مقال بغارديان: الانتخابات الإسرائيلية والفلسطينية تسيء إلى الديمقراطية كل على طريقته

مقر لجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية بقطاع غزة (رويترز)

تستعد السلطة الفلسطينية وإسرائيل كل على حده لإجراء انتخابات تشريعية لا يتجاوز الفاصل الزمني بينها بضعة شهور للمرة الأولى منذ عقود.

وفيما ترى العديد من الجهات في المجتمع الدولي ووسائل الإعلام في هذين الحدثين ممارسة ديمقراطية مشتركة، يرى مقال نشرته صحيفة "غارديان" (The Guardian) البريطانية أن تلك الانتخابات تمثل نافذة على واقع يحكمه نظام ذو مستويين مختلفين، وهو يحرم الفلسطينيين من الحرية والحقوق الأساسية التي تعد من المسلمات بالنسبة للعديد من الشعوب حول العالم.

ويقول كاتب المقال سالم براهمة -الناشط السياسي والمدير التنفيذي لمؤسسة فلسطين للدبلوماسية العامة- إن حكاية الانتخابات الفلسطينية والإسرائيلية المرتقبة لا تتعلق بالديمقراطية، وإنما تتعلق بواقع يضفي غطاء من الشرعية على نظام وُضع للحفاظ على سيادة وهيمنة شعب على شعب آخر.

ويرى براهمة أن الانتخابات المرتقبة تعد تكريسا لواقع يُجرّد الفلسطينيين من السيادة على أرضهم كما يجردهم من القدرة على تقرير مصيرهم ومستقبلهم وتحدي القمع الذي يعيشون تحت وطأته، وعليه فإنه لا يمكن لهذا النظام أن يقدم ديمقراطية حقيقية.

ودعا الكاتب إلى تفكيك ذلك النظام، ليحل محله عقد اجتماعي جديد يضمن للجميع الحق في تقرير المصير والعيش في ظل الحرية والمساواة.

ويقول براهمة إن المتجول في شوارع الضفة الغربية هذا الربيع سيرى لافتات حملات الدعاية الانتخابية التي تعود لمرشحين للبرلمان الإسرائيلي تشوه المناظر الطبيعية الجميلة لأشجار الزيتون واللوز في الضفة، مما يطرح سؤالا وجيها هو: لماذا يقوم الإسرائيليون بحملات في الضفة الغربية التي هي  جزء من دولة فلسطين المستقبلية وفقا للقانون والإجماع الدوليين؟

وذكّر براهمة بأن إسرائيل -التي تحتل الضفة الغربية وتسيطر عليها بالكامل- قد ضمت بحكم الأمر الواقع أجزاء كبيرة منها من خلال توطين حوالي 750 ألف إسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، الأمر الذي يعد جريمة حرب وفق قوانين المحكمة الجنائية الدولية.

وبالرغم من ذلك -والكلام للكاتب- فإن أولئك المستوطنين غير الشرعيين يستطيعون الترشح وخوض الانتخابات وتنظيم الحملات الانتخابية والتصويت في الانتخابات الإسرائيلية، فيما لا يحق للفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية التصويت في انتخابات السلطة الإسرائيلية التي تتحكم في كل مناحي حياتهم.

وأشار المقال إلى جملة من المعوقات التي تقف حجر عثرة في طريق نجاح انتخابات السلطة الفلسطينية، مسلطا الضوء على اختلالات هيكلية وأخرى تتعلق بالتأثير الساحق للاحتلال العسكري الإسرائيلي على المشاركة السياسية الفلسطينية.

وخلص الكاتب إلى أن الفلسطينيين في حاجة ماسة إلى وسيلة مؤسسية لإعادة تنشيط حركتهم الوطنية لكي يتمكنوا من تحدي الوضع الراهن، وأن الطريق لتحقيق التقدم يبدأ بإصلاح النظام السياسي ليكون ديمقراطيا ويضمن مشاركة الجميع، ويمنح صوتا لكافة الفلسطينيين البالغ عددهم 13 مليون نسمة حول العالم.

 

المصدر : غارديان