بوريل يعتذر عن تصريحاته المثيرة للجدل بشأن "أوروبا الحديقة المحاطة بالأدغال"

European Union High Representative for Foreign Affairs Josep Borrell holds a news conference, in Brussels
بوريل يقول إن تصريحاته أُخرجت من سياقها وأسيء فهمها (رويترز)

أصدر مسؤول السياسات الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، بيانًا يعتذر فيه عن تصريحاته المثيرة للجدل الأسبوع الماضي، وقال إنها أُخرجت من سياقها وأسيء فهمها.

وكان بوريل قد صرّح الخميس الماضي بأن أوروبا "حديقة"، وبقية العالم "أدغال"، وحذر من أن تغزو "الأدغال" تلك "الحديقة".

وقال المسؤول الأوروبي في تصريحاته المثيرة للجدل إن "أوروبا حديقة، لقد بنينا حديقة، أفضل مزيج من الحرية السياسية والرخاء الاقتصادي والترابط الاجتماعي استطاعت البشرية أن تبنيه، لكن بقية العالم ليس حديقة تماما، بقية العالم.. أغلب بقية العالم هو أدغال".

وأضاف أن "الأدغال يمكن أن تغزو الحديقة، وعلى البستانيين أن يتولوا أمرها، لكنهم لن يحموا الحديقة ببناء الأسوار، حديقة صغيرة جميلة محاطة بأسوار عالية لمنع الأدغال لن تكون حلا (..) على البستانيين أن يذهبوا للأدغال، على الأوروبيين أن يكونوا أكثر انخراطا مع بقية العالم، وإلا فإن بقية العالم سوف تغزو أوروبا".

وفي بيانه الذي نُشر على موقع الاتحاد الأوروبي، أمس الثلاثاء، قال بوريل إن استعماله لمصطلحيْ "الحديقة" و"الأدغال" ليس من اختراعه، إنما كان هذا المفهوم حاضرًا في النقاشات الأكاديمية والسياسية منذ عقود.

وأوضح بوريل أن المفهوم يشير إلى "قانون الغاب" حيث يقوم النظام الدولي على إرادة الأقوى بعيدًا عن المبادئ المقبولة للجميع نظرًا إلى قوة الجهات الفاعلة فيها.

وقال "لقد أساء البعض تفسير الاستعارة على أنها "مركزية أوروبية استعمارية". أنا آسف إذا شعر البعض بالإهانة".

وأضاف بوريل أنه أوصى سفراء الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي "بالتواضع"، وحذرهم من أن يكون تركيزهم على أوروبا فقط، وأشار إلى أهمية التعرف بشكل أفضل على بقية العالم بما في ذلك الجزء الجنوبي من العالم، على حد تعبيره.

وأكد أنه معارض لمفهوم "أوروبا الحصينة"، الذي يشير إلى الطريقة السلبية التي تعامل بها أوروبا المهاجرين، وقال: "لدي أيضًا خبرة كافية لأعرف أن أوروبا والغرب ليسا مثاليين وأن بعض دول الغرب انتهكت أحيانًا الشرعية الدولية".

وأضاف أن ما قصده هو تزايد الانتهاكات للقوانين والحقوق الدولية في العالم، فأصبح يبدو كـ"الأدغال" في مختلف البقاع، بما في ذلك في أوكرانيا، مؤكدًا على أن تصريحاته "ليست لها دلالة عنصرية أو ثقافية أو جغرافية".

وشدد بوريل على أن ما يعنيه لا يتشابه مع "مدرسة الفكر السياسي" التي يتبعها الأميركيون المحافظون الجدد، والسياقات التي استخدموا فيها مصطلحات "الحديقة" و"الأدغال"، وفق قوله.

ولاقت تصريحات جوزيف بوريل أصداءً واسعة من الغضب والاستنكار من حقوقيين وسياسيين ونشطاء، تطورت إلى مطالب باستقالته على خلفية تصريحاته التي وُصفت بالعنصرية.

وأنشأت "حركة الديمقراطية في أوروبا 2025″ عريضةً لجمع توقيعات المؤيدين لاستقالة بوريل، حيث وصفت الحركة تلك التصريحات بـ"الغريبة" و"المروعة".

وندد النائبان في البرلمان الأوروبي، ميك والاس ومارك بوتنغا، بتصريحات بوريل وطالبَا الاتحاد الأوروبي بشجبها والتصرف حيالها.

وعلّق الصحفي البريطاني، آسا وينستانلي، على اعتذار بوريل بقوله: "يدافع زعيم الاتحاد الأوروبي العنصري عن استعارته العنصرية التي قال فيها إن الدول غير الأوروبية هي "الأدغال" التي تتعدى على "الحديقة" الأوروبية، ويقول "آسف إذا شعر البعض بالإهانة".. هذا مقزز".