القلق الدولي يتصاعد.. زحف متسارع لطالبان ودبلوماسي أميركي يتوقع حربا أهلية طويلة بأفغانستان

تصاعد القلق الدولي اليوم الجمعة إزاء التطورات في أفغانستان تزامنا مع تواصل زحف مسلحي حركة طالبان شمالا وسيطرتها على 5 عواصم ولايات في غضون أيام. في وقت رجح فيه سفير أميركي سابق لدى كابل أن تنزلق البلاد إلى حرب أهلية طويلة الأمد.

وتعليقا على تفاقم الأوضاع، اتهم وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أطرافا خارجية لم يسمها بأنها مسؤولة عن تعميق الأزمة في أفغانستان، واصفا إياها بالخطيرة جدا.

وخلال لقائه في طهران مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى أفغانستان جان آرنو، أبدى ظريف استعداد بلاده لتسهيل الحوار بين الأطراف الأفغانية بوصفه الطريق الوحيد لحل الأزمة.

من جانبه، أكد المبعوث الأممي إلى أفغانستان أنه لن تنجح أي دولة أو مجموعة محدودة من الدول في حل الأزمة الأفغانية، وأن السبيل إلى ذلك هو قيام تعاون جماعي، وفق تعبيره.

حرب أهلية طويلة

وفي السياق، قال سفير واشنطن السابق في كابل إن وقوع حرب أهلية طويلة في أفغانستان هو أكثر ترجيحا من استيلاء سريع لطالبان على السلطة.

وأوضح سفير الولايات المتحدة السابق لدى أفغانستان راين كروكر لبرنامج "ذيس ويك" (The Week) على قناة "إيه بي سي" (ABC) أن "مقاتلي طالبان يفعلون ما يفعلونه بشكل جزئي من أجل إشاعة مناخ من الخوف والذعر. وهم ينجحون في ذلك بشكل رائع".

وفي العاصمة كابل، التقى وزير الدفاع الأفغاني بسم الله محمدي الجنرال عبد الرشيد دوستم لدراسة الوضع في ولاية جوزجان، التي أعلنت طالبان السيطرة على مقرّها وعلى مكاتب حكومية أخرى.

وقال محمدي إنه ناقش مع الجنرال دوستم التطورات الأخيرة في الولايات الشمالية، ورَسْم الخطة لطرد مسلحي طالبان من ولاية جوزجان.

طالبان تتقدم

وتأتي هذه التطورات مع تواصل التقدم الميداني السريع لطالبان شمالي أفغانستان حيث سيطرت على ثالث عاصمة ولاية في 24 ساعة.

ونقل مراسل الجزيرة في أفغانستان عن مصدر أمني قوله إن مسلحي طالبان سيطروا على مقر ولاية تخار شمالي البلاد، وإن مطار الولاية ومقر القوات الأفغانية لا يزالان تحت سيطرة الحكومة.

كما نقل المراسل عن المتحدث باسم وزارة الداخلية الأفغانية ميرويس ستانكزاي قوله إن القوات الحكومية شنت عملية عسكرية في مدينة قندوز شمالي البلاد.

وأشار المتحدث إلى أن مسلحي طالبان تكبدوا خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات وتمت استعادة السيطرة على مناطق كثيرة في الولاية.

وأوضح أن العمليات العسكرية ستتسع ضد مسلحي طالبان في ولايتي جوزجان وساربول شمالي البلاد. وأكد أن القوات الأفغانية تحظى بدعم جوي كبير في سبيل مكافحة الإرهاب، على حد قوله.

ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" (New York Times) عن نائب قائد شرطة مدينة قندوز الأفغانية أن الوضع حرج، وأن جميع قوات الأمن هربت إلى المطار.

من جهته، قال متحدث باسم طالبان أن القوات الحكومية قصفت السوق الرئيسي في مدينة قندوز، وألحقت به خسائر كبيرة.

طالبان تؤكد

وأعلن متحدث باسم حركة طالبان مساء يوم الأحد سيطرة الحركة على منطقة حضرة السلطان ومقار حكومية في ولاية سمنكان شمالي البلاد.

وقبل ذلك، أعلنت الحركة سيطرتها على عاصمتي ولايتي قندوز وساربول شمالي أفغانستان.

وأكدت الحركة في بيان "بعد قتال شرس سيطر المجاهدون بفضل الله على عاصمة (الولاية) قندوز". وأضافت "سيطر المجاهدون أيضا على مدينة ساربول بما في ذلك المباني الحكومية وكافة المنشآت فيها".

وفي وقت لاحق الأحد، أكدت الحركة على تويتر أنها سيطرت على طالقان عاصمة ولاية تخار.

وانتشرت تسجيلات مصورة للمعارك نهاية الأسبوع تضمنت مشاهد لإطلاق سراح العديد من السجناء في المدن التي تمت السيطرة عليها.

وتستهدف طالبان السجون عادة لإطلاق سراح مسلحيها المحتجزين ومن ثم تعزيز صفوفها.

وسيطرت الحركة يوم الجمعة على أول عاصمة ولاية في أفغانستان هي زرنج في نيمروز عند الحدود مع إيران، وانتزعت في اليوم التالي شبرغان في ولاية جوزجان الشمالية.

ضربات جوية أميركية

وأفادت تقارير صحفية بوقوع معارك على أطراف هرات (غرب) ولشكركاه وقندهار (جنوب).

وتلقت القوات الحكومية دعما في وقت متأخر يوم السبت بعدما قصفت مقاتلات أميركية من طراز "بي-52" (B-52) مواقع طالبان في شبرغان.

وتعليقا على التقدم الميداني المتسارع لطالبان، قالت السفارة الأميركية في كابل إن هجمات حركة طالبان المستمرة لن تجعلها أقرب إلى الشرعية التي ترغب فيها.

ودعت السفارة حركة طالبان للالتزام فورا بوقف إطلاق النار وتكريس طاقتها لعملية السلام وليس للهجمات العسكرية.

المصدر : الجزيرة + وكالات