول)

حققت القوات الأوكرانية ما وصف بأنه أكبر تقدم لها في جنوب البلاد منذ بدء الحرب، حيث اخترقت الخطوط الروسية اليوم الاثنين وتقدمت بسرعة على طول نهر دنيبرو، وذلك في موازاة تقدم آخر في شرق البلاد حيث تستعد لشن هجوم لاستعادة "مدن المثلث".

وقالت وكالة رويترز إن التقدم الأوكراني في الجنوب باتجاه خيرسون، يهدد خطوط الإمداد لحوالي 25 ألف جندي من القوات الروسية على الضفة الغربية لنهر دنيبرو.

ولم تقدم كييف رسميا تفاصيل عن هذه المكاسب، لكن روسيا اعترفت بأن هجوم الدبابات "المتفوقة عدديا" حقق تقدما لمسافة عشرات الكيلومترات على طول الضفة الغربية لنهر دنيبرو، وأن الأوكرانيين استعادوا عددا من القرى على طول الطريق.

وقالت وزارة الدفاع الروسية في أحدث بياناتها -اليوم الاثنين- إن القوات الأوكرانية اخترقت دفاعاتها على محوري زولوتايا بالكا وألكسندروفكا، "بفضل التفوق العددي في وحدات الدبابات".

وأعلنت الوزارة أن الجيش الروسي استهدف القوات الأوكرانية على محاور كوبيانسك وليمان وأرتيوموفسك ودونيتسك.

من جهته، أقر فلاديمير سالدو حاكم منطقة خيرسون المعين من قبل موسكو، أن القوات الأوكرانية حققت بعض النجاحات في المنطقة وسيطرت على بعض التجمعات السكنية.

وأضاف سالدو في تصريحات للتلفزيون الروسي الرسمي "المعلومات تثير التوتر، دعونا نصفها على هذا النحو، لأن هناك نجاحات حدثت بالفعل".

وتابع قائلا "حيث يقع خزان كاخوفكا، ويوجد تجمع سكني يسمى دودتشاني، في هذه المنطقة يوجد اختراق وهناك تجمعات سكنية استولت عليها القوات الأوكرانية".

اختراقات

من جانبها، أفادت وسائل إعلام أوكرانية بسيطرة القوات الأوكرانية على قرية ميخايليفكا شمال خيرسون.

وكذلك نشر أنطون غيراشينكو مستشار وزارة الداخلية الأوكرانية صورة لجنود أوكرانيين يقفون بجانب تمثال ذهبي لفوه بعلم أوكرانيا، في قرية قال إنها ميخايليفكا على ضفة نهر دنيبرو.

وقال سيرغي كلان عضو المجلس المحلي في خيرسون إن القوات استعادت أيضا قرى أوسوكوريفكا وخريشينكفكا وزولوتايا بالكا.

وأضاف "هذا يعني أن قواتنا المسلحة تتحرك بقوة على طول ضفاف نهر دنيبرو بالقرب من بيريسلاف. رسميا، لم تصدر معلومات بهذا الشأن حتى الآن، لكن صفحات التواصل الاجتماعي (الروسية) التي أصابها الذعر تؤكد هذه الصور تماما".

وفي التطورات الميدانية شرقي أوكرانيا، أعلن أندريه ماروتشكو المتحدث باسم الانفصاليين في مقاطعة لوغانسك، إفشال محاولات قوات أوكرانية لاختراق حدود المقاطعة، وذلك بعدما أعلنت كييف أنها تسعى لشن هجوم جديد لاستعادة ما تعرف بمدن المثلث، وهي أهم مدن لوغانسك.

وقال ماروتشكو إن نحو 100 عسكري أوكراني مدعومين بنحو 10 عربات عسكرية، حاولوا اختراق حدود المنطقة، وإن القوات الروسية تمكنت من التصدي لهم ودفعهم إلى مسافة بعيدة عن الحدود.

وكان المتحدث نفسه قد صرح في وقت سابق بأن القوات الأوكرانية اجتازت الحدود الإدارية لمقاطعة لوغانسك في محور ليسيتشانسك.

خريطة متغيرة

وتسعى القوات الأوكرانية لمواصلة تقدمها المتسارع، بعدما بسطت سيطرتها الكاملة على بلدة ليمان الإستراتيجية في مقاطعة دونيتسك، وذلك بالتوجه نحو مدن المثلث، سيفيرودونيتسك وليسيتشانسك وروبيجني، في مقاطعة لوغانسك.

