سد النهضة.. السودان يدعو أميركا وأوروبا للمساهمة في التوصل لاتفاق مع إثيوبيا

السودان طرح الشهر الماضي وساطة رباعية تتكون من الأمم المتحدة، والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة لحل الخلاف بشأن سد النهضة

رئيس مجلس السيادة السوداني في اجتماع اليوم مع المبعوث الأميركي للسودان (الجزيرة)

دعا رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان عبدالفتاح البرهان الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى المساهمة في التوصل إلى اتفاق بشأن ملف سد النهضة.

جاء ذلك خلال لقاء البرهان في الخرطوم المبعوث الأميركي للسلام في السودان دونالد بوث، ومبعوث الاتحاد الأوروبي روبرت فاندول.

وقالت وكالة الأنباء السودانية إن اللقاء بحث الخلافات بين السودان ومصر وإثيوبيا بشأن سد النهضة، والتطورات على حدود السودان مع إثيوبيا، ونقلت الوكالة عن المبعوثين الأميركي والأوروبي استعدادهما للتوسط في أزمة سد النهضة، وأكدا ضرورة التوصل إلى حل دبلوماسي يضمن لإثيوبيا التمتع بالكهرباء، وللسودان سلامة أراضيه وتأمين سدوده، ولمصر حقوقها المائية.

وقال مراسل الجزيرة في الخرطوم الطاهر المرضي إن هناك استعدادا من أميركا والاتحاد الأوروبي للتوسط في أزمة سد النهضة، وذلك من خلال خطوط عريضة تتجلى في ضرورة التوصل إلى حل دبلوماسي يضمن حقوق إثيوبيا والسودان ومصر.

وأضاف المراسل أن الوساطة ستتحقق إذا وافقت إثيوبيا على مشاركة الجانبين الأميركي والأوروبي، في حين تصر أديس أبابا على وساطة الاتحاد الأفريقي حصريا، وهو ما أصاب المفاوضات بشأن السد بالجمود.

مباحثات سرية

وذكر مراسل الجزيرة في الخرطوم أن المبعوثين الأميركي والأوروبي عقدا اليوم مباحثات سرية مع وزارة الري السودانية بشأن الجوانب الفنية الخاصة بمفاوضات سد النهضة.

وكان السودان طرح الشهر الماضي وساطة رباعية تتكون من الأمم المتحدة، والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة الأميركية لحل الخلاف بشأن السد، وهو ما أيدته القاهرة ورفضته أديس أبابا.

ويصر السودان على ضرورة التوصل لاتفاق بين الأطراف المعنية قبل الملء الثاني لسد النهضة، خاصة أنه يمثل 3 أضعاف كمية الملء الأول (كمية الملء الثاني تقدر بـ13 مليار متر مكعب)، وهو ما سيؤدي إلى ضرر للسودانيين، فنصف سكان البلاد يعتمد على جريان مياه النيل الأزرق.

وأعلن السودان في يناير/كانون الثاني الماضي أن تنفيذ إثيوبيا المرحلة الثانية من عملية تعبئة السد دون اتفاق يهدد حياة 20 مليون سوداني.

إصرار إثيوبي

في المقابل، تشدد إثيوبيا على أن الملء الثاني لسد النهضة لن يسبب ضررا لمصر أو للسودان، مؤكدة حقها في استغلال منشأة السد لتلبية احتياجاتها من الكهرباء.

وفي سياق متصل، قالت وزارة الخارجية المصرية إنه من الضروري التوصل لاتفاق بشأن تعبئة وتشغيل السد الإثيوبي في أقرب فرصة ممكنة، وقبل شروع إثيوبيا في تنفيذ المرحلة الثانية من تعبئة السد.

وقال السفير حمدي لوزا، نائب وزير الخارجية المصري، إن هذا الاتفاق ضروري لضمان عدم تأثر مصر والسودان سلبا بعملية التعبئة.

وقد التقى وزير الموارد المائية والري المصري محمد عبدالعاطي المبعوث الأميركي للسودان، ومبعوث الاتحاد الأوروبي خلال وجودهما في القاهرة، للتباحث بشأن سبل إعادة إطلاق مفاوضات سد النهضة.

يشار إلى أن مصر تعتمد بنسبة 97% في مياه الشرب والري على مياه النيل.

المصدر : الجزيرة + وكالات