بلومبيرغ: هجوم نطنز حمل أيضا رسالة إلى واشنطن

جيل جديد من أجهزة الطرد المركزي في نطنز
جيل جديد من أجهزة الطرد المركزي في نطنز (الجزيرة)

نشر موقع بلومبيرغ (Bloomberg) مقالا للكاتب الصحفي زيف شافيتس يرى فيه أن الهجوم الذي تعرضت له منشأة نطنز النووية الإيرانية الأحد الماضي والذي تشير أصابع الاتهام إلى مسؤولية إسرائيل عنه يهدف لإضعاف قدرة إيران على صنع أسلحة نووية، ولكنه أيضا يحمل رسالة لواشنطن.

ويقول الكاتب إن الرئيس الأميركي جو بايدن أوضح أنه يريد العودة للاتفاق النووي مع إيران، وأسند مسؤولية التفاوض من أجل التوصل لاتفاق جديد إلى روبرت مالي الذي لعب دورا مهما في إبرام اتفاق عام 2015 خلال إدارة الرئيس السابق باراك أوباما.

وهذا بالضبط ما كان يخشاه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو منذ مجيء إدارة بايدن إلى البيت الأبيض، وقد صرح نتنياهو في وقت سابق من الشهر الجاري بأن "مثل هذه الصفقات مع الأنظمة المتطرفة لا قيمة لها"، وقال إن "الصفقة مع إيران التي تهددنا بالإبادة غير ملزمة لنا".

ويشير الكاتب إلى أن تهديدات نتنياهو لم تثر قلقا كبيرا لدى الدبلوماسيين المجتمعين في فيينا للتوصل إلى اتفاق جديد مع إيران، إذ كثيرا ما صدرت عنه تصريحات مشابهة، ولكن بعد 3 أيام من تلك التهديدات تعرضت منشأة نطنز -التي تعتبر قلب البرنامج النووي الإيراني- لعمل تخريبي.

إخراج بايدن عن حياده

وفي إشارة إلى مساعي تل أبيب لاستفزاز طهران ودفعها للرد على نحو يزيد التصعيد بالمنطقة، يقول الكاتب إن إعلان إيران زيادة نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 60% أول أمس الثلاثاء ردا على الهجوم الذي تعرضت له منشأتها النووية كان الرد التصعيدي الذي يبحث عنه نتنياهو لتغيير رأي إدارة بايدن بشأن الاتفاق النووي مع إيران.

ويرى الكاتب أن إسرائيل تعتبر أن العودة للاتفاق النووي القديم مع إيران التي تطالب بها طهران تنذر بشيء أسوأ بكثير، وتحاول إخراج بايدن عن حياده بهذا الشأن.

ويضيف الكاتب أن هناك عدة تفسيرات لتوقيت العملية الإسرائيلية التي استهدفت منشأة نطنز، منها توجيه ضربة للحكومة الإيرانية قبيل الانتخابات الرئاسية الإيرانية، وتوجيه رسالة إلى الأطراف المعنية بأن إسرائيل مستعدة وقادرة على إحباط الاتفاق النووي الذي تعتبره غير مسؤول، كما تثير احتمال حدوث تصعيد في المنطقة إذا ما ردت إيران على الاستهداف الذي تعرضت له.

ويخلص الكاتب إلى أن إدارة بايدن المصممة على التحول من الشرق الأوسط إلى المحيط الهادي ستحاول بشدة تجنب حدوث أي تصعيد في الشرق الأوسط، فيما يريد نتنياهو التأكد من أن أي تحول في تركيز السياسة الخارجية الأميركية لن يكون على حساب إسرائيل.

المصدر : بلومبيرغ