بعد اغتيال أحد قادة عرين الأسود.. الاحتلال يرفع حالة التأهب ونائبة عربية بالكنيست تنعى شهداء نابلس وتثير ضجة بإسرائيل

26 فلسطينيا استشهدوا في نابلس منذ بداية العام الجاري (الفرنسية)

أثارت نائبة عربية في الكنيست الإسرائيلي (البرلمان)، الثلاثاء، ضجة في إسرائيل إثر نعيها شهداء نابلس الذين قتلوا على يد الجيش الإسرائيلي خلال اقتحام البلدة القديمة بالمدينة، في الأثناء رفع الاحتلال من حالة التأهب الأمني بسبب مخاوف عالية من إمكانية تنفيذ مجموعة عرين الأسود "عملية انتقامية".

وقالت النائبة عن "القائمة المشتركة" عايدة توما سليمان "نابلس تودع شهداءنا اليوم، شعبنا الفلسطيني يودع شهداءه".

وأضافت عايدة سليمان، في تغريدة بحسابها على فيسبوك أرفقتها بصورة جنازة الشهداء الخمسة، "كلما صعّد الاحتلال جرائمه، تصاعدت المقاومة"، مشيرة إلى أن ما يحدث هو "درس أساسي في تاريخ الشعوب".

وشن وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس هجوما على عايدة سليمان قائلا عبر حسابه في تويتر، "أخجل من المسؤولين المنتخبين الذين يدعمون الإرهابيين وعلى استعداد للسماح لهم بمواصلة سفك دماء المواطنين الإسرائيليين".

وأضاف غانتس، "عضو الكنيست عايدة توما سليمان تثبت مرة أخرى أن القائمة المشتركة لا يمكن دمجها في الحكومة ولا يمكن الاعتماد عليها في تشكيلها"، مؤكدا أنه "فخور بعمليات جنود الجيش الإسرائيلي".

كما قال عضو الكنيست عن حزب "الليكود" يمين ميكي زوهار، "اقرؤوا وانشروا كلمات تأبين عايدة توما سليمان للإرهابيين الذين قتلوا أمس على يد الجيش الإسرائيلي".

فيما كتبت النائبة عن حزب "الليكود" ووزيرة الثقافة والرياضة السابقة ميري ريغيف عبر تويتر، "نرى ذلك ولا نصدق.. مشجعو الإرهاب مادحو الشهداء أعضاء في حكومة إسرائيل"، في إشارة إلى إمكانية تشكيل رئيس الوزراء يائير لبيد حكومة تعتمد على الأحزاب العربية، حال فوزه في الانتخابات البرلمانية.

وأضافت، "إنها عدو إسرائيل ليس أقل من ذلك، يجب إرسالها لتعيش معهم في نابلس في عرين الأسود! فليخرج الجميع للتصويت الثلاثاء".

من جهته، قال النائب العربي بالكنيست أيمن عودة زعيم القائمة المشتركة، "أدعم صديقتي عايدة توما سليمان في مواجهة الهجمات والتحريضات من قادة الدولة الذين يحتلون شعبا آخر".

عشرات الآلاف يشيعون في موكب مهيب شهداء نابلس الخمسة (الفرنسية)

تأهب أمني إسرائيلي

ونقلت صحف إسرائيلية عن "القناة 13" أن الجيش الإسرائيلي رفع من حالة "التأهب الأمني" بعد عشرات التحذيرات من إمكانية تنفيذ مجموعة "عرين الأسود" لعملية انتقامية عقب اغتيال أحد قادة المجموعة في نابلس. وأضافت الصحف أن "الجهاز الأمني الإسرائيلي يستعد لمزيد من العمليات المشابهة".

من جهة أخرى، أشار خبراء أمنيون إسرائيليون إلى أن ما يسمى عملية "حارس الأسوار الثانية" باتت قريبة على ضوء التطورات الأمنية في الضفة الغربية، بحسب ما نقله موقع "آي 24" الإسرائيلي.

الخامسة خلال شهر

وسقطت ظهر اليوم الأربعاء، طائرة دون طيار إسرائيلية من نوع "سكاي رايدر" في منطقة نابلس إثر عطل فني.