وقال سيرغي غايداي حاكم مقاطعة لوغانسك -في تصريحات للجزيرة- إن "تحرير لوغانسك وضواحيها لم يبدأ بعد، وسيبدأ في أقرب وقت".

وأضاف أنه "بعد تحرير ليمان، هناك على الجانب الآخر من النهر ضواحي لوغانسك"، مؤكدا أن القوات الأوكرانية ستبدأ قريبا هجوما كبيرا لاستعادة لوغانسك ودونيتسك.

وقد أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأحد، أن قوات بلاده سيطرت بالكامل على بلدة ليمان، وقال إن مزيدا من الأعلام الأوكرانية سترفرف في إقليم دونباس في غضون أسبوع.

ويضم إقليم دونباس في شرق أوكرانيا مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك اللتين أعلنت روسيا الجمعة الماضي ضمهما إلى أراضيها، مع مقاطعتي خيرسون وزاباروجيا (جنوبي أوكرانيا).

وأكد زيلينسكي أن القوات الأوكرانية حققت أيضا تقدما جنوبي البلاد، واستعادت السيطرة على بلدات شمال شرق خيرسون، موجها الشكر لمقاتلي مسقط رأسه في مدينة كريفي ريه الذين أحرزوا تقدما بالمنطقة.

إقالة

ومع هذه التغيرات المتلاحقة في خريطة المعارك، أفادت وسائل إعلام روسية اليوم الاثنين بإقالة قائد المنطقة العسكرية الغربية في روسيا، المتاخمة لأوكرانيا، في أحدث حلقة من قرارات عزل كبار المسؤولين بعد الهزائم.

وقالت شبكة "آر بي سي" الإخبارية الروسية إن الجنرال رومان بردنيكوف أقيل من قيادة المنطقة العسكرية الغربية، وحل محله العقيد ألكسندر زورافليوف.

وأشارت وكالة رويترز إلى أن الخسائر الروسية أدت إلى تحول في نبرة وسائل الإعلام الحكومية التي كانت تفخر بالانتصارات في السابق، إذ اعترف مقدمو البرامج الحوارية بالانتكاسات و"بدؤوا البحث عن كبش فداء"، وفقا للوكالة.

وقال فلاديمير سولوفيوف -أحد أبرز مقدمي البرامج في التلفزيون الرسمي- "لفترة محددة من الزمن، لن تكون الأمور سهلة بالنسبة لنا. لا ينبغي أن نتوقع أخبارا جيدة في الوقت الحالي".

لافروف يتحدث خلال جلسة مجلس الدوما، الغرفة الثانية للبرلمان الروسي (الأوروبية)

تصويت الدوما

سياسيا، صادق مجلس الدوما الروسي اليوم الاثنين على اتفاقيات انضمام "جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين" ومقاطعتي خيرسون وزاباروجيا إلى الاتحاد الروسي.

وخلال الجلسة، صوّت بالإجماع أكثر من 400 نائب لصالح ضم هذه المناطق لتكون جزءا من الاتحاد الروسي.

وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف -الذي حضر الجلسة- أن هذه المناطق ستكون الآن تحت الحماية الخاصة.

وقال لافروف إن سكان المناطق الأربع "حددوا مصيرهم بأيديهم وطلبوا الانضمام لروسيا".

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقع الجمعة الماضي اتفاقيات مع قادة هذه المناطق لقبولها ضمن أراضي الاتحاد الروسي، وذلك عقب استفتاءات جرت في المقاطعات الأربع، نددت بها القوى الغربية ووصفتها بأنها صورية وزائفة.

وأكدت الولايات المتحدة أنها لن تعترف أبدا بضم روسيا تلك المناطق التي لا يخضع أي منها بالكامل لسيطرة القوات الروسية.

وفي هذا السياق، صرح منسق الاتصالات في مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي اليوم بأن واشنطن لن تعدّ الهجمات على الأراضي التي ضمتها روسيا هجمات على أراض روسية.

وأكد كيربي -في تصريحاته لشبكة "سي إن إن" (CNN)- أن الولايات المتحدة تأخذ تهديدات الرئيس الروسي باللجوء إلى السلاح النووي على محمل الجد، لكنه أوضح أن واشنطن لم تر بعدُ أي مؤشر على أن بوتين اتخذ قرار اللجوء للسلاح النووي.

المصدر : الجزيرة + وكالات