وصرح الجيش الإسرائيلي بأنه لا يوجد خوف من تسريب معلومات، وبحسب الجيش فقد سقطت الطائرة أثناء قيامها بنشاط روتيني، مضيفا أنه يحقق في الحادث.

من جهتها، أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأن 5 طائرات إسرائيلية دون طيار سقطت خلال هذا الشهر، بعد سقوط طائرة مسيرة اليوم في منطقة نابلس.

وبحسب وسائل تواصل فلسطينية، فإن الطائرة سقطت فوق مبنى قرب الحرم الجامعي القديم، ونقلت إلى الجهات المختصة لفحصها.

جهود لاحتواء التصعيد

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن "مصدر فلسطيني كبير" أن الإدارة الأميركية تبذل جهودًا لمنع تدهور الأوضاع الأمنية، وتضغط على إسرائيل لوقف "إجراءاتها" ضد الفلسطينيين. وأشار المصدر إلى أن السلطة الفلسطينية متمسكة بمطلبها بوقف هذه الاعتداءات، بما في ذلك وقف الاستيطان أيضا.

وأوضحت الهيئة وفقا لمصدرها أن الجانب الفلسطيني وعلى رأسه رئيس السلطة محمود عباس متمسك بمطالب الفلسطينيين بشأن الاستيطان، واعتداءات المستوطنين والاجتياحات الإسرائيلية، وسياسة هدم المنازل واحترام الوضع القائم في القدس الشرقية بما في ذلك المقدسات الإسلامية والمسيحية والمسجد الأقصى وكنيسة القيامة، ووقف سياسة القتل والاعتقالات.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس إن بلاده أبلغت إسرائيل بقلقها من التصعيد في الضفة الغربية.

قوات الاحتلال اغتالت أحد قادة "عرين الأسود" في نابلس (الأناضول)

وأضاف برايس أن لقاء الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ولقاءه المرتقب مع الرئيس جو بايدن في واشنطن، هما فرصة للتشديد على ضرورة خفض التصعيد.

وقال برايس -في بيان- إن بلينكن "شدد في لقائه مع هرتسوغ على مخاوف بلاده إزاء التوترات المتصاعدة وأعمال العنف ووفاة إسرائيليين وفلسطينيين في الضفة الغربية". كما شدد بلينكن -حسب البيان- على "ضرورة أن تخفف كل الأطراف التصعيد على نحو عاجل".

اعتقال 18 فلسطينيا

وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت فجر اليوم الأربعاء، 18 فلسطينيا من الضفة الغربية.

واعتقل جيش الاحتلال كلاً من: إياد النابلسي شقيق الشهيد إبراهيم النابلسي من حي خلة العامود، ويحيى مبروكة عم الشهيد أدهم مبروكة (الشيشاني) من الحي النمساوي، وسيف البدوي من حي المخفية، وكريم ياسر قادوس من قرية عراق بورين.

وزعمت وسائل إعلام إسرائيلية أن من بين المعتقلين 3 أعضاء في مجموعة عرين الاسود في نابلس.

وفد دبلوماسي في نابلس

وأطلعت وزارة الخارجية الفلسطينية، بالتعاون مع محافظة نابلس، اليوم الأربعاء، عددا من السفراء والقناصل الأجانب على ما تشهده المحافظة من حصار وانتهاكات من قبل قوات الاحتلال.

الاحتلال يفرض طوقا أمنيا على مدينة نابلس بالضفة الغربية (الفرنسية)

جاء ذلك خلال اجتماع ضم 17 ممثلا وسفيرا لدول أجنبية، عقد في مقر المحافظة، وتنظيم زيارة لمدخل دير شرف غرب نابلس المغلق، والبلدة القديمة بنابلس، التي تتعرض لعدوان واقتحام متكرر من قبل قوات الاحتلال، وحاجز بيت فوريك شرق المدينة.

يذكر أن نابلس تتعرض لحصار شامل لليوم الـ16 على التوالي، وسط إجراءات مشددة من قبل قوات الاحتلال، وقد استشهد 26 فلسطينيا في المدينة منذ بداية العام الجاري.

المصدر : الجزيرة + وكالات